هل صحيحٌ أنّ َالإمامَ عليّاً (ع) قال: تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ، وعلّموها الناس؟
السلامُ عليكم ورحمةُ الله، إنّهُ ممّا لا يخفى على أحدٍ فضلُ اللغةِ العربيّةِ وأهمّيتُها ومنزلتُها، إذ اختارَها اللهُ تعالى لتكونَ لُغةَ القُرآن، ولسانَ النبيّ العدنان، فمَن تعلّمَها أمنَ منَ الخطأ واللّحن، وفهمَ ما جاءَ في القرآن، وما وردَ على لسانِ سيّدِ ولدِ عدنان ومِن بعدِه الأئمّةِ الطاهرينَ أئمّةِ الإنسِ والجان، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم أجمعين. ومِن هُنا تكمنُ أهمّيّةُ تعلّمِ العربيّةِ والحثّ عليها قديماً وحديثاً، ولذا كُتبَت كثيرٌ منَ الكُتبِ والبحوثِ في شأنِ اللغةِ العربيّة، وضرورةِ الاهتمامِ بها. ثُمَّ إنّنا بحسبِ تتبّعِنا لم نجِد هذا الأثرَ مرويّاً عن الإمامِ عليِّ (ع)، وإنّما وجَدنا نظيرَه يُروى عن الإمامِ جعفرٍ بنِ مُحمّدٍ الصّادق (عليهِ السَّلام)، إذْ قال: تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ، فَإِنَّهَا كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ خَلْقَهُ. [الخصالُ للشيخِ الصّدوق، (ص258)، ووسائلُ الشيعةِ للحُرّ العامليّ (ج17/ص327)]. وكذلكَ وجَدنا الأثرَ يُروى عن أبي ذرٍّ الغِفاريّ (ره) أنّه قال: (تعلّموا العربيّةَ في القرآن كما تتعلّمونَ حِفظَه) كما رواهُ ابنُ الأنباريّ في إيضاحِ الوقفِ والابتداء (32)، وكذلكَ وجَدنا الأثرَ يُروى عن أُبي بنِ كعب أنّه قال : (تعلّموا العربيّةَ كما تعلّمون حِفْظَ القرآن)، كما رواهُ ابنُ أبي شيبةَ في المُصنّفِ (ج6/ص116)، وكذلكَ يُروى عن الخليفةِ الثاني عُمرَ بنِ الخطّابِ، كما عندَ البيهقي في "السّننِ الكُبرى" (3/ 342)، وابنِ عبدِ البرِّ في "جامعِ بيانِ العلمِ وفضلِه" (2/ 1132) وغيرِهما. وكذلك وجدناهُ يُروى عن الشافعيّ. كما في "المُقفّى الكبير" (5/ 210): قالَ يونسُ بنُ عبدِ الأعلى: سمعتُ الشافعيَّ يقول: تعلّموا العربيّة، فإنّها تثبّتُ العقلَ، وتزيدُ في المروءة. وعلى كلِّ حالٍ، فإنّ هذا الأثرَ مِمّا لا إشكالَ فيه بينَ أهلِ العلمِ كما لا يخفى. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق