هلْ كانَتْ تنزلُ على مريم (ع) مائدةٌ حينَ حَملِها ؟

الأخُ أبو مُحَمَّدٍ الْمُحْتَرَمُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

الثَّابِتُ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَالنُّصُوصِ الشَّرِيفَةِ، أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي مَرْيَمَ (عَلَيْهَا السَّلامُ) الرِّزْقُ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالَى وَهِي تُصَلّي فِي مِحْرَابِهَا، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) آلُ عِمْرَان: 37، وَكَانَ زَكَرِيَّا (عَلَيْهِ السَّلامُ) يَجِدُ عِنْدَهَا فَاكِهَةَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ وَفَاكِهَةَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ كَمَا فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ[ تَفْسِيرُ الْعَيَّاشِيِّ 14: 204]، وَأَمَّا تَسَاقُطُ الرُّطَبِ الْجَنِّيّ عَلَيْهَا، فَهُوَ كَانَ اِسْتِجَابَةً لِقَوْلِهَا وَتَذَمُّرِهَا مِمَّا صَارَتْ فِيهِ، فَقَدْ خَافَتْ مِنْ كَلَاَمِ النَّاسِ أَنَّ يَتَّهِمُوهَا بِمَا لَا تَرْضاهُ عَلى نَفْسِهَا، فَأَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ تَسْلِيَتَهَا وَالتَّسرِيَةَ عَنْهَا وَأَخبرَها أَنَّهُ مَعَهَا وَمُتَابِعٌ لَهَا فَلَا تَخَافَ وَلَا تَحزَنَ وَحَتَّى الطَّعَامُ هُوَ طَوْعُ بَنَانِهَا، فَمَتَى مَا أَحَسَّتْ بِالْجُوعِ فَعَلَيْهَا أَنَّ تَهُزَّ جِذْعَ النَّخْلَةِ يَتَسَاقَطُ عَلَيْهَا رُطَبًا جَنيّاً، وَقَدْ أَكَّدَ الْعِلْمُ الْحَديثُ أَهَمِّيَّةَ هَذَا الْغِذَاءِ( التَّمْر) بالذّاتِ للمرأَةِ الْحَامِلِ، قَالَ تَعَالَى: ( فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا* فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا* وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا* فَكُلي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًّا فَقُوُلِيَّ إِنّي نَذَرْتُ لِلْرَحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)[ مَرْيَم: 23- 26].

وَدُمْتُم سَالِمِينَ.