ما الوجه في دلالة حديث المنزلة على وزارة ووصاية وخلافة علي بن أبي طالب؟
طالب علم/ السعودية/: حديث: «يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» الحديث صحيح، وقد أخرجه الشيخان.. وغيرهما(1)، وهو من فضائل علي؛ ولهذا ذكره العلماء في مناقبه وليس فيه أي دلالة على اختصاص علي بالوزارة والوصاية والخلافة وأن غاية ما تضمنه هو تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم استخلافه لعلي باستخلاف موسى لهارون في حال غيبته؛ تطييباً لنفس علي، وإظهاراً لكرامته عنده، وأن تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم له بهارون ليس من كل وجه، فقد دل النص على نفي النبوة، ودل الواقع على نفي الاستخلاف بعد الممات؛ كما هو معلوم من حال المشبه به وهو هارون؛ لموته في حياة موسى، فلم يبق إلا الاستخلاف في الحياة في حال الغيبة، وهذا أمر لا نزاع فيه، لكنه ليس من خصائص علي.
الأخ المحترم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم الجنس المضاف يفيد العموم ، نص على ذلك أكابر علماء اللغة والأصول (انظر كتاب مختصر الأصول لابن الحاجب ص 111، وشرح مختصر الأصول ل عضد الدين الأيجي ج2 ص 102) ، ولفظة (منزلة) هنا أضيفت إلى (هارون) فهي تفيد عموم المنازل التي كانت لهارون تكون لعلي عليه السلام بمحض هذا التنزيل في الكلام، ومن هذه المنازل خلافة هارون لأخيه موسى عليه السلام فيما لو عاش بعده .
ومما يدل على هذا العموم أيضا في هذا الحديث هو الاستثناء الوارد فيه " إلا أنه لا نبي بعدي "
قال جلال الدين المحلي في شرحه على جمع الجوامع (مبحث العموم والخصوص) : " و معيار العموم الاستثناء ، فكل ما صح الاستثناء منه مما لا حصر فيه فهو عام " انتهى
فهاتان قرينتان تدلان على عموم الحديث يعرفهما كل متضلع في علوم اللغة العربية وعلم الأصول .
ودمتم في حفظ الله ورعايته
اترك تعليق