مَقاماتُ السَّيِّدةِ زينبَ (ع).
قاسم الخطيب: السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .. كيفَ حالُكم أيُّها الأفاضلُ، رعاكمُ اللهُ تعالى، ورفَع قدْركُم س١ / ما مقاماتُ السّيدةِ زينبَ عليها السّلامُ؟ س٢/ هلْ هنالك َما يدلُّ على أنّ السيدةَ زينبَ ع أفضلُ مِنَ السيدةِ مريمَ ع ؟ س٣/ هلْ وصلتِ السيدةُ زينبُ عليها السلامُ إلى مقامِ العصمةِ ؟ س٤/ هلْ وصلتِ السيدةُ زينبُ عليها السلامُ إلى مقامِ العلمِ اللدُنّيّ؟
الأخُ قاسم ٌالمحترمُ، السلامُ عليكم ْورحمةُ اللهِ وبركاتُه
إنّ مقاماتِ السيدةِ زينبَ ( عليها السلامُ ) يمكنُ معرفتُها مِن خلالِ كلامِ المعصومينَ ( عليهمُ السلامُ ) عنها وتعاملِهم معَها ، وتارةً من خلالِ مواقفِها نفسِها وأفعالِها ، فمِن تعامُلِ المعصومينَ معَها، نُقلَ عنِ الإمامِ الحسينِ (عليه السّلامُ) أنّه كانَ إذا زارتْه السيدةُ زينبُ عليها السّلامُ، يقومُ إجلالاً لها، وكانَ يُجلِسُها في مكانِه ، ووَردَ في بعضِ الأخبارِ أنّها دخلتْ على الإمامِ الحسينِ (عليه السّلامُ) وكانَ يقرأُ القرآنَ، فوضعَ القرآنَ وقامَ إجلالاً لها [ زينبُ الكُبرى للشيخِ جعفرٍ النقديّ 29].ومِن أقوالِ المعصومينَ فيها ، وردَنا كلامُ الإمامِ السجّادِ ( عليه السلامُ ) لها : «عمّةُ، أنتِ بحمدِ اللهِ عالِمة ٌغيرُ معلَّمةٍ، وفهِمةٌ غيرُ مفهَّمةٍ»[ 10 ـ بحارُ الأنوارِ للمجلسيّ 164:45؛ سفينةُ البحارِ للمحدّثِ القمّيّ 496:3].
فهيَ إذنْ محلُّ اللطْفِ الإلهيِّ ، والعنايةِ الربّانيةِ ، وقد جرى هذا العلمُ على لسانِها في خطبتِها العظيمةِ التي قلبتِ الواقعَ الفكريَّ على يزيدَ ، بحيثُ كانوا من الذينَ يحترمونَه فصاروا بعدَ خطبتِها ( عليها السّلامُ ) يشتُمونَه في مجلسِه نفسِه .
ومن أفعالِها التي بلغتْنا عنها أنّها كانتْ على مستوى عالٍ جِدّا مِن العفّةِ والخِدرِ ، بحيثُ لم يرَ خيالَها أحدٌ غيرُ أهلِها ، ولم يَسمعْ صوتهَا أجنبيٌّ قط ُّقبلَ واقعةِ كربلاءَ ،وأيضاً كانتْ على مستوىً عالٍ جدّاً منَ الصّبرِ والعبادة ِوالاتصالِ باللهِ عزّ وجلَّ ، بحيثُ لم تُبدِ أيَّ ضعْفٍ أو انكسارٍ أمامَ أعدائِها ، ولم تتركْ صلاةَ الليلِ حتى في ليلةِ الحاديْ عشرَ منَ المحرَّمِ ، وهيَ الليلةُ التي أعقبتْ تلكَ الفاجعةِ التي لم يشهدْ لها تأريخُ الدُّنيا مثيلاً ، لمكانةِ مَن قُتلَ واستُبيحَت حُرمتُه فيها .
قالَ الشيخُ المامقانيّ في "تنقيحِ المقالِ " في معرِضِ حديثِه في السيّدةِ زينبَ عليها السّلامُ: ( زينبُ، وما زينبُ! وما أدراكَ ما زينبُ! هيَ عقيلةُ بني هاشمٍ، وقدْ حازتْ منَ الصفاتِ الحميدةِ ما لم يَحُزْها بعدَ أمّها أحدٌ، حتّى حقّ أنْ يُقال: هيَ الصدّيقةُ الصُّغرى، هيَ في الحجابِ والعفافِ فريدةٌ، لم يَرَ شخصَها أحدٌ منَ الرجالِ في زمانِ أبيها وأخوَيْها إلى يومِ الطّفّ، وهيَ في الصبرِ والثباتِ وقوّةِ الإيمانِ والتقوى وحيدةٌ، وهيَ في الفصاحة ِوالبلاغةِ كأنّها تُفرِغُ عنْ لسانِ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ كما لا يَخفى على مَن أنعمَ النظرَ في خُطبتِها. ولو قُلنا بعصمتِها لم يكنْ لأحدٍ أنْ يُنكرَ ـ إنْ كانَ عارفاً بأحوالِها في الطّفّ وما بعدَه. كيفَ ولولا ذلكَ لمَا حمّلَها الحسينُ عليهِ السّلامُ مقداراً مِن ثقلِ الإمامةِ أيّامَ مرضِ السجّادِ عليهِ السّلامُ، وما أوصى إليها بجملة ٍمنْ وصاياهُ، ولَما أنابَها السجّادُ عليهِ السّلامُ نيابةً خاصّةً في بيانِ الأحكامِ وجملةٍ أخرى مِن آثارِ الولايةِ ). [ تنقيحُ المقالِ للمامقانيّ 79:3 ـ فصلُ النساءِ]
فالسلامُ على فخرِ المخدَّراتِ ، والصلواتُ التاماتُ على عقيلةِ بني هاشمٍ ، سادةِ الساداتِ وخيرِ الكائناتِ .
ودُمتمْ سالمينَ
اترك تعليق