ما هو الفرق بين علم الأنبياء والمنجّمين
أخي السائلُ الكريم، إنَّ علومَ الأنبياءِ علومٌ حقيقيّةٌ مأخوذةٌ عن طريقِ الوحي أو الإلهام وهيَ كلّها حقّةٌ لأنّها مِن عندِ الحقِّ تباركَ و تعالى.
لذلكَ لا يوجدُ نبيٌّ واحدٌ قد اخطأ في إخباراتِه أو توهّمَ في الحقائقِ التي جاءَ بها بمُناقضتِها للحقائقِ العلميّةِ الثابتة.
قالَ تعالى: (لَقَد أَرْسَلنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ). (الحديد 26).
بينَما علمُ المُنجّم، ليسَ كذلك، فهيَ إخباراتٌ قائمةٌ على أساسِ اقتراناتٍ كوكبيّةٍ مُعيّنة يخمّنُ المُنجّمُ مِن خلالِها حدثاً مُعيّناً، لذلكَ يعدُّ علمُ التنجيمِ منَ العلومِ الزائفةِ الكاذبة لأنّها غيرُ مُعتمدةٍ على أيّ أساسٍ علمي.
قالَ المُحقّقُ الكركي: (والمرادُ منَ التنجيم: الإخبارُ عن أحكامِ النجومِ باعتبارِ الحركاتِ الفلكيّة والاتّصالاتِ الكوكبيّة التي مرجعُها إلى القياسِ والتخمين، فإنَّ كونَ الحركةِ مُعينة والاتصال المُعين سببٌ لوجودِ ذلك، إنّما يرجعُ المُنجّمونَ فيه إلى مُشاهدتِهم وجودَ مثلِه عندَ وجودِ مثلِهما، وذلكَ لا يوجبُ العلمَ بسببيّتِهما له، لجوازِ وجودِ أمورٍ أخرى لها مدخلٌ في سببيّتِه لم تحصُل الإحاطةُ بها، فإنَّ القوّةَ البشريّةَ لا سبيلَ لها إلى ضبطِها، ولهذا كانَ كذبُ المُنجّمينَ وخطؤهم أكثريّاً). (جامعُ المقاصدِ المُحقّقُ الكركي (6/ 28).
"
اترك تعليق