هل ثبت ان سبايا اهل البيت سُبيت مرتين وكان السبي الثاني من المدينة لزينب عليها السلام هو سبب شهادتها في الطريق للشام؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لَم يثبُت بحسبِ التّتبّعِ أنَّ السّيّدةَ الحوراءَ زينبَ قَد تعرّضَت للسّبي مرّةً أُخرى بعدَ واقعةِ كربلاء، بَل إنَّ المُتداولَ في سببِ خروجِها يُعزى إلى أحدِ أمرين :
1 ـ ذكرَ العبيدليّ في (أخبارِ الزّينبيّات) على ما حكاهُ عنهُ مُؤلّفُ كتابِ (السّيّدة زينب)، ذكرَ أنَّ زينبَ الكُبرى بعدَ رجوعِها مِن أسرِ بني أُميّةَ إلى المدينةِ ، أخذَت تُؤلِّبُ النّاسَ على يزيدَ بنِ معاويةَ ، فخافَ عمرو بنُ سعيدٍ الأشدقِ إنتقاضَ الأمرِ، فكتبَ إلى يزيدَ بالحالِ فأتاهُ كتابُ يزيد يأمرُه بأن يُفرّقَ بينَها وبينَ النّاسِ ، فأمرَ الوالي بإخراجِها منَ المدينةِ إلى حيثُ شاءَت ، فأبَت الخروجَ منَ المدينةِ وقالَت : قَد علمَ اللهُ ما صارَ إلينَا قُتِلَ خيّرُنا وسُقنا كما تُساقُ الأنعامُ ، وحُمِلنا على الأقتابِ ، فو اللهِ لا أخرجُ وإن أُهرِقَت دماؤنا . فقالَت لها زينبُ بنتُ عقيلٍ : يا ابنةَ عمّاه قَد صدقَنا اللهُ وعدَه وأورثَنا الأرضَ نتبوّأُ مِنها ما نشاءُ فطيبي نفساً وقرِّي عيناً وسيجزي اللهُ الظّالمينَ ، أتريدينَ بعدَ هذا هوانا ، إرحَلي إلى بلدٍ آمنٍ ، ثُمَّ إجتمعَت عليها نساءُ بني هاشمٍ وتلطّفنَ معَها في الكلامِ ، فاختارَت مصرَ وخرجَ معها مِن نساءِ بني هاشمٍ فاطمةُ بنتُ الحُسينِ (عليهِ السّلام) وسكينةُ ، فدخلَت مصرَ لأيّامٍ بقيَت مِن ذي الحِجّةِ ، فاستقبلَها الوالي مُسلمةُ بنُ مخلدٍ الأنصاريّ في جماعةِ معهُ ، فأنزلَها دارَه بالحمراءِ فأقامَت بها أحدَ عشرَ شهراً وخمسةَ عشرَ يوماً ، وتُوفّيَت عشيّةَ الأحدِ لخمسةَ عشرَ يوماً مضَت مِن رجبٍ سنةَ إثنتينِ وستّينَ هجريّةً ، ودُفنَت بمخدعِها في دارِ مُسلمةَ المُستجدّةِ بالحمراءَ القُصوى ، حيثُ بساتينُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرّحمنِ بنِ عوفٍ الزّهري ، إنتهى نصُّ العبيدلي .
لكنَّ هذا الخبرَ لا يسلمُ مِنَ الإنتقادِ لعِدّةِ أسبابٍ :
أ ـ أنّها حلفَت أن لا تخرُجَ منَ المدينةِ ثُمَّ خرجَت وهوَ لا يُناسبُ مَن كانَ مثلَ زينبَ (عليها السّلام).
ب ـ ومثلِ أنّها خرجَت معَ النّساءِ ولَم يتعرّض لذكرِ أحدٍ مِن رجالِها كزوجِها عبدِ اللهِ بنِ جعفرٍ أو أحدِ بني هاشمٍ.
ج ـ ولَم يتعرّض إلى أنّها إستأذنَت مِن زوجِها أو مِن حُجّةِ اللهِ الإمامِ زينِ العابدينَ (عليه السّلام) .
2 ـ وجاءَ في كتابِ (الخيراتِ الحِسان) وغيرِه : أنَّ مجاعةً أصابَت المدينةَ فرحلَ عنها بأهلِه عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ إلى الشّامِ في ضيعةٍ لهُ هناكَ ، وقَد حُمَّت زوجتُه زينب (عليها السّلام) مِن وعثاءِ السّفرِ أو ذكرياتِ أحزانٍ وأشجانٍ مِن عهدِ سبي يزيد لآلِ الرّسولِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) ، ثُمَّ توفيَت على إثرِها في نصفِ رجبٍ سنةَ خمسٍ وستّينَ مِنَ الهجرةِ ودُفنَت هناكَ حيثُ المزارُ المَشهورُ .
للمزيدِ راجِع كتابَ وفاةِ السّيّدةِ زينبَ مِن كتابِ وفيّاتِ الأئمّةِ للشّيخِ فرج آل عمران القطيفيّ.
اترك تعليق