ما معنى القسمة؟ وهل الزوجة قسمة كما يقول بعضهم؟
معنى القسمة بصورة عامة أنّ القاسم هو المختار فيما يقسمه وليس للمقسوم له الخيرة فيه، كخلق الحيوانات والنباتات وتقسيم المواريث وبذلك تخرج الزوجة عن كونها قسمة؛ لرجوع أمر الزواج إلى اختيار الزوجين، لذا لا يصح عقد التزويج بانتفاء رضاهما أو رضا أحدهما، أما علم الله بوقوع الزواج بين المرء و زوجه فليس علة في وقوعه بل وقوعه ناشئ عن فاعله وعن الباعث المحرك له عليه؛ لضرورة أنّ علمنا بدخول خالد المدينة صباحاً وبسفر زيد يوم الخميس إلى بغداد لا يكون سبباً لوجود شيء من ذلك قطعاً، بل العلم كاشف عن هذه الحقائق على ما هي عليها، كالنور الذي يوقد في البيت المظلم، فإنه كاشف عما فيه من فرش ونحوها ولكن لا يكون موجدا لها بضرورة العقل، أما إجبار المرأة على التزويج بمن لا ترغب فيه فليس مما قسمه الله ولاً يرضى به كما يزعمه بعض الجاهلين، بل حرمه ورتّب العقاب على من أجبرها لظلمه وتعديه، والعقد في مثله باطل؛ لوقوعه بغير رضاها، الأمر الذي هو شرط أصيل في صحته شأن غيره من العقود المعتبر في انعقادها رضا المتعاقدين شرعا . (انظر: عقيدة المسلم، ص32).
اترك تعليق