اتق شر من أحسنت اليه، هذه العبارة المشهورة، هل هي حديث؟
السلام عليكم ورحمة الله : هذا النصُّ لا يوجدُ في كتبِ الشّيعةِ الإماميّةِ المُعتمدةِ وغيرِها, وإنّما هوَ موجودٌ في بعضِ كُتبِ السّنّةِ, وهوَ في حقيقتِه ليسَ حديثاً منَ الأحاديثِ المَرفوعةِ إلى النّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله؛ وإنّما هوَ مِن كلامِ بعضِ السّلفِ, بل بعضُهم عَـدَّ أصلَه مأخوذاً منَ الإسرائيليّاتِ؛ ففي كتابِ كشفِ الخفاءِ للعجلونيّ (1/43): عندَ تعليقِه على هذا النّصِّ: ( إتّقِ شرَّ مَن أحسنتَ إليه ), قالَ: وفي لفظٍ مَن تُحسنُ إليه ، إذْ نقلَ العجلونيّ عنِ السّخّاويّ قولَه: لا أعرفُه ويشبهُ أن يكونَ مِن كلامِ بعضِ السّلفِ, قالَ: وليسَ على إطلاقِه بَل هوَ محمولٌ على اللّئامِ دونَ الكرامِ, ويشهدُ لهُ ما في المُجالسةِ للدينوريّ عَن عليٍّ بنِ أبي طالبٍ كرّمَ اللهُ وجهَه: الكريمُ يلينُ إذا إستُعطِفَ واللّئيمُ يقسو إذا لُطفَ... ثُمَّ بعدَ ذلكَ نقلَ العجلونيُّ كلامَ أبي عمرو بنِ العلاءِ يُخاطبُ بعضَ أصحابِه: كُن منَ الكريمِ على حذرٍ إذا أهَنتَهُ ومنَ اللّئيمِ إذا أكرمتَهُ ومنَ العاقلِ إذا أحرَجتَهُ ومنَ الأحمقِ إذا رحمتَه ومنَ الفاجرِ إذا عاشَرتَه وليسَ منَ الأدبِ أن تُجيبَ مَن لا يسألُكَ أو تسألَ مَن لا يُجيبُك أو تُحدّثَ مَن لا يُنصِتُ لكَ, وفي الإسرائيليّاتِ يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: مَن أساءَ إلى مَن أحسنَ إليهِ فقَد بدّلَ نِعمتي كُفراً ومَن أحسنَ إلى مَن أساءَ إليهِ فقَد أخلصَ لي شُكراً. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق