هل عَذابُ القَبرِ حَقِيقةٌ؟!!
هل حقّاً يُوجَدُ عَذَابُ قَبرٍ؟ ولمَاذا لم يَتكَلَّمْ القُرآنُ حَولَ هذا العَذَابِ، فهَل هو خُرَافةٌ وضَربٌ منَ الخَيَالِ، أوَلَيس جَسدُ الإنسَانِ يَتحلَّلُ وعِظَامُه تُصبِحُ رَمِيماً؟
الأخُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه.
العَذَابُ في القَبرِ هو للرُّوحِ فقط، والعَذَابُ في الآخِرَةِ هو للرُّوحِ والجَسدِ معاً، وقد دلَّتْ على عَذَابِ القَبرِ جُملَةٌ منَ الآيَاتِ نَذكُرُ مِنْها:
1- يَقُولُ تعَالى في سُورةِ غَافِر، الآية 46 عن آلِ فِرْعَونَ: (النَّارُ يُعرَضُونَ عَليْها غُدوّاً وعَشِيّاً ويَومَ تَقُومُ السَّاعةُ أدْخِلُوا آلَ فِرْعَونَ أشدَّ العَذَابِ).
فالآيةُ صَرِيحةٌ وهي تَتحدَّثُ عن عَذَابَينِ: عَذَابٍ قَبلَ يومِ القِيَامةِ، وعَذَابٍ في يَومِ القِيَامةِ، والعَذَابُ الَّذي قَبلَ يومِ القِيَامةِ هو الَّذي يُصطَلَحُ عَليْه بعَذَابِ القَبرِ أو عَذابِ البَرْزَخِ.
2- وفي سُورةِ البُرُوجِ، الآيةُ 10 يَتحدَّثُ سُبحانَه عن أصْحَابِ الأُخدُودِ فيَقُولُ: (إنَّ الَّذينَ فَتَنُوا المُؤمِنِينَ والمُؤمِنَاتِ ثمَّ لم يَتُوبُوا فلَهم عَذَابُ جَهنَّمَ ولَهم عَذَابُ الحَرِيقِ).
وهُنا الآيةُ صَرِيحةٌ أيضاً في الحَدِيثِ عن عَذابَينِ: عَذَابِ جَهنَّمَ، وعَذَابِ الحَرِيقِ، ومنَ المَعلُومِ أنَّ عَذَابَ جَهنَّمَ هو عَذَابُ الآخِرَةِ، ويَبقَى عَذَابُ الحَرِيقِ هو عَذَابُ البَرْزَخِ أو ما يُسمَّى بعَذَابِ القَبرِ.
3- وفي سُورةِ آلِ عِمرَانَ، الآيةُ 169 وما بَعدَها يُحدِّثُنا سُبحانَه وتعَالى عن الشُّهدَاءِ فيَقُولُ: (ولا تَحسبَنَّ الَّذينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ أموَاتاً بل أحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بما آتَاهُم اللهُ مِن فَضْلِه ويَستَبشِرُونَ بالَّذينَ لم يَلحَقُوا بهِم مِن خَلفِهِم ألَّا خَوفٌ عَليْهم ولا هُم يَحزَنُونَ).
فهذِهِ الآيَاتُ صَرِيحةٌ في نَعِيمِ البَرْزَخِ، لأنَّها تَتَحدَّثُ عن مَرحَلةٍ لا يُمكِنُ أنْ يَكُونَ المُرَادُ بها يومَ القِيَامةِ؛ لأنَّه في يومِ القِيَامةِ لا يُوجَدُ هُناكَ مَن نَنتَظِرُه للحُضُورِ، فالْكلُّ سَيُحشَرُ ويَنتَقِلُ إلى الدَّارِ الآخِرَةِ ولا يُوجَدُ مَن يَبقَى وَرَاءَنا حتى نَنتَظِرَه ونَتَمنَّى لُحُوقَه بنا، فالآيةُ صَرِيحةٌ في الدِّلالَةِ على عَالَمِ البَرْزَخِ.
وهكَذا تُوجَدُ آيَاتٌ غَيرُها كَثِيرةٌ.
ودُمتُم سَالِمينَ.
اترك تعليق