شهادة الإمام السجَّاد (ع)
السؤال: ما هو الدليل على شهادة الإمام علي بن الحسين السجَّاد (عليه السلام)؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرنا في جوابٍ سابقٍ تحت عنوان «ما منَّا إلَّا مقتولٌ أو مسمومٌ»: أنَّ المستفاد من جملةٍ من الروايات المعتبرة والمؤيَّدة بكلمات الأعلام: أنَّ النبيَّ (صلَّى الله عليه وآله) وسائر المعصومين (عليهم السلام) قد خرجوا من الدنيا بالقتل أو السُّم، ومنهم سيِّدُنا ومولانا الإمام السجَّاد (عليه السلام)، كما هو واضح.
هذا، وقد ورد في جملةٍ من المصادر التصريح بشهادة الإمام السجَّاد (عليه السلام) على وجه الخصوص، نذكر منها ما يأتي:
1ـ ما قاله الشيخ أبو جعفر الصدوق (طاب ثراه)، ونصُّه: (وعلي بن الحسين سيِّد العابدين عليه السلام، سمَّه الوليد بن عبد الملك، فقتله) [الاعتقادات ص317].
2ـ وما قاله محمَّد بن جرير الطبريُّ (طاب ثراه)، ونصُّه: (وقبض بالمدينة في المحرَّم في عام خمس وتسعين من الهجرة، وقد كمل عمره سبعاً وخمسين سنة، وكان سبب وفاته أنَّ الوليد بن عبد الملك سمَّه. ودفن بالبقيع مع عمِّه الحسن بن علي (عليه السلام)) [دلائل الإمامة ص191].
3ـ وما قاله ابن شهر آشوب (طاب ثراه)، ونصُّه: (وتوفِّي بالمدينة يوم السبت لإحدى عشر ليلة بقيت من المحرَّم، أو لاثنتي عشرة ليلة، سنة خمسٍ وتسعين من الهجرة. وله يومئذٍ سبعٌ وخمسون سنة. ويقال تسعٌ وخمسون. ويقال أربعٌ وخمسون. وكانت إمامته أربعاً وثلاثين سنة. فكان في سني إمامته بقية ملك يزيد، وملك معاوية بن يزيد، وملك مروان، وعبد الملك، وتوفي في ملك الوليد. ودفن في البقيع مع عمِّه الحسن. وقال أبو جعفر بن بابويه: سمَّه الوليد بن عبد الملك) [مناقب آل أبي طالب ج3 ص٣١١].
4ـ وما قاله يوسف بن حاتم الشاميّ (طاب ثراه)، ونصُّه: (فصل، في ذكر وفاة زين العابدين (عليه السلام). قبض (عليه السلام) بالمدينة في المحرَّم سنة خمس وتسعين من الهجرة، وقد كمل عمره سبعاً وخمسين سنة. ودفن بالبقيع مع عمِّه الحسن (عليهما السلام) . وكان سبب وفاته أنَّ الوليد بن عبد الملك سمَّه) [الدر النظيم ص591].
5ـ وما قاله علي بن يوسف المطهَّر الحلِّيُ(طاب ثراه)، ونصُّه: (وفي كتاب الكافي والارشاد والدر: توفي في المحرَّم سنة خمسٍ وتسعين من الهجرة. وقيل: توفي (عليه السلام) يوم السبت ثامن عشر المحرَّم سنة خمس وسبعين، سمَّه الوليد بن عبد الملك بن مروان) [العدد القوية ص316].
6ـ وما قاله عماد الدين الطبريّ (طاب ثراه)، ونصُّه: (وكانت إمامته بقية ملك يزيد، ومعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وفي ملكه مات شهيداً) [أسرار الإمامة ص65].
7ـ وما ذكره السيِّد ابن طاووس (طاب ثراه)، ونصُّه: (اللَّهم صلِّ على علي بن الحسين إمام المسلمين، ووالِ من والاه، وعادِ من عاداه، وضاعف العذاب على من شرك في دمه) [إقبال الأعمال ص214] وفي نسخةٍ بدل: (على من شرك في دمه، وهو الوليد).
8ـ وما قاله السيِّد تاج الدين (طاب ثراه)، ونصُّه: (وفاته: بالمدينة يوم السبت الثاني والعشرين من المحرَّم سنة خمس وتسعين. وقيل: سنة أربع وتسعين، والأوَّل أظهر. في ملك الوليد. سبب وفاته: مرض، وقيل: بل سمَّه هشام بن عبد الملك، وقيل: الوليد بن عبد الملك الأموي) [التتمة في تواريخ الأئمَّة ص90].
9ـ وما ذكره المولي محمَّد صالح المازندرانيُّ (طاب ثراه)، ونصُّه: (قوله: «وقبض في سنة خمسٍ وتسعين» قال الصدوق: سمَّه الوليد بن عبد الملك (لعنه الله) فقتله. وقال حمد الله المستوفي: ذهب علماء الشيعة إلى أنَّ الوليد بن عبد الملك بن مروان سمَّه) [شرح أصول الكافي ج7 ص٢٣٦].
10ـ وما قاله السيِّد نعمة الله الجزائريُّ (طاب ثراه)، ونصُّه: (وفي كتاب المناقب كانت إمامته (عليه السلام) أربعاً وثلاثين سنة، وكان في سني إمامته بقيَّة ملك يزيد، وملك معاوية بن يزيد، وملك مروان، وعبد الملك، وتوفِّي في الملك الوليد، سمَّه الوليد بن عبد الملك) [رياض الأبرار ج2 ص16].
وقال أيضاً: (وفي كتاب كشف الغمَّة توفِّي (عليه السلام) في ثامن عشر من المحرَّم سنة أربعٍ وتسعين، وقيل: خمسٍ وتسعين، وكان عمره (عليه السلام) سبعاً وخمسين سنة، كان منها مع جدِّه سنتين، ومع عمِّه الحسن عشر سنين، وأقام مع أبيه بعد عمِّه عشر سنين، وبعد قتل أبيه تتمَّة ذلك. أقول: وقيل فيه غير هذا، وقد سمَّه الوليد بن عبد الملك على ما تظافرت به الروايات، وفي بعضها أنَّ هشاماً سمَّه في خلافة أخيه الوليد (عليهما لعائن الله والملائكة والناس أجمعين)) [رياض الأبرار ج2 ص66] .
11ـ وما قاله ـ من علماء العامَّة ـ ابن الصبَّاغ المالكيُّ، ونصُّه: (توفي علي بن الحسين زين العابدين في الثاني عشر من المحرَّم سنة أربع وتسعين من الهجرة، وله من العمر سبعٌ وخمسون سنة، أقام منها مع جدِّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) سنتين، ومع عمِّه أبي محمَّد الحسن بعد وفاة جدِّه علي (عليه السلام) أحد عشر سنة، وكان بقاؤه بعد مصرع أبيه ثلاثاً وثلاثين سنة، يقال: إنه مات مسموماً، وأنَّ الذي سمَّه الوليد بن عبد الملك) [الفصول المهمَّة ج2 ص873].
12ـ وما قاله ـ من العامَّة أيضاً ـ أحمد بن حجر الهيتميّ، ونصُّه: (وكان زين العابدين عظيم التجاوز والعفو والصفح حتَّى إنه سبَّه رجلٌ فتغافل عنه، فقال له: إياك أعني، فقال: وعنك أُعرض ... توفِّي وعمره سبعٌ وخمسون، منها سنتان مع جدِّه علي، ثمَّ عشر مع عمِّه الحسن، ثمَّ إحدى عشرة مع أبيه الحسين، وقيل: سمَّه الوليد بن عبد الملك، ودفن بالبقيع عند عمِّه الحسن) [الصواعق المحرقة ص201].
13ـ وما قاله ـ من العامَّة أيضاً ـ السيِّد محمَّد السمرقنديّ، ونصُّه: (وألقابه: أشهرها زين العابدين، وسيِّد العابدين، والزكي، والأمين، وذو الثفنات .... وعاش بعد قتل أبيه أربعاً وعشرين سنة، وهي مدَّة إمامته. وتوفِّي لثاني عشر من المحرَّم سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة خمس وتسعين من الهجرة، ويقال: إنَّه مات بالسم، سمَّه الوليد بن عبد الملك) [تحفة الطالب ص45].
14ـ وما قاله ـ من العامَّة أيضاً ـ سُليمان بن إبراهيم القندوزيّ، ونصُّه: (وتوفي وعمره سبع وخمسون، منها سنتان مع جدِّه علي، ثمَّ عشر مع عمِّه الحسن، ثمَّ إحدى عشر مع أبيه الحسين (رضي الله عنهم وأرضاهم). وقيل: سمَّه الوليد بن عبد الملك، ودفن بالبقيع عند عمِّه الحسن) [ينابيع المودَّة ج3 ص109]. وأشار في ترجمة الإمام الباقر (عليه السلام) إلى سمّ أبيه السجّاد (عليه السلام) [ينظر: ينابيع المودَّة ج3 ص110].
15ـ وما قاله ـ من العامَّة أيضاً ـ مؤمن بن حسن الشبلنجيّ، ونصُّه: (توفِّي علي زين العابدين (رضي الله عنه) في ثاني عشر المحرَّم سنة أربع وتسعين من الهجرة، وكان عمره إذْ ذاك سبعاً وخمسين سنة. قال ابن الصباغ المالكي المكيّ: يقال: إنه مات مسموماً وأنَّ الذي سمَّه الوليد بن عبد الملك، ودفن بالبقيع في القبر الذي دفن فيه عمُِه الحسن بن علي بن أبي طالب) [نور الأبصار ص286]. إلى غيرها من الكلمات الكثيرة الواردة في هذا الشأن، كما لا يخفى على المطالِع.
والنتيجة المتحصَّلة من كلِّ ذلك، أنَّ الأدلَّة ـ العامَّة والخاصَّة ـ الدالَّة على استشهاد سيَّدنا وإمامنا علي بن الحسين السجَّاد (عليه السلام) كافيةٌ في إثبات ذلك .. والحمد لله ربِّ العالمين.
اترك تعليق