الحاضرونَ في كربلاء يومَ الأربعين  

السلامُ عليكم، يومَ الأربعين مَن رجعَ معَ السّبايا للزّيارةِ؟ وهل معهم أنصارٌ أم فقط زينبُ وزينُ العابدين عليهما السّلام؟  

: سيد حسن العلوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :   

لمّا مرَّ موكبُ السّبايا بكربلاءَ في الأربعين، وجدوا جابراً بنَ عبدِ اللهِ الأنصاري، وجماعةً مِن بني هاشمٍ ورجالاً مِن آلِ الرّسولِ (ص) حضروا أيضاً.  

قالَ السيّدُ ابنُ طاووس: قالَ الرّاوي: لمّا رجعَت نساءُ الحُسين عليهِ السّلام وعياله منَ الشامِ وبلغوا العراقَ، قالوا للدّليلِ: مُرَّ بنا على طريقِ كربلاء، فوصلوا إلى موضعِ المصرع، فوجدوا جابراً بنَ عبدِ اللهِ الأنصاري (ره) وجماعةً مِن بني هاشم، ورجالاً مِن آلِ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) قد وردوا لزيارةِ قبرِ الحُسينِ (عليهِ السّلام) فوافوا في وقتٍ واحدٍ وتلاقوا بالبكاءِ والحُزنِ واللطم، وأقاموا المآتمَ المُقرّحةَ للأكباد، واجتمعَ إليهم نساءُ ذلكَ السّوادِ، فأقاموا على ذلكَ أيّاماً. (اللهوفُ لابنِ طاووس، ص114).  

ـ ونقلَ السيّدُ مُحسن الأمين عن بعضِ نُسخِ بشارةِ المُصطفى تتمّةً لخبرِ زيارةِ جابرٍ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاري في يومِ الأربعين، قالَ:   

كتابُ بشارةُ المُصطفى وغيرُه بسندِه عن الأعمشِ عَن عطيّةَ العوفي قالَ خرجتُ معَ جابرٍ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاري رضيَ اللهُ عنه زائراً قبرَ الحُسين عليهِ السّلام فلمّا وردنا كربلاء دنا جابر مِن شاطئِ الفُراتِ فاغتسلَ ثمَّ اتّزرَ بإزارٍ وارتدى بآخر ... قالَ عطيّةُ : فبينما نحنُ كذلكَ وإذا بسوادٍ قد طلعَ مِن ناحيةِ الشام ، فقلتُ يا جابرُ هذا سوادٌ قد طلعَ مِن ناحيةِ الشّام ، فقالَ جابرٌ لعبدِه انطلِق إلى هذا السّوادِ وإئتِنا بخبرِه فإن كانوا مِن أصحابِ عُمرَ بنِ سعدٍ فارجع إلينا لعلّنا نلجأ إلى ملجأ وإن كانَ زينَ العابدين فأنتَ حرٌّ لوجهِ اللهِ تعالى . قالَ فمضى العبدُ فما كانَ بأسرعِ مِن أن رجعَ وهوَ يقول : يا جابرُ قُم واستقبِل حرمَ رسولِ اللهِ هذا زينُ العابدين قد جاءَ بعمّاتِه وأخواتِه ، فقامَ جابرٌ يمشي حافيَ الأقدامِ مكشوفُ الرّأسِ إلى أن دنا مِن زينِ العابدين عليهِ السّلام فقالَ الإمامُ : أنتَ جابرٌ فقالَ نعم يا ابنَ رسولِ الله فقالَ يا جابرُ ههنا واللهِ قُتلَت رجالنا وذُبحَت أطفالنا وسُبيَت نساؤنا وحُرقَت خيامُنا اهـ . (أعيانُ الشيعة: 4 / 47، لواعجُ الأشجان، ص241).  

  

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.