الفرقُ بينَ الحديثِ والخبرِ والروايةِ.

مجيد / العراق: ما هوَ الفرقُ بينَ الحديثِ والروايةِ والخبرِ؟

: اللجنة العلمية

الأخُ مجيدٌ المحترمُ، السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

(1) اعلمْ أنَّ جُمهورَ المحدِّثينَ منْ جميعِ المذاهبِ الإسلاميَّةِ (السُّنَّةِ والشِّيعةِ) لا يفرّقونَ بينَ هذهِ المصطلحاتِ، فهيَ عندَهمْ مترادفةٌ، أيْ: أنَّها بمعنىً واحدٍ في الاستعمالِ، فيصحُّ أنْ تقولَ على سبيلِ المثالِ: وردَ في حديثٍ كذا وكذا، أوْ وردَ في خبرٍ كذا وكذا، أوْ وردَ في روايةٍ كذا وكذا.

(2) بعضُ المصنِّفينَ في علمِ الحديثِ منَ المتأخِّرينَ حاولَ أنْ يوجدَ اختلافاً بينَ هذهِ المصطلحاتِ، فقالَ: إنَّ الحديثَ هوَ خصوصُ القولِ الصّادرِ عنِ المعصومِ ( نبيّاً كانَ المعصومُ أمْ إماماً منْ أئمَّةِ أهلِ البيتِ - عليهمُ السَّلامُ -)، وإنَّ الخبرَ هوَ خصوصُ القولِ الصّادرِ عنْ غيرِ المعصومِ، ولذا قيلَ لمنْ يشتغلُ بالتَّواريخِ: الأخباريُّ، ولمنْ يشتغلُ بالسُّنَّةِ: المحدِّثُ.

ولكنَّ الصَّوابَ هوَ الأوَّلُ الذي عليهِ الجُمهورُ منَ الفريقينِ، ويؤيِّدُهُ عدَّةُ أُمورٍ، منها ما وردَ في الأثرِ: (خبرٌ تدريهِ خيرٌ منْ ألفٍ ترويهِ)، ومنْها أنَكَ تجدُ كثيراً منَ المحدِّثينَ والفقهاءِ يستعملونَ الخبرَ والروايةَ والحديثَ بمعنىً واحدٍ، سواءٌ كانَ ذلكَ في كلامِهِمْ أمْ في مصنَّفاتِهِمْ.

والأمرُ واضحٌ لا يحتاجُ إلى مزيدِ بيانٍ.

  ودمتمْ سالمينَ.