لماذا لا أامن بوجود محمد كأصدقائي برغم بأني سمعت أحاديث وقصص عنه

1748 لماذا لا اؤمنُ بوجودِ محمّدٍ كأصدقائي برغمِ أنّي سمعتُ أحاديثَ وقصصاً عنه.

الجوابُ: أخي الكريم، إن كانَ سؤالُك عن رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وآله كنبيٍّ ورسولٍ وليسَ كشخصٍ اسمُه (م ح م د)، فجوابُنا: إنَّ إيمانَ الناسِ بنبيٍّ مِن أنبياءِ اللهِ تعالى متوقّفٌ على إقامةِ الدليلِ القاطعِ على نبوّتِه كتقديمِه لمُعجزةٍ يعجزُ الناسُ عن مُجاراتها.

وعندَها يجبُ على الناسِ الإيمانُ به والتصديقُ بنبوّتِه، وإلّا فمَن أعرضَ عن الإيمانِ به بعدَ إقامةِ الحُجّةِ فهوَ منَ المُعاندين.

وعليهِ فأنا أسالُ الأخَ السائل، هل عدمُ إيمانِك بنبوّةِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليهِ وآله نابعٌ عن عدمِ إقامتِه صلّى اللهُ عليهِ وآله للمُعجزة، والحالُ انّه صلّى اللهُ عليهِ وآله أقامَ معاجزَ كثيرةً، كما أقامَها سائرُ أنبياء الله تعالى الذينَ لعلّكَ تؤمنُ ببعضِهم عليهم السلام.

ولا مُبرّرَ لعدمِ إيمانِك بنبوّةِ رسولِ الله معَ إيمانِك بنبوّاتِ الأنبياءِ السابقين، إلّا العناد. إذاً المفروضُ أنّهم عليهم السلام مُتساوونَ في إقامةِ المُعجزات. فلماذا تؤمنُ ببعضِهم دونَ بعضِهم عليهم السلام؟

وتتميماً للفائدة إذ لعلّكَ غيرُ مُطّلعٍ على كثيرٍ منَ المعاجزِ التي جاءَ بها رسولُ الله صلّى اللهُ عليهِ وآله سأذكرُ لكَ بعضاً منها.

1- قولهُ تباركَ وتعالى: (لَقَد صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤيَا بِالحَقِّ لَتَدخُلُنَّ المَسجِدَ الحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُم وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَم تَعلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتحًا قَرِيبًا). (الفتح/ 28).

فإنَّ الآيةَ وعدَت المؤمنينَ بفتحِ مكّةَ المُكرّمة بعدَ عامِهم هذا، وفعلاً تحقّقَ لهم ذلك.

لأنَّ السورةَ نزلَت بعدَ الحديبيّةِ وقبلَ فتحِ مكّة.

وهذا منَ الأخبارِ بالمغيّبات التي يعجزُ عن الإحاطةِ بها جميعُ المخلوقات.

2- قولهُ تعالى ((الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدنَى الأَرضِ وَهُم مِّن بَعدِ غَلَبِهِمْ سَيَغلِبُونَ (3) فِي بِضعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفرَحُ الْمُؤمِنُونَ (4) بِنَصرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعدَ اللَّهِ لا يُخلِفُ اللَّهُ وَعدَهُ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لا يَعلَمُونَ). (الروم 2-6).

وهُنا وعدَ تباركَ وتعالى المُسلمينَ بالنصرِ بعدَ أن تتغلّبَ دولةُ الرومِ على الإمبراطوريّةَ الفارسيّة وذلكَ أنّ الرومَ لمّا غلبَهم فارس فرحَ مُشركو قُريش بذلكُ مِن حيثُ أنَّ أهلَ فارس لم يكونوا أهلَ كتاب، وساءَ ذلكَ المُسلمين، فأخبرَ اللهُ تعالى أنَّ الروم وإن غلبَهم فارس، فإنَّ الرومَ ستغلبُ فيما بعد فارس.

وهذا هوَ الآخرُ مِن أخبارِ الغيب الذي لا يحيطُ به إلّا اللهُ تعالى وأنبياؤهُ عن طريقِ إخبارِه تعالى لهُم عليهم السلام.

3- إخبارُه صلّى اللهُ عليهِ وآله عن الكثيرِ منَ الحقائقِ العلميّة التي لم تكُن مُكتشفَةً منذُ فجرِ الخليقةِ الأوّل، أمثال كرويّةِ ودورانِ الأرضِ والشمسِ والقمر، ومراحلِ خلقِ الإنسان في رحمِ أمّه وغيرِها منَ الحقائقِ التي أذعنَ لها العلمُ بعدَ أكثر مِن ألفِ عامٍ من تصريحِ القرآنِ بها.

وعندَها اسأل نفسَك هكذا سؤال، مِن أينَ لرسولِ الله صلّى اللهُ عليه وآله هذهِ الحقائق، وتلكَ الإخباراتُ عن كثيرٍ منَ المُغيّبات؟

4- هنالكَ الكثيرُ منَ الآياتِ دعَت الناسَ إلى التأمّلِ في القرآن وأنّه لو كانَ مِن عندِ غيرِ الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً. قالَ تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرآنَ وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اختِلاَفًا كَثِيرًا).(النساء: 83).

وقالَ تباركَ وتعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرآنَ أَم عَلَى قُلُوبٍ أَقفَالُهَا). (محمّد-رسولُ الله- 25). 

وإن كانَ سؤالُكم عَن رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وآله كشخصٍ، فهذا ما تمَّ الجوابُ عليه سابقاً، حيثُ يمكنُكم مراجعةُ موقعِنا لأخذِ الجوابِ بالتفصيل.

ودُمتَ في حفظِ الله وحسنِ رعايتِه.