ما هو دور الشيعة في الإسلام؟

الجواب :

وأمّا دورُ الشيعةِ الإماميّةِ في الحضارةِ الإسلاميّة، فسنوردُ ما ذكرَه المُحقّقُ العلّامةُ الشيخُ جعفرٌ السبحانيّ في هذا الصّددِ في كتابِه (بحوثٌ في المِللِ والنِّحل)، (ج6/ص525 وما بعدَها)، إذ يُبيّنُ أنَّ الحضارةَ الإسلاميّةَ تُستمدُّ منَ الكتابِ والسنّة، فكلُّ مَن قدّمَ خدمةً للقرآنِ لفظاً ومعنى، صورةً ومادّةً فقد شاركَ في بناءِ الحضارةِ الإسلاميّةِ ومثلهُ السنّة، فيُبيّنُ أنَّ لعلماءِ الشيعةِ الإماميّةِ الدورَ الأساسيّ في ازدهارِ العلومِ والفنونِ وكانوا في الطليعةِ منَ العُلماءِ المُشاركينَ في ذلكَ سواءٌ أكانَ ذلكَ في علمِ النحوِ أم علمِ الصّرفِ أم علمِ اللغةِ والعروضِ أم علمِ التفسيرِ أم علمِ الحديثِ والرّجال أم علمِ الكلامِ أم علمِ الفلسفةِ أم علمِ الفقهِ أم علمِ العقليّاتِ أم غيرِها منَ العلوم، فيبدأ بذكرِ الأدلّةِ على ذلكَ في عدّةِ نقاط، نوردُها لكَ معَ الاختصارِ بحسبِ ما يسعُ المقام. 

1- قدماءُ الشيعةِ وعلمُ النحو:

إنَّ دراسةَ القرآنِ بينَ الأمّةِ ونشرَ مفاهيمِه، يتوقّفُ على معرفةِ العلومِ الّتي تُعدُّ مفتاحاً له إذ لولا تلكَ العلومِ لكانَت الدراسةُ مُمتنعةً، ونشرها في ربوعِ العالمِ غيرَ ميسور جدّاً. بل لولا هذه العلومِ ونُضجِها لحُرمَ جميعُ المُسلمينَ حتّى العربُ مِنهم منَ الاستفادةِ منَ القرآنِ الكريم. لأنَّ الفتوحاتِ فرضَت على المُجتمعِ العربيّ الاختلاطَ معَ بقيّةِ القوميّاتِ وسبَّبَ ذلكَ خطراً على بقاءِ اللغةِ العربيّة وكانَ العربُ عندَ ظهورِ الإسلامِ يُعربونَ كلامَهم على النحوِ الّذي في القرآنِ إلاّ مَن خالطَهم منَ الموالي والمُتعرّبين، ولكنَّ اللحنَ لم يكثُر إلاّ بعدَ الفتوحِ وانتشارِ العربِ في الآفاقِ فشاعَ اللحنُ في قراءةِ القرآن فمسَّت الحاجةُ الشديدةُ إلى ضبطِ قواعدِ اللغة (جُرجي زيدان: تاريخُ آدابِ اللغةِ العربيّة 1 / 219 ) .

فقامَ أبو الأسودِ الدؤليّ بوضعِ قواعدَ نحويّةٍ بأمرِ الإمامِ أميرِ المؤمنين ـ عليهِ السلام ـ فأبو الأسودِ إمّا واضعُ علمِ النحوِ أو مُدوّنُه وكانَ مِن ساداتِ التابعين، صاحبَ عليّاً وشهدَ معَه صفّين. ثمَّ أقامَ في البصرة. يقولُ الشيخُ أبو الحسنِ سلامة الشامي النحوي: إنَّ عليّاً دخلَ عليه أبو الأسودِ يوماً. قالَ: فرأيتُه مُفكّراً، فقلتُ له: مالي أراكَ مُفكّراً يا أميرَ المؤمنين؟ قالَ: إنّي سمعتُ مِن بعضِ الناسِ لحناً وقد هممتُ أن أضعَ كتاباً أجمعُ فيهِ كلامَ العرب. فقلتُ: إن فعلتَ ذلكَ أحييتَ أقواماً منَ الهلاكِ فألقى إليَّ صحيفةً فيها: الكلامُ كلُّه اسمٌ وفعلٌ وحرف. فالاسمُ ما دلَّ على المُسمّى، والفعلُ ما دلَّ على حركةِ المُسمّى، والحرفُ ما أنبأ عن معنىً وليسَ باسمٍ ولا فعلٍ وجعلَ يزيدُ على ذلكَ زياداتٍ قالَ: واستأذنتُه أن أصنعَ في النحوِ ما صنعَ فأذِن وأتيتُه بهِ فزادَ فيهِ ونقصَ، وفي روايةٍ أنّه ألقى إليهِ الصحيفةَ وقالَ له: انحُ نحوَ هذهِ فلهذا سُمّيَ النحو نحواً (حسن الصدر: تأسيسُ الشيعة 51) .

ومنَ المعلومِ أنَّ هذهِ القواعدَ لم تكُن تسدُّ الحاجةَ المُلحّة. ولكنَّ أبا الأسودِ قامَ بإكمالِها وضبطِها وبتمييزِ المنصوبِ منَ المرفوعِ والاسمِ منَ الفِعل بعلاماتٍ نُسمّيها الإعراب فالرواياتُ مُجمِعةٌ على أنَّ أبا الأسودِ (وهوَ شيعيُّ المذهبِ توفّيَ سنةَ 69) إمّا مدوّنُ علمِ النحوِ أو واضعُه وأضحى ما دوَّنَه مصدراً لهذا العلمِ في العصورِ الّلاحقةِ وهناكَ كلامٌ لابنِ النديم دونَكَ لفظُه. يقولُ:

قالَ محمّدٌ بنُ إسحاق: زعمَ أكثرُ العُلماءِ أنَّ النحوَ اُخذَ عن أبي الأسودِ الدؤلي وأنَّ أبا الأسودِ أخذَ ذلكَ عَن أميرِ المؤمنين عليٍّ بنِ أبي طالب ـ عليهِ السلام ـ .

ثمَّ نقلَ عن الطبريّ وقالَ: إنّما سُمّيَ النحو نحواً لأنَّ أبا الأسودِ الدؤلي قالَ لعليٍّ ـ عليهِ السلام ـ وقد ألقى عليهِ شيئاً مِن اُصولِ النحو قالَ أبو الأسودِ: واستأذنتُه أن أصنعَ نحوَ ما صنع، فسُمّيَ ذلكَ نحواً (ابنُ النديم: الفهرست 66) .

2- وإذا كانَ أبو الأسودِ الدؤلي واضِعاً للنحوِ فالخليلُ بنُ أحمَد الفراهيدي هوَ المُنقّحُ لهُ والباسطُ له. قالَ أبو بكرٍ محمّدٌ بنُ الحسنِ الزبيدي: والخليلُ بنُ أحمد، أوحدُ العصرِ، وفريدُ الدهر، وجهبذُ الاُمّةِ واُستاذُ أهلِ الفطنةِ الّذي لم يُرَ نظيرُه ولا عُرفَ في الدّنيا عديلهُ، وهوَ الّذي بسطَ النحوَ ومدَّ أطنابَه وسبّبَ عِللَه وفتقَ معانيه وأوضحَ الحجاجَ فيه، حتّى بلغَ أقصى حدودَه وانتهى إلى أبعدِ غايتِه...

نذكرُ مَن خدمَ علمَ النحوِ مِن قُدماءِ الشيعةِ فقَط مِنهم:

1- عطاءٌ بنُ أبي الأسود: قالَ الشيخُ الطوسي في بابِ أصحابِ الحُسينِ بنِ علي: ومِنهم ابنُ أبي الأسودِ الدؤلي. وقالَ الحافظُ السيوطيّ في الطبقاتِ: عطاءٌ، استاذُ الأصمعيّ وأبو عُبيدة. (تأسيسُ الشيعة 65 .) .

2- أبو جعفرٍ محمّدٌ بنُ الحسنِ بنِ أبي سارةَ الرواسي الكوفي: قالَ السيوطي: هوَ أوّلُ مَن وضعَ منَ الكوفيّينَ كتاباً في النحوِ وسمّاهُ الفيصلَ وهوَ اُستاذُ الكسائيّ والفرّاء (تأسيسُ الشيعة 67 .) .

قالَ النجاشيُّ: روى هوَ وأبوهُ عن أبي جعفرٍ وأبي عبدِ اللّه ـ عليهما السلام ـ ولهُ كتابُ الوقفِ والابتداء، وكتابُ الهمز، وكتابُ إعرابِ القرآن. (النجاشيُّ: الرّجال 2 / 200 برقم 884 ) . 

3- حمرانٌ بنُ أعين أخو زرارةَ بنِ أعين: كانَ نحويّاً إماماً فيه، عالماً بالحديثِ واللغةِ والقرآن. 

4- أبو عثمانَ المازني: بكرٌ بنُ محمّد: قالَ النجاشيُّ: كانَ سيّدَ أهلِ العلمِ بالنحوِ والعربيّةِ واللغةِ ومُقدّمتُه بذلكَ مشهورةٌ، وكانَ مِن علماءِ الإماميّة.

5- ابنُ السّكيت: يعقوبُ بنُ إسحاقَ السكيت: كانَ مُقدّماً عندَ أبي جعفرٍ (الجواد) وأبي الحسنِ (الهادي) ـ عليهما السلام ـ وكانا يختصّانه.

2- قدماءُ الشيعةِ وعلمُ الصّرف:

إنَّ أوّلَ مَن دوّنَ الصرفَ أبو عثمانَ المازني وكانَ قبلَ ذلكَ مُندرِجاً في علمِ النحو، كما ذكرَه في كشفِ الظنون، وشرحَه أبو الفتحِ عثمانُ بنُ جنّي المتوفّي في 392 هـ. (كشفُ الظنون 1 / 249 مادّةُ «كافية» .). 

3- قدماءُ الشيعةِ وعلمُ اللغة:

ونريدُ بعلمِ اللغةِ، الاشتغالَ بألفاظِ اللغةِ مِن حيثُ اُصولها، واشتقاقها، ومعناها وهوَ يطلبُ لنفسِه تأليفَ معاجمَ لغويّةٍ إمّا في موضوعاتٍ خاصّةٍ كالخيلِ والشاةِ والوحوشِ والإنسانِ فقد اُلُّفَ حولَهُما كتبٌ تحتوي كلٌّ مِنها أسماءَ الحيواناتِ وأعضاءها، ومنَ الإنسانِ أعضاءه وأسماءه. أو موضوعاتٍ عامّةً وأوّلُ مَن ألّفَ في القسمِ الثاني هو:

1- أبو عبدِ الرّحمانِ الخليلُ بنُ أحمدَ البصري الفراهيديّ الأزديّ: سيّدُ أهلِ الأدب، هوَ أوّلُ مَن ضبطَ اللغةَ وأوّلُ مَن استخرجَ علمَ العروضِ إلى الوجود. (آدابُ اللغةِ العربيّة 427 ـ 428 .) .

4- قدماءُ الشيعةِ وطرائفُ الشعر:

لا نريدُ منَ الشعرِ في المقام، الألفاظَ المسبوكةَ، والكلماتِ المنضَّدةَ على أحدِ الأوزانِ الشعريّة. وإنّما نريدُ منهُ ما يحتوي على المضامينِ العالية، في الحياةِ ويبثُّ روحَ الجهادِ في الإنسانِ أو الّذي يشتملُ على حجاجٍ في الدينِ أو تبليغٍ للحقّ. وعلى مثلِ هذا الشعرِ بُنيَت الحضارةُ الإنسانيّة وهوَ مقياسُ ثقافةِ الاُمّةِ ورقيّها ولهُ خلودٌ عبرَ القرونِ لا تطمسُه الدهورُ والأيّام .

وإليكَ أسماءَ قليلٍ مِن شعراءِ الشيعة.

1- قيسٌ بنُ سعدٍ بنِ عبادة:

وهو سيّدُ الخزرجُ، الصحابيُّ الجليل، كانَ زعيماً مُطاعاً، كريماً ممدوحاً، وكانَ مِن شيعةِ عليٍّ ـ عليهِ السلام ـ .

2- الكميتُ (60 ـ 126):

وهو الكميتُ بنُ زيدٍ شاعرٌ مقدّمٌ، عالمٌ بلغاتِ العرب، خبيرٌ بأيّامِها منِ شعراءِ مُضر. وكانَ معروفاً بالتشيّعِ لبني هاشمٍ مشهوراً بذلكَ وقد حظيَ بتقديرِ الأئمّةِ لجهرِه بالحقِّ، ولجهادِه في سبيلِه، وهاشميّاتُه المُقدّرةُ بـ 578 بيتاً أخلدَت ذكراهُ في التاريخِ وهيَ مُشتملةٌ على ميميّةٍ وبائيّةٍ ورائيّةٍ وغيرِها.

3- السيدُ الحِميري (ت 173):

أبو هاشمٍ إسماعيلُ بنُ محمّد المُلقّبُ بالسيّدِ، الشاعرِ المعروف، ومنَ المُكثرينَ المُجيدينَ، ومنَ الثلاثةِ الذينَ عُدّوا أكثرَ الناسِ شِعراً في الجاهليّةِ والإسلامِ وهُم «السيّدُ» و«بشّار» و «أبو العتاهية». 

4- دعبلٌ الخِزاعي (ت 246):

أبو عليٍّ دعبلٌ بنُ عليّ الخزاعي وهوَ مِن بيتِ علمٍ وفضلٍ وأدب.

5- قدماءُ الشيعةِ وعلمُ التفسير:

إنَّ مدرسةَ الشيعةِ منذُ أن ارتحلَ النبيُّ الأكرمُ إلى يومِنا هذا، أنتجَت تفاسيرَ على أصعدةٍ مُختلفةٍ، وخدمَت الذكرَ الحكيمَ بصورٍ شتّى، فأتى بوجهٍ موجز، لِما اُلّفَ في القرونِ الإسلاميّةِ الاُولى .

ولقد ألّفَ أصحابُنا في بدايةِ التدوينِ كُتباً في ذلكَ المِضمار، نذكرُ قليلاً مِن كثير .

1- غريبُ القرآنِ: لأبانَ بنِ تغلبٍ بنِ رباح البكري (ت 141).

2- غريبُ القرآنِ: لمُحمّدٍ بنِ السائبِ الكلبي مِن أصحابِ الإمامِ الصّادق ـ عليهِ السلام. 

3- غريبُ القرآن: لأبي روق، عطيّةَ بنِ الحارثِ الهمداني الكوفيّ التابعي، قالَ ابنُ عقدة: كانَ ممَّن يقولُ بولايةِ أهلِ البيت.

6- قُدماءُ الشيعةِ وعلمُ الحديث:

وممّا يدلُّ على اهتمامِ الشيعةِ بعلمِ الحديثِ وتدوينهِ ما تراهُ في سيرةِ أميرِ المؤمنينَ (ع) في هذا الصّدد، إذ قامَ الإمامُ أميرُ المؤمنينَ عليٌّ ـ عليهِ السلام ـ بتأليفِ عدّةِ كتبٍ في زمانِ النبي، فقد أملى رسولُ اللّهِ كثيراً منَ الأحكامِ عليه وكتبَها الإمامُ واشتهرَ بكتابِ عليٍّ وقد روى عنهُ البُخاري في صحيحِه في بابِ «كتابةِ الحديث». وبابِ «أثمُ مَن تبرّأ مِن مواليه». وقد تبعَه ثلّةٌ منَ الصحابةِ الذينَ كانوا شيعةَ الإمامِ وإليكَ أسماءَ مَن اهتمَّ بتدوينِ الآثارِ وما لهُ صلةٌ بالدينِ وإن لَم يكُن حديثَ الرّسول (ص).

1- قامَ أبو رافعٍ صحابيُّ الرسولِ ـ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم ـ بتدوينِ كتابِ السننِ والأحكامِ والقضايا.

2- قامَ الصحابيُّ الكبيرُ سلمانٌ الفارسي المُتوفّى سنةَ 34 بتأليفِ كتابِ حديثِ الجاثليقِ الرومي الّذي بعثَه ملكُ الرومِ بعدَ وفاةِ الرّسول ـ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم ـ قالَ الشيخُ الطوسي: روى سلمانٌ حديثَ الجاثليق الّذي بعثَه ملكُ الرومِ بعدَ النبي ـ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم ـ ( الطوسي: الفهرست 8) .

3- وألّفَ الصحابيُّ الورعُ أبو ذرٍّ الغفاري المُتوفّى سنةَ 32 كتابَ الخُطبةِ يشرحُ فيها الاُمورَ بعدَ رسولِ اللّه ـ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم ـ (( الطوسيُّ: الفهرست 54)) .

هذا ما يرجعُ إلى الصّحابةِ منَ الشيعةِ وأمّا الشيعةُ مِن غيرِ الصحابةِ أعني التابعينَ وتابعي التابعينَ مِنهم، فقد قامَ لفيفٌ مِنهم بتدوينِ السنّةِ إلى عصرِ الغيبةِ الكُبرى، قد تكفّلَ بذكرِهم وتآليفهم معاجمُ الرجالِ قديماً وحديثاً وإليكَ عرضاً موجزاً مِن مُحدّثي الشيعةِ وموّلّفيهم في القرنِ الأوّلِ وبدايةِ الثاني. وهناكَ عدّةٌ منَ الشيعةِ لهُم الدورُ البارزُ في هذا الصّددِ مِنهم:

الطبقةُ الاُولى:

1- الأصبغُ بنُ نُباتةَ المجاشعي.2- عبيدُ اللّهِ بنُ أبي رافع، المدني، 3- ربيعةُ بنُ سميع، 

4- سليمٌ بنُ قيس الهلالي: أبو صادق، 5- عليٌّ بنُ أبي رافع..

6- عبيدُ اللّهِ بنُ الحرِّ الجُعفي، الفارسُ، الفاتِك 7- زيدٌ بنُ وهب الجهَني

الطبقةُ الثانية:

1- الإمامُ السجّادُ زينُ العابدين ـ عليهِ السلام ـ ، له الصحيفةُ الكاملةُ، المُشتهرةُ بزبورِ آلِ مُحمّد ـ عليهم السلام ـ .2- جابرٌ بنُ يزيد بنِ الحارثِ الجُعفي، أبو عبدِ اللّه، المُتوفّى سنةَ 128، له كتبٌ (النجاشيّ: الرّجال 1 / 313 برقم 330) .3 زيادٌ بنُ المُنذر.4- لوطٌ بنُ يحيى بنِ سعيد.5- جارودٌ بنُ منذر.

الطبقةُ الثالثة:

وهُم مِن أصحابِ السجّادِ والباقرِ ـ عليهما السلام ـ :

1- برد الإسكاف، 2- ثابت بنُ دينار، أبو حمزةَ الثّمالي الأزدي.3- ثابتٌ بنُ هرمز، الفارسيّ، أبو المُقدمِ العجلي.4- بسّامٌ بنُ عبدِ اللّه، الصيرفي، 5- محمّدٌ بنُ قيس البجلي، وغيرُهم. ولقد خصّصَ أبو عمرو الكشّي باباً للمُحدّثينَ المُتقدّمينَ منَ الشيعةِ وجعلَه في صدرِ رجالِه، وتبعَه النجاشيُّ في رجالِه فخصَّ الطبقةَ الاُولى ببابٍ ثمَّ أوردَ أسماءَ الرواةِ على حسبِ الأحرفِ الهجائيّة . ولقد أجادَ الشيخُ الطوسي في التعرّفِ على طبقاتِ الشيعةِ بعدَ رسولِ اللّه ـ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم ـ إلى عصرِه فذكرَ الأئمّةَ الاثني عشر، وذكرَ أصحابَ كلِّ إمام.

7- قدماءُ الشيعةِ والفقهُ الإسلاميّ

إنَّ الفقهَ الإماميَّ يعتمدُ في الدرجةِ الاُولى على القرآنِ الكريمِ ثمَّ على السنّةِ المُحمّديّةِ المنقولةِ عن النبي ـ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّم ـ عن طريقِ العترةِ الطاهرة ـ عليهم السلام ـ أو الثقاتِ مِن أصحابِه والتابعينَ لهُم بإحسان ، وكما يعتمدُ الفقهُ الشيعيُّ على الكتابِ والسنّةِ كذلكَ يتّخذُ منَ العقلِ مصدراً في المجالِ الّذي لهُ الحقُّ في إبداءِ الرأي. كأبوابِ المُلازماتِ العقليّةِ أو قُبحِ التكليفِ بلا بيانٍ أو لزومِ البراءةِ اليقينيّةِ عندَ الاشتغالِ اليقيني. ولا يكتفي بذلكَ بل يستفيدُ منَ الإجماعِ في الاستنباطِ ولكنَّ الإجماعَ المُفيدَ هوَ الكاشفُ عن وجودِ النصِّ في المسألةِ أو موافقةِ الإمامِ المعصومِ معَ المُجمعينَ في عصرِ الحضور.

ومِن فُقهاءِ الشيعةِ البارزينَ في القرنينِ الأوّلِ: زرارةُ بنُ أعين، ومحمّدٌ بنُ مسلمٍ الطائفي، وبريدٌ بنُ معاوية، والفضيلُ بنُ يسار، وكلّهم مِن أفاضلِ خِرّيجي مدرسةِ أبي جعفرٍ الباقرِ وولدِه الصّادق ـ عليهما السلام ـ . فأجمعَت العصابةُ على تصديقِ هؤلاءِ وانقادَت لهُم في الفقهِ والفقاهةِ .ويليهم في الفضلِ لفيفٌ آخر، هُم أحداثُ خِرّيجي مدرسةِ أبي عبدِ اللّه الصّادقِ نُظراءُ جميلٍ بنِ درّاج، وعبدِ اللّهِ بنِ مسكان، وعبدِ اللّهِ بنِ بكير، وحمّادٍ بنِ عُثمان، وحمّادٍ بنِ عيسى، وأبانٍ بنِ عُثمان .وهناكَ ثلّةٌ اُخرى يُعدّونَ مِن تلاميذِ مدرسةِ الإمامِ مُوسى الكاظمِ وابنِه أبي الحسنِ الرّضا ـ عليهما السلام ـ نظراءَ يونسَ بنِ عبدِ الرّحمان، ومحمّدٍ بنِ أبي عُمير، وعبدِ اللّهِ بنِ المُغيرة، والحسنِ بنِ محبوب، والحُسينِ بنِ عليٍّ بنِ فضّال، وفضالةَ بنِ أيّوب. وغيرِهم. وهناكَ عددٌ منَ الفُقهاءِ البارزينَ في القرنِ الرابعِ كالحسنِ بنِ عليٍّ بنِ أبي عقيلٍ شيخِ الشيعةِ وفقيهِها صاحبِ كتابِ المُتمسِكِ بحبلِ آلِ الرّسوِل وعليٍّ بنِ الحُسينِ بنِ بابويه، الُمتوفّى 329، صاحبِ كتابِ الشرائعِ ومُحمّدٍ بنِ الحسنِ بنِ الوليدِ القُمّي، جليلِ القدر، شيخِ القُمّيّينَ وفقيهِهم جعفرٍ بنِ محمّدٍ بنِ قولويه. اُستاذُ الشيخِ الصّدوقِ وغيرُهم..

ومِن مشاهيرِ الفقهاءِ في القرنِ الخامسِ الشيخُ المُفيدُ والسيّدُ المُرتضى، والشيخُ الكراجكي والشيخُ الطوسي وسلاّر الديلمي مؤلّفُ المراسِم، وابنُ البراج وغيرُهم..

8ـ قدماءُ الشيعةِ وعلمُ الرّجال:

اهتمَّ علماءُ الشيعةِ بعدَ عصرِ التابعينَ بعلمِ الرّجال، نذكرُ المؤلّفينَ الأوائل:

1- عبدُ اللّهِ بنُ جبلةَ الكناني.2- عليٌّ بنُ الحسنِ بنِ فضال .3- الحسنُ بنُ محبوبٍ السرّاد .4- أبو عمرو الكشيّ البصيرُ بالأخبارِ والرّجال. 5- الشيخُ أبو العبّاسِ أحمدُ بنُ عليٍّ النجاشي. 6- والشيخُ الطوسي. هذا فضلاً عن المؤلّفينَ المُتأخّرينَ والمُعاصرين.

9ـ مُتكلّمو الشيعةِ في القرنِ الثاني: 

وأمّا في مجالِ علمِ الكلامِ فهناكَ علماءُ بارزونَ منَ الشيعة، نذكرُ مِنهم:1- زرارةُ بنُ أعين. 2- محمّدٌ بنُ عليٍّ بنِ النّعمانِ بنِ أبي طريفةَ البجلي: مولى الأحولِ «أبو جعفر»، كوفيٌّ، صيرفيٌّ يُلقّبُ بـ «مؤمنِ الطاق». 3- هشامٌ بنُ الحكم، 4- قيسٌ الماصِر: أحدُ أعلامِ المُتكلّمينَ وغيرُهم.

هذا فضلاً عن وجودِ عُلماءَ ومشاهيرَ في الفلسفةِ والمنطقِ مِن أمثالِ نصيرِ الدينِ الطوسي. والفاضلِ المقدادِ السيوري وغيرِهم. هذا ما لدينا باختصارٍ شديدٍ عن دورِ الشيعةِ في بناءِ الحضارةِ الإسلاميّة. ومَن أرادَ التفصيلَ أكثر ، فليرجِع إلى أصلِ الكتابِ الذي اعتمدناهُ في ذلكَ. ودمتُم سالِمين.