هل قَال السَّيدُ الخُوئيُّ: "رِواياتُ التَّقلِيدِ ضَعِيفةٌ"؟!!

أحمدُ الموسَوي: سَلامٌ علَيكم: تَحيةً طَيبةً لكم.     هل فِعلاً أنَّ السَّيدَ الخُوئيَّ (قدسَّ اللهُ سرَّه) يَقُول في كِتَابِه "الإجتِهَاد والتَّقلِيد": إنَّ أدلَّةَ ثُبوتِ التَّقلِيدِ هي أدلَّةٌ ضَعِيفةٌ، وكلُّ ما نَعتمِدُ عليْه في ثُبوتِ التَّقليدِ هو رِواياتٌ وَارِدةٌ في كتَابِ "تَفسِير الإمامِ الحَسنِ العَسكَريِّ (عليه السلام)" وهو تَفسِيرٌ ضَعِيفٌ عندَ جُلِّ عُلمَائِنا وَفقَكم اللهُ.؟؟

: اللجنة العلمية

  الأخُ أحمدُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبركَاتُه. 

  يَنبغِي أنْ تُلاحِظُوا جَيداً أينَ كانَ يَتحدَّثُ السَّيدُ الخُوئيُّ عن ضَعفِ الرِّواياتِ في التَّقليدِ.. لقد كانَ يَتحدَّثُ عن مَعنى التَّقليدِ وتَعرِيفِه إذا اخْتلفَ المجْتهِدونَ في الفَتوَى، وهل تُوجَدُ رِوايةٌ تُعِينُنا على إيجادِ مَفهُومٍ للتَّقليدِ نَنتزِعُ منه تَعريِفاً ما، فَقَال (قُدس سرُّه): (إنَّ التَّكلُّمَ في مَفهُومِ التَّقليدِ لا يَكادُ أنْ يَترتَّبَ عليْه ثَمرةٌ فِقهِيةٌ اللَّهمَّ إلا في النَّذرِ؛ وذلك لِعدَمِ وُرودِه في شيءٍ منَ الرِّواياتِ؛ نعم وَردَ في رِوايةِ الإحتِجاجِ: "فأمَّا مَن كانَ منَ الفُقهاءِ صَائِناً لِنَفسِه، حَافِظاً لِدِينِه مُخالِفاً على هَواه، مُطِيعاً لأمرِ مَولَاه فَلِلعوامِّ أنْ يُقلِّدُوه"، إلا أنَّها رِوايةٌ مُرسَلةٌ غَيرُ قَابِلةٍ لِلإعتِمادِ). 

  وقَال في مَوردٍ آخرَ عنها: (الرِّوايةُ ضَعِيفةُ السَّندِ لأنَّ التَّفسِيرَ المنسُوبَ إلى العَسكَريِّ لم يَثبُتْ بطَريقٍ قَابلٍ للإعتِمادِ عليه). انتهى.

  فكَلامُه (قُدِس سرُّه) هو عن مَفهُومِ التَّقليدِ وتَعرِيفِه لا عن وُجوبِ التَّقليدِ وجَوازِه، فهَذا البَحثُ - أي وُجوبُ التَّقليدِ وجَوازُه - له أدِلَّةٌ عَقلِيةٌ ونَقلِيةٌ كَثِيرةٌ ذَكرَها (قُدِس سرُّه) في نَفسِ كِتَابِه هذا (الإجتِهادُ والتَّقليدُ) فَراجِعُوه. كما يُمكِنُكم الإستِفادةُ مِن مَقالٍ مَوجُودٍ على مَوقِعِنا تَحتَ عُنوانِ "التَّقليدُ وأدِلَّةُ وُجُوبِه.

   ودُمتُم سَالِمينَ.