كم زينب حضرت في كربلاء ؟
612 - السؤالُ يتعلّقُ بكم زينبَ حضرَت كربلاء؟ أحدُ الخطباءِ تطرّقَ إلى تعدّدِ شخصيّةِ زينبَ في كربلاء بحيثُ جعلهما شخصيّتين: الشخصيّةُ الأولى: زينبُ الكُبرى العقيلةُ عليها السّلام أمُّها الزّهراءُ عليها السّلام وكانَ دورُها تمثّلَ بشكلٍ جليٍّ بعدَ مقتلِ الإمامِ الحُسينِ عليه السّلام. الشخصيّةُ الثانية: زينبُ الصُغرى المُكنّاةُ بأمِّ كلثوم أمُّها الزّهراءُ عليها السّلام، وكان دورُها قبلَ مقتلِ الإمامِ الحُسينِ عليهِ السلّام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( 1 )
ذكرَ العلماءُ أنّ لأميرِ المؤمنينَ (ع) عدّةَ بناتٍ باسمِ زينبَ وأمِّ كلثوم، وهناكَ خلافٌ في سردِ أسمائهنّ.
ـ قالَ الشيخُ المُفيد: وزينبُ الكُبرى وزينبُ الصّغرى المُكنّاةُ أمَّ كلثوم، أمّهم فاطمةُ البتول سيّدةُ نساءِ العالمين ... وعمرُ ورُقيّةُ كانا توأمين، وأمُّهما أمُّ حبيبٍ بنتُ ربيعة ... وزينبُ الصّغرى ورقيّةُ الصّغرى و ... لأمّهاتِ أولادٍ شتّى. (الإرشادُ للمُفيد: 1 / 354).
فنجدُه ذكرَ ثلاثَ زينباتٍ: كُبرى، واثنتانِ صُغرى. وأمُّ كلثومٍ في الواقعِ هيَ الوسطى، ولكن نسبةً لأختُها زينبَ الكُبرى (ع) هيَ الصّغرى.
ـ وقالَ السيّدُ العمري وابنُ عنبة: حسناً وحسيناً وزينبَ ورقيّة، وأمُّهم فاطمةُ بنتُ رسولِ الله (ص) ... والعبّاسُ الأصغرُ وعمرُ ورقيّة، بني الثعلبية ... ورقيّة الصّغرى وزينبُ الصّغرى ...
وزادَ العمريُّ: وأمُّ كلثوم هيَ نفيسةُ ... ويجبُ أن يكونَ لهُ رُقيّة الكُبرى، وزينبُ الكبرى، بنتا فاطمة (ع). (المُجدي في أنسابِ الطالبيّين، ص193، عمدةُ الطالبِ الكُبرى لابنِ عنبة، ص93 – 94).
ـ وقالَ البلاذري: ولدَ عليّ بنُ أبي طالب الحسنَ والحُسين، ومحسنٌ درجَ صغيراً، وزينبُ الكُبرى تزوّجَها عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ بنِ أبي طالب فولدَت لهُ. وأمُّ كلثومَ الكُبرى تزوّجَها عمرُ بنُ الخطّاب. وأمُّهم جميعاً فاطمةُ بنتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّم ... وزينبُ الصّغرى تزوّجَها محمّد بنُ عقيل ... وأمُّ كلثوم الصّغرى تزوّجَها كثيرٌ بنُ العبّاس . (أنسابُ الأشراف: 2 / 189 - 193).
ـ ولكن هل أمُّ كلثوم اسمُها أم كُنيتُها؟ وعلى الثاني ما هوَ اسمُها؟
قيلَ: كُنيتها اسمُها. (قاموسُ الرّجالِ للتستريّ: 12 / 216).
وقيلَ: اسمُها زينبُ (الصّغرى). (كما عن المُفيد).
وقيلَ: اسمُها رُقيّة، قالَ السيّدُ العمري: خرجَت أمُّ كلثوم بنتُ عليٍّ مِن فاطمة واسمُها رُقيّة (عليهم السّلام) إلى عُمرَ بنِ الخطاب. (المُجدي في أنسابِ الطالبيّينَ، ص199، ومثلهُ في عُمدةِ الطالبِ لابنِ عنبة، ص110).
( 2 )
أمّا الحاضراتُ منَ الزينباتِ في كربلاء فالمقطوعُ بهِ واحدةٌ، وهيَ زينبُ الكُبرى سلامُ اللهِ عليها، وأيضاً حضرَت أمُّ كلثوم بنتُ أميرِ المؤمنينَ (ع)، ولكن هل اسمُها زينبُ (الصّغرى) أم رُقيّة أم اسمُها كُنيتُها؟ خلافٌ.
ومَن هيَ أمُّ كلثوم؟ هل هيَ أم كلثوم الكُبرى بنتُ فاطمةَ الزّهراء (ع) أم أمُّ كلثوم الصّغرى؟ فإنّ هناكَ خلافاً في تاريخِ وفاةِ أمِّ كلثوم الكُبرى. (زوجةُ عُمرَ بنِ الخطّاب، على القولِ بحصولِ الزّواج).
وهذا بابٌ يحتاجُ إلى التحقيقِ والتّدقيق.
( 3 )
لأمِّ كلثوم دورٌ بارزٌ في القضيّةِ الحُسينيّة، وهيَ شريكةُ أختِها زينب في تحمّلِ المصائبِ والأذى، ولها مواقفُ كثيرةٌ قبلَ وبعدَ مقتلِ الحُسين (ع) في كربلاء والكوفةِ والشامِ والمدينة.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق