كيف نرد شبهة ان خالد قتل مالك لان مالك عبر عن النبي صاحبكم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهدفُ الأساسيُّ مِن إغتيالِ مالكٍ بنِ نُويرةَ لَم يكُن بسببِ منعِ مالكٍ للزّكاةِ وإن كانَ مُحقّاً في المنعِ حيثُ أنّهُ لَم يرِد تسليمُها للحاكمِ الغاصبِ، وإنّما كانَ مُعتقِداً أنَّ الأحقَّ بقبضِها هوَ أميرُ المُؤمنينَ (عليه السّلام)، ولِذا وجّهَ أبو بكرٍ خالداً بنَ الوليدِ على رأسِ جيشٍ لقتالِ مَن أسموهُم (المُرتدّين) ولَم يكُن مالكٌ بالرّجلِ السّهلِ حتّى يتمَّ قتلَهُ بالطّريقةِ المأساويّةِ التي قُتلَ بها، لكن هُناكَ سببانِ أدّيا إلى نهايتِه بهذهِ الصّورةِ :
1 ـ الغدرُ الذي تعرّضَ لهُ مِن قبلِ خالدٍ وجماعتِه حيثُ أنّهُ قَد أمّنهم، وصلّوا معاً، ثُمَّ أخذَهُم فقتلَهُم، وقتلَ مالكاً بنَ نُويرةَ، ونزا على إمرأتِه في نفسِ تلكَ اللّيلةِ، وجعلَ رأسَهُ أثفيةً تحتَ القِدرِ التي كانَ يطبخُ فيها الطّعام.
2 ـ رغبةُ خالدٍ الشّديدةُ في زوجةِ مالكٍ، حيثُ ذُكر الكثيرُ مِنَ الأخبارِ في حُسنِها، وهذا لَم يكُن خافياً على مالكٍ (فقَد نظرَ إلى إمرأتِه، وهيَ تنظرُ الحربَ، وتسترُ وجهَها بذراعيها، فقالَ: إن قتلَني أحدٌ، فأنتِ).
ولَو كانَ مالكٌ كما إدّعوا مُرتدّاً فلِماذا أصرَّ عُمرُ على إقامةِ حدِّ الزّنا على خالدٍ لولا تدخُّلُ أبي بكرٍ ومنعُه مِن إقامةِ الحدِّ على خالد؟!!
وأما جعلُ كلمةِ (صاحبِكُم) التي قالَها مالكٌ لخالدٍ وأصحابِه مُبرِّراً لاِستباحةِ دمِه فهوَ مِمَّا يُضحِكُ الثّكلى، فعلى الأقلِّ ـ على فرضِ خطئِه ـ أن يلتمسَ لهُ العذرَ كما إلتمسَ لخالدٍ، إذ إعتبرَهُ أبو بكرٍ مُتأوّلاً في كُلِّ تلكَ الجرائمِ التي إرتكبَها.
على أنَّ عائشةَ في حادثةِ الإفكِ قَد قالَت مثلَها حيثُ قالَت لأبيها: بحمدِ اللهِ لا بحمدِك، ولا بحمدِ صاحبِك الذي أرسلَك.
تعني بذلكَ رسولَ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه)
اترك تعليق