مَن السَّيِّدةُ التي أبُوها نبيٌّ، وأخُوها نبيٌّ، وزَوجُها نبيٌّ، وابنُها نبيٌّ؟
قَالوا في الجَوابِ: إليا بِنتُ يَعقُوبَ، أُختُ يُوسفَ، زَوجةُ أيُّوبَ، أمُّ ذِي الكِفلِ، على نَبيِّنا وعَليْهم وعلى سائرِ الأنبِياءِ الصَّلاةُ والسَّلامُ. فإليا أبُوها نبيٌّ، وزَوجُها نبيٌّ، وأخُوها نبيٌّ، وابنُها نبيٌّ. وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ اسْمَ زَوْجَتِهِ رَحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ أَخَذَ ذَلِكَ مِنْ سِيَاقِ الْآيَةِ، فَقَدْ أَبْعَدَ النَّجْعَةَ، وَإِنْ كَانَ أَخَذَهُ مِنْ نَقْلِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَصَحَّ ذَلِكَ عَنْهُمْ، فَهُوَ مِمَّا لَا يُصَدَّقُ وَلَا يُكَذَّبُ، وَقَدْ سَمَّاهَا ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ قَالَ: وَيُقَالُ: اسْمُهَا لَيَا ابْنَةُ مِنَشَّا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: وَيُقَالُ: لَيَا بِنْتُ يَعْقُوبَ، (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، زَوْجَةُ أَيُّوبَ. تَفسِيرُ ابنِ كَثيرٍ. فهل هذا الجَوابُ صَحِيحٌ؟
الأخُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.
لم يَصدُقْ هذا الوَصفُ سوى على زَوجةِ أيُّوبَ (عليه السلام)، ولكنْ اخْتُلِفَ فيها هل هِي ليا بِنتُ يَعقُوبَ، أو رَحمةُ بِنتُ أفْرائِيمَ بنِ يُوسُفَ (كما في تفسير شبر ص 430)، وتَذكرُ بَعضُ المصَادِرِ (مثل تاريِخ الطَّبرِي 1: 178) أنَّ رَحمةَ هي ابنةُ يُوسُفَ (عليه السلام) المبَاشِرةُ، ولكنْ على كلا القَولَينِ يَصدُقُ عليْها أنَّها ابنةُ نبيٍّ، فابْنةُ الإبنِ لِلجدِّ القَرِيبِ يَصدُقُ عليْها ابنةٌ عُرفاً، ولكنْ يَبقَى وَصفُ (أخُوها نبيٌّ) محلَّ تأمُّلٍ في حقِّ رَحمةَ... واللهُ العَالِمُ.
ودُمتُم سَالِمينَ.
اترك تعليق