سؤالي عن تشكيك النبي زكريا بالله فإن كان يائس من زوجته العاقر وباعتقاده أنها لن تحمل و تلد فلماذا طلب من الله؟
في القرآن الكريم في سورة مريم نبي الله زكريا طلب من الله ولداً فبشره الله بغلام فجاوب زكريا وقال إن أمرأتي عاقر فهذا دليل على ماذا على تشكيك زكريا او ما شابه فإن كان يائس من زوجته العاقر وباعتقاده أنها لن تحمل وتلد فلماذا طلب من الله ممكن الجواب وشكراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دُعاءُ نبيّ اللهِ زكريّا وطلبَهُ الولدَ معَ علمِه بضعفِ الأسبابِ يدلُّ على ثقتِه بالله، فبرغمِ أنّهُ أصبحَ شيخاً كبيراً وهنَ عظمُه واشتعلَ رأسُه شيباً وكانَت إمراته عاقراً إلّا أنّه دعا ربّه دعاءَ المُوقنِ والواثقِ في قُدرتِه تعالى. قالَ تعالى: (إِذ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ العَظمُ مِنِّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفتُ المَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امرَأَتِي عَاقِرًا فَهَب لِي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا)، وعليهِ فقَد كانَ زكريّا مُلتفِتاً إلى كونِ زوجتِه عاقراً عندَما طلبَ منَ اللهِ أن يرزقَه الولدَ، كما أنّهُ كانَ مُلتفِتاً إلى كونِه شيخاً كبيراً لا يُرجى منهِ الإنجابُ، ومعَ ذلكَ طلبَ منَ اللهِ الولدَ ممّا يعني أنّهُ كانَ عالماً بحالِه كما أنّهُ كانَ عالماً بقُدرةِ اللهِ على تحقيقِ ما يريدُ، وعليه لا يمكنُ أن نفهمَ قولَ زكريّا بعدَ أن بشّرَهُ اللهُ بالولدِ في قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امرَأَتِي عَاقِرًا وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا) بأنّهُ تشكيكٌ أو عدمُ ثقةٍ في حصولِ ذلكَ فلو لَم يكُن مُطمئنّاً لقُدرةِ اللهِ لما كانَ طلبُ ذلكَ منَ الأساسِ، ولذا فإنَّ قولَه: (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امرَأَتِي عَاقِرًا) هوَ إظهارٌ لقُدرةِ اللهِ وعظمتِه بالتّذكيرِ بما كانَ عليه حالُ زوجتِه، والدّليلُ على ذلكَ الآيةُ التي جاءَت بعدَها حيثُ أكّدَ اللهُ فيها على قُدرتِه بقولِه: (قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ وَلَم تَكُ شَيئًا) فيكونُ بذلكَ قد أظهرَ زكريّا قُدرةَ اللهِ وعظمتَه على نحوين، الأوّلُ: عندَما طلبَ منَ اللهِ الولدَ وهوَ عالمٌ بحالِه وبحالِ زوجتِه. والثاني: عندَما أبدى دهشتَه بحصولِ ذلكَ عندَما إستشعرَ بنفسِه مدى قُدرةِ الله.
اترك تعليق