لم يثبت فضل أبي بكر وعمر في أي مشورة وتدبير مع النبي (ص)!!

عبد الرحيم/الكويت/: إن أقل مراتب الجهاد الجهاد بالطعن باليد والمبارزة في القتال، وكان هذا من نصيب علي رضي الله عنه، وبرهان كونه أقل مراتب الجهاد، هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشك مسلم في أنه المخصوص بكل فضيلة، والغالب على جهاده إنما كان في أكثر أعماله وأحواله الدعاء إلى الله "عز وجل" والتدبير والرأي الصالح، وكان أقل عمله الطعن والضرب، وهذا النوع من الجهاد قد جعله الله خالصاً لأبي بكر، ثم لعمر.

: اللجنة العلمية

   الأخ عبد الرحيم المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

   إطلاق كلمة الجهاد على التدبير والدعاء والمشورة لم يثبت اصطلاحاً ولا عرفاً، ومع ذلك لو تنزلنا معكم بورود مثل هكذا معنى للجهاد، فلم يثبت أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جعل أبا بكر وعمر مستشارين له يعتمد عليهما في إدارة شؤون الدولة أو الغزوات وما شابه ذلك، بل حتى سورة براءة التي بعثها مع أبي بكر ليقرأها على قريش في مكة قد نزل الوحي جبريل (عليه السلام) يأمره فيها بأن يبعث علياً (عليه السلام) ليأخذها منه ويقرأها هو على المشركين.

   وأيضاً حاشا للنبي الأقدس أن يتخذ مستشارين جبناء في الحروب، فهذا مخالف للحكمة جزماً، وقد ثبت جبن أبي بكر وعمر بشهادة علماء أهل السنة أنفسهم حين أعطاهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الراية يوم خيبر. انظر المستدرك على الصحيحين ج3 ص 37، في أحاديث صحيحة صححها الحاكم ووافقه الذهبي عليها.

    فالجبان لا يصلح مستشاراً للأنبياء، لأن جبنه يمنعه من إصابة الحكمة والرأي السديد في أكثر الأحيان، حتى ورد في أقوال مأثورة: خمسة لا تصاحبهم، أحدهم الجبان، فإنه يقطع بك ويفر عند الشدة، وحاشا للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتخذ مستشارين من هذا النوع.. فلا ثبوت لدعوى المستشارية هذه بسند صحيح معول عليه!!

   ودمتم سالمين.