لماذا لم يرسل سليمان عليه السلام جن ليعرف مكان الهدهد ولماذا وعد سليمان عليه السلام ان يعذب هدهد

أخي العزيز، بالنسبةِ للشقّٓ الأوّلِ مِن سؤالكم، وأنَّ سُليمان عليهِ السلام لماذا لم يُرسِل الجنَّ في طلبِ الهُدهد.   

فجوابُه: إنَّ سليمانَ عليهِ السلام لم يكُن جازماً بغيابِ الهُدهد، حتّى يرسلَ الجنَّ في طلبِه، بل كانَ مُتردّداً بينَ غيابِه، وحضورِه ولكنّه لا يراهُ لصغرِ حجمِه، وهذا واضحٌ مِن مراجعةِ قولِه تباركَ وتعالى: (وَتَفَقَّدَ الطَّيرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الهُدهُدَ أَم كَانَ مِنَ الغَائِبِينَ (20) لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلطَانٍ مُّبِينٍ). (النمل:21).

وقد روى الكُليني رحمَهُ اللهُ عن أَبِي الحَسَنِ الأَوَّلِ (عليه السلام) ... إِنَّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ قَالَ لِلهُدهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَشَكَّ فِي أَمرِهِ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الهُدهُدَ أَم كانَ مِنَ الغائِبِينَ ... الحديث. الكافي ج 1 (1/ 380).

وأمّا بالنسبةِ للشقِّ الثاني مِن سؤالِكم وهوَ لماذا توعّدَ سليمانُ عليهِ السلام الهُدهدَ بالعذاب؟

فجوابُه: إنَّ توعدَه عليهِ السلام للهُدهدِ كانَ مُتفرّعاً على احتمالِ غيابِ الهُدهدِ مِن دونِ عُذر، فلمّا تبيّنَ له عليهِ السلام أنَّ غيابَه كانَ لعُذرٍ عفا عنه.

قالَ تعالى: (فَمَكَثَ غَيرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَم تُحِط بِهِ وَجِئتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امرَأَةً تَملِكُهُم وَأُوتِيَت مِن كُلِّ شَيءٍ وَلَهَا عَرشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَومَهَا يَسجُدُونَ لِلشَّمسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ أَعمَالَهُم فَصَدَّهُم عَنِ السَّبِيلِ فَهُم لا يَهْتَدُونَ). (النمل:23- 24).

ودُمتَ موفّقاً.