سُؤالٌ عنِ الإماءِ.
Zainab Anwar : السَّلامُ عليكُمْ .. عِندِي اسئلَةٌ كَثيرَةٌ تَدورُ فِي خاطرِي حَولَ أحكامِ مُلكِ اليَمينِ. قَرأتُ فِي الاِنترنيت فوجدتُ إجاباتٍ كثيرةً لكنَّهَا كانَتْ قاسيَةً جدَّاً وأحكامٌ استغربْتُ مِنهَا. هَلْ يُعقَلُ أنْ يَفرِضَ اللهُ تعالَى عَلى الإماءِ هذهِ الأحكامَ؟ وكَيفَ يُمكِنُ أنْ تَكونَ الأمَةُ هكذَا؟ وكيفَ يُمكِنُ أنْ يُطبِّقَ النَّاسُ الأحكامَ دونَ انتشارِ الفَسادِ؟ وهَلْ فِعلاً لا يجبُ على الاِماءِ الحِجابُ مثلَ الحرائرِ؟ وكَيفَ يَمشينَ فِي الأسواقِ أمامَ الرِّجالِ هكذَا لأنَّهُنَّ ممنوعاتٌ أنْ يَتحجبنَ؟ ولماذَا على الأمَةِ أنْ تقبلَ بكُلِّ شَيءٍ لمجرَّدِ أنَّهَا أمَةٌ لا ذَنبَ لهَا أتَتْ بِسبَبِ مَعركةٍ؟
الأختُ المُحترمَة،، عليكُمُ السَّلامُ ورَحمَةُ اللهِ وبركاتُه
مَوضُوعُ الإمَاءِ والسَّبايَا والعَبيدِ هُوَ مَوضوعٌ طارئٌ فِي الحياةِ الإسلاميَّةِ ولَا يَتحمَّلُ الإسلامُ وِزرَهُ وتَبعاتَهُ، فقَدْ جَاءَ الإسلامُ وهذَا المَوضوعُ شائعٌ أمرُهُ عِندَ العَربِ والرُّومِ والفُرسِ وكُلِّ الأقوامِ المَوجودَةِ فِي ذلكَ الزَّمانِ، وقَدْ جَاهدَ الإسلامُ لتَخليصِ المُجتمعِ مِنهُ بِعدَّةِ تَشريعاتٍ وبِشكلٍ تَدريجيٍّ، فبَعضُ الأشياءِ لَا يُمكِنُ تَحريمُهَا بشكلٍ مُباشرٍ وفَوريٍّ لقوَّةِ تَجذُّرِهَا فِي طِباعِ النَّاسِ، فتحتَاجُ إلى مُدَّةٍ زَمنيَّةٍ وأحكامٍ تدريجيَّةٍ حتَّى تَصلَ إلَى التَّحريمِ الشَّاملِ والقَطعيِّ، كمَا فِي تَحريمِ الخَمرِ فِي الإسلامِ الَّذِي كانَ عَلى مراحلَ ثلاثٍ وليسَ مرحلةً واحدةً، فكذلكَ مَوضوعُ الإماءِ والعَبيدِ، فقَدْ شَرَّعَ الإسلامُ جُملةَ تَشريعاتٍ تَصلُ بالنَّاسِ إلى الحُريَّةِ والتَّخلُّصِ مِنْ أسرِ العُبُوديَّةِ الَّتِي فَرضتْهَا طَبائِعُ النَّاسِ والشُّعوبِ آنَذاكَ، فجعلَ منَ الكفَّاراتِ عِتقُ العَبيدِ، وجعلَ حُريَّةَ الأمِّ مِنْ حِصَّةِ ولدِهَا إذَا أنجبَتْ ولدَاً لِشَخصٍ حُرٍّ وهكذَا حَتَّى تَخلَّصَ الإسلامُ تَمامَاً مِنْ هذهِ الظَّاهرةِ بقُرُونٍ قليلَةٍ فقَطْ والحَمدُ للهِ، بينَمَا لَمْ تتخلَّصْ منهُ البَّشريَّةُ إلَّا قبلَ مائةِ سنَّةٍ بتشريعٍ أمَمِيٍّ أصدرتْهُ الأمَمُ المُتحدةُ.
وما تَجِدُهُ مِنْ تَشريعاتٍ وأحكامٍ فِي هَذا الجَانبِ هِيَ أحكامٌ مرحليَّةٌ فَرضتهَا ظُروفُ هذهِ الحالةِ وطَبيعتِهَا فِي المُجتَمَعِ، ومِنْ هُنَا كانَ فِقهُ الإماءِ يَختلِفُ عَنْ فِقهِ الحَرائِرِ مِنْ هذِهِ النَّاحيَةِ، ولَكنَّهُ كمَا قُلنَا هِيَ حَالةٌ طَارئَةٌ تَخلَّصَ الإسلامُ مِنهَا نِهائيَّاً والحَمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ.
ودُمتُمْ سالِمينَ.
اترك تعليق