هل حادثة مظلومية الزهراء (عليها السلام) جاءت جميعها عن طريق سليم بن قيس الهلالي وكتابه ؟

: سيد حسن العلوي

  

السلام عليكم ورحممة الله وبركاته :   

أوّلاً: إنَّ مظلوميّةَ الزّهراءِ (ع) رواها جميعُ المُسلمونَ بجميعِ طبقاتِهم، فقَد روى البُخاريُّ بسندِه عَن عائشةَ قالَت: ""فوجدَت فاطمةُ على أبي بكرٍ في ذلكَ فهجرَتهُ فلَم تُكلّمهُ حتّى تُوفّيَت وعاشَت بعدَ النّبيّ (ص) ستّةَ أشهر فلمّا تُوفّيَت دفنَها زوجُها عليٌّ ليلاً ولَم يُؤذِّن بها أبا بكر."" (صحيحُ البُخاري : 5 / 82، ومثلُه في صحيحِ مُسلِم : 5 / 154)   

وغضبُها على أبي بكرٍ، ووصيّتُها بالدّفنِ ليلاً وعدمُ الإذنِ لرجالِ السّقيفةِ في تشييعِ جنازتِها والصّلاةِ عليها ودفنِها ليلاً ، وإخفاءِ قبرِها، كلّها إشاراتٌ صارخةٌ أنّها ظُلمَت وغُصبَ حقُّها وجرى ما جرى عليها بعدَ أبيها رسولِ الله (ص) .  

  

وأمّا الهجومُ على دارِها وتهديدِها بإحراقِ الدّارِ عليهِم ، فقَد روى ذلكَ أبناءُ العامّةِ في كُتبِهم بأسانيدَ كثيرةٍ وبعضُها صحيحةٌ، يقطعُ الباحثُ بوقوعِ الحادثةِ على طِبقِ موازينِهم الحديثيّة.   

وأمّا كشفُ الدّارِ وإقتحامُه فقَد أقرَّ بهِ أبو بكرٍ، فيما رواهُ عبدُ الرّحمنِ بنُ عوفٍ عن أبي بكرٍ في مرضِ وفاتِه قالَ: وددتُ أنّي لَم أكشِف بيتَ فاطمةَ عَن شيءٍ وإن كانوا قَد غلّقوهُ على الحربِ. (تاريخُ الطّبري : 2 / 619)   

  

ولِذا إعترفَ إبنُ تيميّةَ – وهوَ المُتعصّبُ الذي ينكرُ الحقائقَ الواضحةَ – أنَّ أبا بكرٍ كشفَ بيتَ فاطمةَ حيثُ قالَ: ""وَغَايَةُ مَا يُقَالُ: إِنَّهُ كَبَسَ البَيتَ لِيَنظُرَ هَل فِيهِ شَيءٌ مِن مَالِ اللَّهِ الَّذِي يُقَسِّمُهُ، وَأَن يُعطِيَهُ لِمُستَحِقِّهِ، ثُمَّ رَأَى أَنَّهُ لَو تَرَكَهُ لَهُم لَجَازَ ; فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَن يُعطِيَهُم مِن مَالِ الفَيءِ."" (منهاجُ السّنّةِ : 8 / 291)  

  

فنرى أنَّ إبنَ تيميّةَ يعترفُ ويُقرُّ بأصلِ حادثةِ كشفِ دارِ الزّهراءِ (ع) وإقتحامِه.  

وصرّحَ جماعةٌ مِن عُلماءِ أبناءِ العامّةِ ومؤرّخيهِم وأقرّوا بأنَّ الزّهراءَ (ع) ضُرِبَت وأُسقطَ جنينُها بالرّفسةِ على بطنِها. قالَ الذّهبيّ: إبنُ أبي دارم (ت 352 هج): الإمامُ الحافظُ الفاضلُ... وقالَ مُحمّدٌ بنُ حمّادَ الحافظ، كانَ مُستقيمَ الأمرِ عامّةَ دهره، ثمَّ في آخر أيّامِه كانَ أكثرُ ما يقرأ عليهِ المثالبَ، حضرتُه ورجلٌ يقرأُ عليهِ أنَّ عُمرَ رفسَ فاطمةَ حتّى أسقطَت مُحسِناً . (سيرُ أعلامِ النّبلاءِ: 15 / 578 بترجمةِ إبنِ أبي دارم) ولأجلِ ذلكَ إتّهموهُ بأنّهُ رافضيٌّ، معَ أنّهُ مِن كبارِ عُلمائهم.  

ونقلَ الشّهرستانيُّ عنِ النّظّامِ (المُتوفّى ما بينَ 221 – 229 هج) وهوَ العالمُ المُعتزليُّ الكبيرُ: أنَّ عُمرَ ضربَ بطنَ فاطمةَ يومَ البيعةِ حتّى ألقَت الجنينَ مِن بطنِها وكانَ يصيحُ أحرقُوا دارَها بمَن فيها وما كانَ في الدّارِ غيرُ عليّ وفاطمةَ والحسنِ والحُسين. (المللُ والنّحل: 1 / 57)   

وروى الجُوينيّ (ت 722 هج) خبرَ كسرِ الضّلعِ والضّربِ وإسقاطِ الجنينِ والقتلِ. (فرائدُ السّمطين : 2 / 35 رقم 371)   

وروى المُسلمونَ كافّةً الشّيعةُ والسّنّةُ حديثاً مضمونُه أنَّ النّبيَّ (ص) زارَ فاطمةَ وكانوا جميعاً في البيتِ، فبعدَ أن أكلوا فجأةً تنحّى النّبيُّ (ص) إلى زاويةِ البيتِ وسجدَ وبكى بُكاءً شديداً ... فسألَهُ الحُسين (ع) عَن علّةِ بكائه فقالَ (ص) : أتاني جبرئيلُ آنفاً فأخبرني أنّكُم قتلى، وأنّ مصارعَكُم شتّى.   

رواها منَ العامّةِ الخركوشي ( ت 406 هـ ) في شرفِ المُصطفى، والحاكمُ النّيسابوري كما نقلَهُ عنهُ الجوينيّ في فرائدِ السّمطينِ، والخوارزميُّ في مقتلِ الحُسين، والسّمهوديّ الشّافعي في وفاءِ الوفاءِ، وغيرُهم.  

وهذهِ الرّوايةُ بعمومِها تشملُ الزّهراءَ (ع) فإنَّ النّبيَّ (ص) أخبرَ أنّهُم مقتولونَ ومصارعُهم شتّى، يعني موضعَ سقوطِهم وقتلِهم أو موضعَ تُربتِهم وقبورِهم شتّى، أو أنّهم مقتولونَ ولكنَّ طريقةَ قتلِهم وإغتيالِهم مُختلفة، فأحدُهم يُقتلُ بضربةِ سيفٍ على رأسِه في المسجدِ، والآخرُ يُقتَلُ بالضّربِ وإسقاطِ الجنينِ وكسرِ الضّلعِ، والثّالثُ يقتلُ بالسّمّ، والرّابعُ يُقتلُ بالذّبحِ.  

وكلُّ هذهِ الرّواياتِ مِن طُرقِ أبناءِ العامّةِ، ولا ربطَ لها بكُتبِ الشّيعةِ ولا بكتابِ ورواياتِ سُليمٍ بنِ قيس الهلاليّ.  

  

ثانياً : وأمّا ما وردَ في مصادرِ وتراثِ الشّيعةِ الإماميّةِ (أعلى اللهُ برهانَهُم) فهيَ رواياتٌ مُتواترةٌ يصعبُ إحصاؤها لكثرتِها، بعضُها مرويّةٌ مِن طريقِ سُليمٍ بنِ قيس وهوَ الثّقةُ الثّبتُ، وكتابُه مُعتبرٌ أيضاً، ومرويّةٌ أيضاً مِن غيرِ طريقِ سُليمٍ بنِ قيس، وللعلمِ فإنَّ سُليماً مِن أصحابِ أميرِ المُؤمنينَ (ع).

وإليكَ بعضَ رواياتِ مظلوميّةِ الزّهراءِ (ع) مِن غيرِ طريقِ سليمٍ بنِ قيسٍ وكتابِه، ممّا يُشكّلُ تواتُراً معنويّاً أنّ الزّهراءَ (ع) تعرّضَت للإعتداءِ والضّربِ واللّطمِ وإسقاطِ المُحسنِ وكسرِ الضّلعِ والقتلِ وحرقِ البابِ و.. مِن قبلِ رجالِ السّقيفة:  

1- الكُلينيّ: عَن مُحمّدٍ بنِ يحيى، عن العمركي بن عليّ ، عن عليٍّ بن جعفر أخيه، أبي الحسنِ عليهِ السّلام قالَ: إنَّ فاطمةَ عليها السّلام صدّيقةٌ شهيدةٌ وإنَّ بناتَ الأنبياءِ لا يطمثن. (الكافي للكُلينيّ : 1 / 458)   

- قالَ العلّامةُ المجلسيُّ: ثمَّ إنَّ هذا الخبرَ يدلُّ على أنَّ فاطمةَ صلواتُ اللهِ عليها كانَت شهيدةً وهوَ منَ المُتواتراتِ وكانَ سببُ ذلكَ أنّهُم لمّا غصبوا الخلافةَ... (مرآةُ العقولِ : 5 / 318 .)

2- الصّدوقُ: عَن عليٍّ بنِ أحمدَ بنِ موسى الدّقّاقِ، قالَ: حدّثنا مُحمّدٌ إبنُ أبي عبدِ الله الكوفي، قالَ: حدّثنا موسى بنُ عمران النّخعي، عَن عمِّه الحُسينِ بنِ يزيدَ النّوفليّ، عنِ الحسنِ بنِ عليّ بنِ أبي حمزة، عَن أبيه ، عَن سعيدٍ بن جبير ، عن إبنِ عبّاس ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ (ص) : ... وأمّا إبنتي فاطمة، فإنّها سيّدةُ نساءِ العالمينَ منَ الأوّلينَ والآخرينَ ... وإنّي لمّا رأيتُها ذكرتُ ما يُصنعُ بها بعدي، كأنّي بها وقَد دخلَ الذّلُّ بيتَها، وإنتُهكَت حُرمتُها ، وغُصبَت حقَّها ، ومُنعَت إرثَها ، وكُسرَ جنبُها ، وأسقطَت جنينَها، وهيَ تُنادي: يا مُحمّداهُ، فلا تُجاب، وتستغيثُ فلا تُغاث، فلا تزالُ بعدي محزونةً مكروبةً باكيةً... 

ثمَّ يبتدئُ بها الوجعُ فتمرضُ، فيبعثُ اللهُ عزَّ وجلَّ إليها مريمَ بنتَ عمران ، تُمرّضُها وتؤنسُها في علّتِها، فتقولُ عندَ ذلكَ: يا ربِّ، إنّي قَد سئمتُ الحياةَ، وتبرّمتُ بأهلِ الدّنيا، فألحقني بأبي. فيُلحقُها اللهُ عزَّ وجلَّ بي، فتكونُ أوّلَ مَن يلحقُني مِن أهلِ بيتِي، فتقدمُ عليَّ محزونةً مكروبةً مغمومةً مغصوبةً مقتولةً، فأقولُ عندَ ذلكَ: اللّهمَّ إلعَن مَن ظلمَها، وعاقِب مَن غصبَها، وأذلَّ مَن أذلّها، وخلِّد في ناركَ مَن ضربَ جنبَها حتّى ألقَت ولدَها، فتقولُ الملائكةُ عندَ ذلكَ: آمين. (الأمالي للصّدوقِ: 175 – 176) 

3- الكراجكي : عنِ الشّيخِ الفقيهِ أبي الحسنِ بنِ شاذان رحمَهُ اللهُ قالَ حدّثني أبي رضيَ اللهُ عنهُ قالَ حدّثنا إبنُ الوليدِ مُحمّدُ بنُ الحسنِ قالَ حدّثنا الصّفّارُ مُحمّدُ بنُ الحسينِ قالَ حدّثنا مُحمّدُ بنُ زياد عَن المُفضّلِ بنِ عُمر عَن يونسَ بنِ يعقوب رضيَ اللهُ عنهُ قالَ سمعتُ الصّادقَ جعفراً بنَ مُحمّدٍ عليهما السّلام يقولُ: ... قالَ جدّي رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه: ملعونٌ ملعون مَن يظلمُ بعدي فاطمةَ إبنتِي ويغصبُها حقّهَا ويقتلُها . (كنزُ الفوائدِ للكراجكي :63) 

4- إبنُ قولويه: وبهذا الإسنادِ، عَن عبدِ اللهِ الأصمِّ، عَن عبدِ اللهِ بنِ بكير الأرجانيّ، قالَ: صحبتُ أبا عبدِ اللهِ (عليه السّلام) في طريقِ مكّةَ منَ المدينةِ فنزلنا منزلاً يقالُ لهُ عسفانَ، ثمَّ مرَرنا بجبلٍ أسود... فقالَ لي: يا إبنَ بكيرٍ أتدري أيُّ جبلٍ هذا؟ قلتُ: لا. قالَ: هذا جبلٌ يُقالُ لهُ الكمدُ، وهوَ على أوديةِ جهنّمَ، فيهِ قتلةُ أبي الحُسينِ (ع) .... وما مررتُ بهذا الجبلِ في سفري فوقفتُ بهِ إلّا رأيتُهما يستغيثانِ إليَّ، وإنّي لأنظرُ إلى قتلةِ أبي وأقولُ لهُما: هؤلاءِ فعلوا ما أسّستُما ، لم ترحمُونا إذ وُلِّيتُم، وقتلتمونا وحرمتمونا، ووثبتُم على حقِّنا ... فقلتُ لهُ: جعلتُ فداكَ ومَن معَهُم؟ قالَ (ع): كلُّ فرعونٍ عتا على اللهِ وحكى اللهُ عنهُ فعالَه، وكلُّ مَن علّمَ العبادَ الكُفرَ. فقلتُ له : نحو مَنْ ؟ قالَ: نحوَ بولس .. ونحوَ نسطور ... ونحوَ فرعونِ موسى ... ونحوَ نمرود ... وقاتلِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام)، وقاتلِ فاطمةَ والمُحسن، وقاتلِ الحسنِ والحُسين (عليهما السّلام) .. (كاملُ الزّياراتِ لإبنِ قولويه ص 539 – 544) 

ورواهُ الشّيخُ المُفيد في الإختصاصِ ص343 – 344 عَن أحمدَ بنِ مُحمّد بنِ عيسى عن أبيه، والعبّاسِ بنِ معروف عن عبدِ اللهِ بنِ المُغيرةِ عَن عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرّحمنِ الأصمِّ عَن عبدِ اللهِ بنِ بكرٍ الأرجاني .. 

5- إبنُ قولويه: حدّثني مُحمّد بنُ عبدِ اللهِ بنِ جعفر الحميريّ، عَن أبيهِ، عَن عليٍّ بنِ مُحمّدٍ بنِ سالم، عَن محمّدٍ بنِ خالدٍ ، عَن عبدِ اللهِ بنِ حمّادَ البصريّ ، عَن عبدِ اللهِ بن عبد الرّحمن الأصمِّ ، عن حمّادَ بنِ عُثمان ، عن أبي عبدِ الله ( عليه السّلام ) ، قالَ: لمّا أُسريَ بالنّبيّ (صلّى اللهُ عليه وآله ) إلى السّماءِ قيلَ لهُ: إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى يختبرُكَ في ثلاثٍ لينظرَ كيفَ صبرُك، قالَ: أُسلِمُ لأمركَ يا ربِّ ولا قوّةَ لي على الصّبرِ إلّا بكَ ، فما هُنَّ ، قيلَ لهُ: 

أوّلهنَّ الجوعُ.. وأمّا الثّانيةُ فالتّكذيبُ والخوفُ الشّديدُ... 

أمّا الثّالثةُ فما يلقى أهلُ بيتِكَ مِن بعدِك منَ القتلِ، أمّا أخوكَ عليٌّ فيلقى مِن أمّتِكَ الشّتمَ والتّعنيفَ والتّوبيخَ والحرمانَ والجحدَ والظّلمَ وآخرُ ذلكَ القتلُ، فقالَ: يا ربِّ قبلتُ ورضيتُ ومنكَ التّوفيقُ والصّبر. 

وأمّا إبنتُكَ فتُظلَمُ وتُحرَمُ ويُؤخَذُ حقُّها غصباً الذي تجعلُه لها، وتُضرَبُ وهيَ حاملٌ، ويُدخَلُ عليها وعلى حريمِها ومنزلِها بغيرِ إذن، ثمَّ يمسُّها هوانٌ وذُلّ ثمَّ لا تجدُ مانِعاً، وتطرحُ ما في بطنِها منَ الضّربِ وتموتُ مِن ذلكَ الضّرب. (كاملُ الزّياراتِ لإبنِ قولويه ص 547 – 548 .) 

6- فراتُ الكوفيّ: حدّثني جعفرٌ بنُ محمّد الفزاريّ معنعناً :عَن أبي عبدِ اللهِ (عليهِ السّلام) - في حديثٍ طويلٍ - : قالَ النّبيُّ (صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم): ... يا فاطمةُ ... فما ترينَ اللهَ صانعٌ بقاتلِ ولدكِ وقاتليكِ وقاتلِ بعلِكِ إذا أفلجَت حُجّتُه على الخلائقِ ... (تفسيرُ فراتٍ ص173 .)

7- إبنُ قولويه: وحدّثني مُحمّدٌ بنُ الحسنِ بنِ أحمد بنِ الوليد ، عن سعدٍ بنِ عبدِ اللهِ ، عَن محمّدٍ بنِ عيسى ، عَن صفوانَ بنِ يحيى ، عنِ الحُسينِ بنِ أبي غندر ، عَن عمرو بنِ شمر ، عَن جابرٍ ، عَن أبي جعفرٍ (عليه السّلام)، قالَ: قالَ أميرُ المُؤمنين ( عليه السّلام ) : زارَنا رسولُ اللهِ ( صلّى اللهُ عليه وآلِه ) وقد أهدَت لنا أمُّ أيمنَ لبناً وزبداً وتمراً ، فقدّمنا منهُ ، فأكلَ ثمَّ قامَ إلى زاويةِ البيتِ ، فصلّى ركعاتٍ ، فلمّا كانَ في آخرِ سجودِه بكى بكاءً شديداً ، فلَم يسألُه أحدٌ منّا إجلالاً وإعظاماً لهُ، فقامَ الحُسينُ ( عليه السّلام ) وقعدَ في حِجرِه فقالَ: يا أبه لقَد دخلتَ بيتَنا فما سُرِرنا بشيءٍ كسرورنا بدخولكَ ثمَّ بكيتَ بُكاءً غمّنا، فما أبكاكَ، فقالَ: يا بُنيَّ أتاني جبرئيلُ ( عليه السّلام ) آنِفاً فأخبرَني أنّكُم قتلى وأنَّ مصارعَكُم شتّى. 

فقالَ: يا أبه فما لمَن يزورُ قبورَنا على تشتّتها، فقالَ: يا بُنيَّ أولئكَ طوائفُ مِن أمّتي يزورونَكُم فيلتمسونَ بذلكَ البركةَ، وحقيقٌ عليَّ أن آتيهِم يومَ القيامةِ حتّى أُخلّصَهُم مِن أهوالِ السّاعةِ ومِن ذنوبِهم، ويُسكنُهم اللهُ الجنّة. 

حدّثني محمّدٌ بنُ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ الوليدِ ، قالَ: حدّثني محمّدٌ بنُ أبي القاسمِ ماجيلويه، عَن مُحمّدٍ بنِ عليٍّ القرشيّ، عَن عبيدٍ بنِ يحيى الثوري ، عن محمّدٍ بنِ الحُسين بنِ عليّ بن الحُسين ، عَن أبيه ، عن جدِّه ، عَن عليٍّ بنِ أبي طالب ( عليه السّلام ) قالَ: زارَنا رسولُ اللهِ (ص) ... (كاملُ الزّياراتِ ص125 - 126 .) 

8- المجلسيُّ في البحارِ : (( البلدُ الأمينُ وجنّةُ الأمانِ: هذا الدّعاءُ رفيعُ الشّأنِ عظيمُ المنزلةِ و رواهُ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسٍ عَن عليٍّ عليهِ السّلام أنّهُ كان يقنتُ بهِ ، وقالَ: إنَّ الدّاعي بهِ كالرّامي معَ النّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه في بدرٍ وأحدٍ وحُنينٍ بألفِ ألفِ سهمٍ. الدّعاءُ: اللّهمَّ إلعَن صنمي قُريشٍ وجبتَيها وطاغوتَيها وإفكَيها، وإبنتيهِما اللّذينِ خالفا أمركَ وأنكرا وحيكَ ، وجحدا إنعامَك ، وعصيا رسولَك ، وقلبا دينَك وحرّفا كتابَك ، وعطّلا أحكامَك ، وأبطلا فرائضَك ، وألحدا في آياتِك ، وعاديا أولياءَك وواليا أعداءَك ، وخرّبا بلادَك ، وأفسدا عبادَك . اللّهمَّ إلعنهُما وأنصارَهما فقَد أخربا بيتَ النّبوّةِ ، وردما بابَه ، ونقضا سقفَه ، وألحقا سماءَه بأرضِه ، وعاليهِ بسافلِه ، وظاهرَهُ بباطنِه ، وإستأصلا أهلَه ، وأبادا أنصارَه . وقتلا أطفالَه ... ودمٍ أراقوهُ ... وإرثٍ غصبوه ... وغدرٍ أضمروه وبطنٍ فتقوهُ ، وضلعٍ كسروه ، وصكٍّ مزقوه ، وشملٍ بدّدوه ، وذليلٍ أعزّوه ، وعزيزٍ أذلّوه ، وحقٍّ منعوهُ ، وإمامٍ خالفوه .... 

بيانٌ: قالَ الكفعميّ رحمَهُ الله ، عندَ ذكر الدّعاء الأوّل: هذا الدّعاءُ مِن غوامضِ الأسرارِ، وكرائمِ الأذكار، وكانَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلام يواظبُ في ليلِه ونهاره وأوقاتِ أسحاره ..)) بحارُ الأنوارِ - العلّامةُ المجلسيّ - ج 82 - ص 260 - 261 ، رشحُ الولاءِ لأبي السّعاداتِ سفرويه الأصفهانيّ ص60 ، المصباحُ للكفعميّ ص552 ، المُحتضِر للحسنِ بنِ سليمان ص111 . 

9- الطّبرسيُّ في الإحتجاجِ: عنِ الشّعبيّ، وأبي مخنفٍ، ويزيدٍ بنِ أبي حبيبٍ البصريّ عن الإمامِ الحسنِ عليه السّلام أنّهُ قالَ: وأمّا أنتَ يا مغيرةُ بنُ شعبةَ! فإنّكَ للهِ عدوٌّ، ولكتابِه نابذٌ، ولنبيّهِ مُكذّبٌ وأنتَ الزّاني وقَد وجبَ عليكَ الرّجمُ، وشهدَ عليكَ العدولُ البررةُ الأتقياءُ ، فأخِّر رجمكَ ، ودفعَ الحقّ بالأباطيلِ ، والصّدقُ بالأغاليطِ وذلكَ لِما أعدَّ اللهُ لكَ منَ العذابِ الأليمِ، والخزي في الحياةِ الدّنيا ، ولعذابُ الآخرةِ أخزى ، وأنتَ الذي ضربتَ فاطمةَ بنتَ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله حتّى أدميتَها وألقَت ما في بطنِها، إستذلالاً منكَ لرسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله ومخالفةً منكَ لأمرِه ، وإنتهاكاً لحُرمتِه وقَد قالَ لها رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآلِه: ""يا فاطمةُ أنتِ سيّدةُ نساءِ أهلِ الجنّةِ"" واللهِ مصيرُكَ إلى النّارِ .. (الإحتجاجُ للطّبرسي : 1 / 413 – 414.) 

10- إبنُ جرير الطّبري: حدّثني أبو الحسينِ مُحمّدٌ بنُ هارون بنِ موسى التّلعكبريّ، قالَ: حدّثني أبي، قالَ: حدّثني أبو عليٍّ محمّدٌ بنُ همامٍ بنِ سهيل ( رضيَ اللهُ عنه )، قالَ: روى أحمدُ إبنُ محمّدٍ بنِ البُرقيّ، عَن أحمدَ بنِ محمّدٍ الأشعريّ القمّيّ، عن عبدِ الرّحمنِ بنِ أبي نجران ، عن عبدِ الله بن سنان ، عن إبنِ مسكانَ ، عن أبي بصيرٍ ، عن أبي عبدِ الله جعفرٍ بنِ مُحمّدٍ ( عليه السّلام )، قالَ: ولدَت فاطمةُ ( عليها السّلام ) في جمادى الآخرة ، يومَ العشرينَ منهُ ، سنةَ خمسٍ وأربعينَ من مولدِ النّبيّ ( صلّى اللهُ عليه وآله ). وأقامَت بمكّةَ ثمانَ سنينٍ، وبالمدينةِ عشرَ سنينٍ، وبعدَ وفاةِ أبيها خمسةً وسبعينَ يوما . وقُبضَت في جمادي الآخرة يومَ الثّلاثاء لثلاثٍ خلونَ منه ، سنةَ إحدى عشرةَ منَ الهجرةِ. وكانَ سببُ وفاتِها أنَّ قُنفذاً مولى عُمر لكزَها بنعلِ السّيفِ بأمره، فأسقطَت مُحسِناً ومرضَت مِن ذلكَ مرضاً شديداً، ولَم تدَع أحداً ممَّن آذاها يدخلُ عليها . وكانَ الرّجلان مِن أصحابِ النّبي ( صلّى اللهُ عليه وآله ) سألا أميرَ المؤمنينَ أن يشفعَ لهُما إليها ، فسألَها أميرُ المؤمنينَ ( عليه السّلام ) فأجابَت ، فلمّا دخلا عليها قالا لها: كيفَ أنتِ يا بنتَ رسولِ الله ؟ قالَت : بخيرٍ بحمدِ الله.

ثمَّ قالَت لهُما : ما سمعتُما النّبيّ ( صلّى اللهُ عليه وآله ) يقولُ : "" فاطمةُ بضعةٌ منّي ، فمَن آذاها فقَد آذاني ، ومَن آذانِي فقَد آذى اللهَ "" ؟ قالا : بلى . قالَت : فواللهِ ، لقَد آذيتُماني . قالَ : فخرجا مِن عندِها وهيَ ساخطةٌ عليهما . (دلائلُ الإمامةِ للطّبريّ الشّيعي ص 134 – 135.) 

11- الإختصاصُ للشّيخِ المُفيد : أبو محمّد ، عن عبدِ اللهِ بنِ سنان ، عَن أبي عبدِ اللهِ عليه السّلام قالَ : لمّا قبُضَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله وجلسَ أبو بكر مجلسَه بعثَ إلى وكيلِ فاطمةَ صلواتُ الله عليها فأخرجَه مِن فدكَ فأتته فاطمةُ عليها السّلام فقالَت : يا أبا بكر إدّعيتَ أنّكَ خليفةُ أبي وجلستَ مجلسَه وأنّكَ بعثتَ إلى وكيلي فأخرجتَه مِن فدك وقَد تعلمُ أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه و آله صدقَ بها عليَّ وأنّ لي بذلكَ شهوداً – إلى أن قالَ - فقالَ عليٌّ عليه السّلام لها : إئتِ أبا بكرٍ وحدَه فإنّه أرقُّ منَ الآخر وقولي لهُ: إدّعيتَ مجلسَ أبي وأنّكَ خليفتَهُ وجلستَ مجلسَه ولو كانَت فدكٌ لكَ ثمَّ إستوهبتُها منكَ لوجبَ ردّها عليَّ فلما أتَتهُ وقالَت لهُ ذلكَ، قالَ: صدقَت، قالَ: فدعا بكتابٍ فكتبَهُ لها بردِّ فدك، فقالَ: فخرجَت والكتابُ معها، فلقيها عمرُ فقالَ: يا بنتَ مُحمّدٍ ما هذا الكتابُ الذي معكِ، فقالَت : كتابٌ كتبَ لي أبو بكرٍ بردِّ فدك، فقالَ : هلمّيهِ إليَّ ، فأبَت أن تدفعَهُ إليهِ ، فرفسَها برجلِه وكانَت حاملةً بإبنٍ إسمُه المُحسنُ فأسقطَت المُحسنَ مِن بطنِها ثمَّ لطمَها فكأنّي أنظرُ إلى قرطٍ في أذنِها حينَ نقفَت ثمَّ أخذَ الكتابَ فخرقَهُ فمضَت ومكثَت خمسةً وسبعينَ يوماً مريضةً ممّا ضربَها عُمر ، ثمَّ قُبضَت فلمّا حضرَتها الوفاةُ دعَت عليّاً صلواتُ اللهِ عليه فقالَت: إمّا تضمنَ وإلّا أوصيتُ إلى إبنِ الزّبيرِ فقالَ عليٌّ عليه السّلام : أنا أضمنُ وصيّتَكَ يا بنتَ مُحمّد ، قالَت : 

سألتُكَ بحقِّ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله إذا أنا مِتُّ ألّا يشهدانِي ولا يُصلّيا عليَّ، قال: فلكَ ذلك، فلمّا قُبضَت عليها السّلام دفنَها ليلاً في بيتِها وأصبحَ أهلُ المدينةِ يريدونَ حضورَ جنازتِها وأبو بكرٍ وعُمر كذلكَ، فخرجَ إليهما عليٌّ عليه السّلام فقالا لهُ: ما فعلتَ بابنةِ محمّدٍ أخذتَ في جهازِها يا أبا الحسنِ؟ فقالَ عليٌّ عليه السّلام: قَد واللهِ دفنتُها، قالا: فما حملَكَ على أن دفنتَها ولم تُعلِمنا بموتِها؟ قالَ: هيَ أمرَتني، فقالَ عُمر: واللهِ لقد هممتُ بنبشِها والصّلاةِ عليها، فقالَ عليٌّ عليه السّلام: أما واللهِ ما دامَ قلبي بينَ جوانحي وذو الفقارِ في يدي ، إنّكَ لا تصلُ إلى نبشِها فأنتَ أعلمُ، فقالَ أبو بكرٍ: إذهَب فإنّهُ أحقُّ بها منّا وإنصرفَ النّاسُ. (الإختصاصُ للشّيخِ المُفيد ص 183 – 185.) 

12- إبنُ جرير الطّبري: حدّثني أبو إسحاقَ إبراهيم بنُ أحمد الطّبري القاضي ، قالَ: أخبرنا القاضي أبو الحُسين عليٌّ بنُ عمر بنِ الحسنِ بنِ عليّ بنِ مالكٍ السّياري ، قالَ : أخبرنا مُحمّدٌ بنُ زكريّا الغلّابي ، قالَ: حدّثنا جعفرٌ بنُ محمّدٍ بنِ عمارةَ الكندي ، قالَ: حدّثني أبي ، عَن جابرٍ الجعفي ، عّن أبي جعفرٍ محمّدٍ بنِ عليّ ، عن أبيهِ عليٍّ بنِ الحسين ( عليهم السّلام ) ، عن محمّدٍ بنِ عمّار بنِ ياسر ، قالَ : سمعتُ أبي عمارَ بنَ ياسر يقولُ : ... وحملَت بالحسن ، فلمّا رُزقَتهُ حملَت بعدَ أربعينَ يوماً بالحُسينِ ، ورُزقَت زينبَ وأمَّ كلثوم ، وحملَت بمُحسنٍ ، فلمّا قُبضَ رسولُ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وآله ) ، وجرى ما جرى في يومِ دخولِ القومِ عليها دارَها ، وإخراجِ إبنِ عمِّها أميرِ المؤمنينَ ( عليهِ السّلام ) ، وما لحقَها منَ الرّجلِ أسقطَت بهِ ولداً تماماً ، وكانَ ذلكَ أصلُ مرضِها ووفاتِها ( صلواتُ اللهِ عليها ) . (دلائلُ الإمامةِ للطّبريّ الشّيعي ص 103 – 104.) 

13- إبنُ طاووس : روينا بإسنادِنا إلى سعدٍ بنِ عبدِ اللهِ في كتابِ فضلِ الدّعاءِ: وقالَ أبو جعفرٍ: عَن مُحمّدٍ بنِ إسماعيل بنِ بزيع عنِ الرّضا عليه السّلام ، وبكيرٍ بنِ صالحٍ ، عَن سُليمانَ بنِ جعفرٍ الجعفريّ ، عن الرّضا عليه السّلام قالا : دخلنا عليهِ وهو ساجدٌ في سجدةِ الشّكرِ فأطالَ في سجودِه ثمَّ رفعَ رأسَه فقُلنا لهُ: أطلتَ السّجودَ، فقالَ: مَن دعا في سجدةِ الشّكرِ بهذا الدّعاءِ كانَ كالرّامي معَ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله يومَ بدرٍ، قالا قُلنا فنكتبُه؟ قالَ إكتُبا إذا أنتَ سجدتَ سجدةَ الشّكرِ فقُل : اللّهمَّ إلعَن اللذينَ بدّلا دينكَ ، وغيّرا نعمتكَ ، وإتّهما رسولكَ صلّى اللهُ عليهِ وآله ، وخالفا ملّتكَ ، وصدّا عَن سبيلكَ ، وكفرا آلاءكَ ، وردّا عليكَ كلامكَ ، وإستهزءا برسولكَ ، وقتلا إبنَ نبيّكَ ، وحرّفا كتابكَ ، وجحدا آياتكَ ، وسخرا بآياتكَ ، وإستكبرا عن عبادتكَ ، وقتلا أولياءكَ ، وجلسا في مجلسٍ لم يكُن لهُما بحقٍّ ، وحملا النّاسَ على أكتافِ آلِ محمّدٍ عليهم الصّلواتُ والسّلام ... (مهجُ الدّعوات ص 257 الطّبعةُ الحجريّةُ + بحارُ الأنوارِ - العلّامةُ المجلسيّ - ج 83 - ص 223 – 224). 

14- إبنُ جريرٍ الطّبري: حدّثنا أبو الحسينِ محمّدٌ بنُ هارون بنِ موسى التّلعكبري ، قالَ: حدّثنا أبي رضيَ اللهُ عنه ، قالَ : حدّثنا أبو عليٍّ مُحمّد بنُ همام ، قالَ: حدّثنا جعفر إبنُ مُحمّدٍ بنِ مالكٍ الفزاريّ الكوفيّ ، قالَ : حدّثني عبدُ الرّحمنِ بنُ سنانٍ الصّيرفي ، عن جعفرٍ بنِ عليٍّ الحوار ، عنِ الحسنِ بنِ مسكان ، عنِ المُفضّلِ بنِ عُمرَ الجُعفيّ

 عن جابرٍ الجعفي ، عن سعيدٍ بنِ المسيبِ: قالَ (عمرُ بنُ الخطّابِ) : فقلتُ : إن لم يخرُج جئتُ بالحطبِ الجزلِ وأضرمتُها ناراً على أهلِ هذا البيتِ وأحرقُ مَن فيهِ، أو يُقادُ عليٌّ إلى البيعةِ، وأخذتُ سوطَ قُنفذٍ فضربتُ وقلتُ لخالدٍ بنِ الوليد : أنتَ ورجالُنا هلمّوا في جمعِ الحطبِ ، فقلتُ : إنّي مضرمُها . فقالَت : يا عدوَّ اللهِ وعدوَّ رسولِه وعدوَّ أميرِ المؤمنينَ، فضربَت فاطمةُ يديها منَ البابِ تمنعُني مِن فتحِه فرُمتُه فتصعّبَ عليَّ فضربتُ كفّيها بالسّوطِ فآلمَها ، فسمعتُ لها زفيراً وبكاءً، فكدتُ أن ألينَ وأنقلبَ عنِ البابِ فذكرتُ أحقادَ عليٍّ وولوعَهُ في دماءِ صناديدِ العربِ، وكيدَ محمّدٍ وسحرَه ، فركلتُ البابَ وقَد ألصقَت أحشاءَها بالبابِ تترسُه، وسمعتُها وقَد صرخَت صرخةً حسبتُها قَد جعلَت أعلى المدينةِ أسفلَها، وقالَت: يا أبتاهُ! يا رسولَ اللهِ! هكذا كانَ يُفعَلُ بحبيبتِك وإبنتِك، آهٍ يا فضّة! إليكِ فخُذيني فقَد واللهِ قتلَ ما في أحشائي مِن حملٍ، وسمعتُها تمخضُ وهيَ مُستندةٌ إلى الجدارِ، فدفعتُ البابَ ودخلتُ فأقبلَت إليَّ بوجهٍ أغشى بصرِي ، فصفقَت صفقةً على خدّيها مِن ظاهرِ الخمار فانقطعَ قرطها وتناثرَت إلى الأرضِ ..... وإشتدَّ بها المخاضُ ودخلَت البيتَ فأسقطَت سقطاً سمّاهُ عليٌّ: مُحسِناً .... (بحارُ الأنوارِ : 30 / 286 وما بعد .) 

15- الشّريفُ المُرتضى : وقد روى إبراهيمُ بنُ سعيدٍ الثّقفي قالَ : حدّثنا أحمدُ بنُ عمرو البجليّ ، عن أحمدَ بنِ حبيبٍ العامريّ، عَن حمرانَ بنِ أعينٍ عَن أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ بنِ مُحمّدٍ عليهما السّلام قالَ: واللهِ ما بايعَ عليٌّ عليهِ السّلام حتّى رأى الدّخانَ قَد دخلَ عليه بيتَه. (الشّافي في الإمامة ج2 ص241 .) 

16- البحارُ للمجلسيّ نقلاً عن كتابِ الطُّرفِ لإبنِ طاووسَ : عَن كتابِ خصائصِ الأئمّةِ للسّيّدِ رضيّ الدّينِ الموسوي : عَن هارونَ بنِ موسى ، عن أحمدَ بنِ محمّدٍ بنِ عمّارَ العجليّ الكوفيّ ، عَن عيسى الضّريرِ ، عنِ الكاظمِ (ع) ، قالَ : قلتُ لأبي : فما كانَ بعدَ خروجِ الملائكةِ عَن رسولِ اللهِ (ص) ؟ ! قالَ : فقالَ : ثمَّ دعا عليّاً وفاطمةَ ، والحسنَ ، والحسينَ (ع) ، وقالَ لمَن في بيتِه : أخرجوا عنّي . . . إلى أن تقولَ الرّوايةُ أنّهُ (ص) قَد قالَ لعليّ : واعلَم يا عليُّ ، أنّي راضٍ عمَّن رضيَت عنهُ إبنتي فاطمة ، وكذلكَ ربّي وملائكتُه. يا عليُّ ويلٌ لمَن ظلمها ، وويلٌ لمَن إبتزّها حقّها ، وويلٌ لمَن هتكَ حُرمتَها ، وويلٌ لمَن أحرقَ بابَها ، وويلٌ لمَن آذى خليلَها ، وويلٌ لمَن شاقَّها وبارزَها . اللّهمَّ إنّي منهُم برئٌ ، وهُم منّي بُراءٌ. ثمَّ سمّاهم رسولُ اللهِ (ص) ، وضمَّ فاطمةَ إليهِ ، وعليّاً ، والحسنَ ، والحُسينَ (ع) ، وقالَ : اللّهمَّ إنّي لهُم ولمَن شايعَهُم سِلمٌ ، وزعيمٌ بأنّهُم يدخلونَ الجنّةَ ، وعدوٌّ وحربٌ لمَن عاداهُم وظلمَهُم ، وتقدّمَهُم ، أو تأخّرَ عنهُم وعَن شيعتِهم ، زعيمٌ بأنّهُم يدخلونَ النّارَ . ثمَّ - واللهِ - يا فاطمةُ لا أرضى حتّى ترضي . ثمَّ - لا واللهِ - لا أرضى حتّى ترضي . ثمّ - لا واللهِ - لا أرضى حتّى ترضي . . . (بحارُ الأنوار ج22 ص484 + 485 .) 

17- قالَ السّيّدُ الحميريُّ المُعاصرُ للإمامينِ الصّادقِ والباقرِ (عليهما السّلام) ، ذكرَها في قصيدةٍ لهُ يقولُ فيها : 

ضُربَت وإهتُضمَت مِن حقّها * وأذيقَت بعـدَهُ طعمَ السّلعِ 

قطـعَ اللهُ يـدي ضـاربـِـها * ويدَ الرّاضي بذاكَ المُتّبعِ 

لا عفــا اللهُ لـهُ عنـهُ ولا * كفَّ عنـهُ هـولُ المُـطّلـعِ 

18- العيّاشي : عَن بعضِ الأصحابِ عَن أحدِهما (ع) في حديثٍ طويلٍ : ... فأرسلَ أبو بكرٍ إليهِ أن تعالَ فبايِع فقالَ عليٌّ : لا أخرجُ حتّى أجمعَ القُرآنَ ، فأرسلَ إليه مرّةً أخرى فقالَ : لا أخرجُ حتّى أفرغَ فأرسلَ إليهِ الثّالثةَ إبنُ عمٍّ لهُ يُقالُ له قُنفذ ، فقامَت فاطمةُ بنتُ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله عليها تحولُ بينَه وبينَ عليٍّ عليه السّلام فضربَها فانطلقَ قنفذُ وليسَ معهُ عليٌّ عليه السّلام . (تفسيرُ العيّاشي : 2 / 307 – 308 .) 

19- الخصيبي : حدّثني محمّد بنُ إسماعيلَ وعليٌّ بنُ عبدِ اللهِ الحسنيّانِ عَن أبي شعيبٍ مُحمّدٍ بنِ نصيرٍ عَن عمرو بنِ الفراتِ عَن محمّدٍ بنِ المُفضّلِ عن المُفضّلِ بنِ عُمر قالَ: سألتُ سيّدي عنِ الصّادقِ (ع) : هَل للمأمولِ المُنتظرِ المهديّ (ع) مِن وقتٍ مُوقّتٍ يعلمهُ النّاسُ ؟ فقالَ : حاشى للهِ أن يُوقّتَ لهُ أو توقيتٌ يعلمُه شيعتنا ....- إلى أن تقولَ الرّواية - : 

وضربُ سلمانَ الفارسيّ ، وإشعالُ النّارِ على بابِ أميرِ المؤمنينَ وسمُّ الحسنِ ، وضربُ يدِ الصّدّيقةِ فاطمة بسوطِ قنفذ، ورفسِه في بطنها وإسقاطِها مُحسناً ، إلى قتلِ الحُسينِ عليه السّلام ، وذبحِ أطفالِه وبني عمِّه وأنصارِه ، وسبي ذراري رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله وإهراقِ دماءِ آلِ الرّسولِ ودمِّ كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ ..

(الهدايةُ الكُبرى ص674 تحقيقُ شوقي حدّاد ، وعنهُ المجلسيّ في بحارِ الأنوار : 53 / 14.) 

20- - إرشادُ القلوبِ للدّيلميّ : - ذكرَ في فصلِ مثالبِ أعداءِ أميرِ المؤمنين : ...

ورويَ أنّها توفّيَت عليها السّلام بعدَ غسلِها وتكفينِها وحنوطِها ، لأنّها طاهرةٌ لا دنسَ فيها ، وأنّها أكرمُ على اللهِ تعالى مِن أن يتولى ذلكَ منها غيرُها ، وأنّه لم يحضُرها إلّا أميرُ المؤمنينَ والحسنُ والحسينُ وزينبٌ وأمُّ كلثوم وفضّةٌ جاريتُها وأسماءُ بنتُ عميس ، وأنّ أميرَ المؤمنينَ عليه السّلام أخرجَها ومعهُ الحسنُ والحسينُ في اللّيلِ وصلّوا عليها ، ولم يعلَم بها أحدٌ ، ولا حضرُوا وفاتَها ولا صلّى عليها أحدٌ مِن سائرِ النّاسِ غيرُهم ، لأنّها عليها السّلام أوصَت بذلكَ ، وقالَ : لا تُصلّي عليَّ أمّةٌ نقضَت عهدَ اللهِ وعهدَ أبي رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله في أميرِ المؤمنينَ عليٍّ عليه السّلام ، وظلموني حقّي ، وأخذوا إرثي ، وخرقوا صحيفَتِي التي كتبَها إليَّ أبي بمُلكِ فدك ، وكذّبوا شهودي وهُم - واللهِ - جبرئيلُ وميكائيلُ وأميرُ المؤمنينَ عليه السّلام وأمُّ أيمنَ ، وطفتُ عليهم في بيوتِهم وأميرُ المؤمنينَ عليه السّلام يحملُني ومعي الحسنُ والحسينُ ليلاً ونهاراً إلى منازلِهم أُذكّرُهم باللهِ وبرسولِه ألّا تظلمونا ولا تغصبونا حقّنا الذي جعلَهُ اللهُ لنا ، فيجيبونا ليلاً ويقعدونَ عَن نُصرتِنا نهاراً ، ثمَّ ينفذونَ إلى دارِنا قنفذاً ومعهُ عُمر بنُ الخطّابِ وخالدٌ بنُ الوليدِ ليُخرجوا إبنَ عمّي عليّاً إلى سقيفةِ بني ساعدةَ لبيعتِهم الخاسرةِ ، فلا يخرجُ إليهم مُتشاغِلاً بما أوصاهُ بهِ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله وبأزواجِه وبتأليفِ القُرآنِ وقضاءِ ثمانينَ ألفِ درهمٍ وصّاهُ بقضائِها عنهُ عدات وديناً ، فجعلوا الحطبَ الجزلَ على بابِنا وأتوا بالنّار ليُحرقونا ، فأخذَت بعضادةِ البابِ وناشدَتهم باللهِ وبأبي أن يكفّوا عنّا وينصرفوا ، فأخذَ عمرُ السّوطَ مِن يدِ قُنفذٍ - مولى أبي بكرٍ - فضربَ بهِ عضدِي فالتوى السّوطُ على عضدي حتّى صارَ كالدّملجِ ، وركلَ البابَ برجلِه فردّه عليَّ وأنا حاملٌ فسقطتُ لوجهي والنّارُ تستعرُ، وسفعَ وجهي بيدِه حتّى إنتثرَ قُرطي مِن أذني ، فجاءني المخاضُ فأسقطتُ مُحسِناً قتيلاً بغيرِ جُرمٍ ، فهذهِ أمّةٌ تُصلّي عليَّ؟! وقَد تبرّأ اللهُ ورسولُه منهُم ، وتبرّأتُ منهم . فعملَ أميرُ المؤمنينَ (ع) بوصيّتِها ولم يُعلِم أحداً بها فأصنع في البقيعِ ليلةَ دُفنَت فاطمةُ عليها السّلام أربعونَ قبراً جدداً . (إرشادُ القلوبِ للدّيلمي : 2 / 356 ، وعنه العلّامةُ المجلسيّ في بحارِ الأنوار ج 30 - ص 347 – 349 .) 

21- قالَ العلّامةُ المجلسيُّ في البحارِ : أقولُ : وجدتُ بخطِّ الشّيخِ محمّدٍ بنِ عليٍّ الجبعي نقلاً مِن خطِّ الشهيدِ رفعَ اللهُ درجتَه نقلاً مِن مصباحِ الشّيخِ أبي منصورٍ طابَ ثراهُ قالَ : رويَ أنّهُ دخلَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وآله يوماً إلى فاطمةَ عليها السّلام فهيّأتُ لهُ طعاماً مِن تمرٍ وقرصٍ وسمنٍ فاجتمعوا على الأكلِ هوَ وعليٌّ وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ عليهم السّلام فلمّا أكلوا سجدَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله وأطالَ سجودَه ثمَّ بكى ثمَّ ضحكَ ثمَّ جلسَ وكانَ أجرأُهم في الكلامِ عليٌّ عليه السّلام فقالَ : يا رسولَ اللهِ رأينا منكَ اليومَ ما لم نرَهُ قبلَ ذلكَ فقالَ صلّى اللهُ عليه وآله : إنّي لمّا أكلتُ معكُم فرحتُ وسُررتُ بسلامتِكُم وإجتماعِكُم فسجدتُ للهِ تعالى شكراً . فهبطَ جبرئيلُ عليه السّلام يقولُ : سجدتَ شكراً لفرحكَ بأهلكَ ؟ فقلتُ : نعَم فقالَ: ألا أخبركَ بما يجري عليهم بعدَك ؟ فقلتُ : بلى يا أخي يا جبرئيلُ فقالَ : أمّا إبنتُكَ فهيَ أوّلُ أهلكَ لحاقاً بكَ بعدَ أن تُظلمَ ويُؤخذَ حقّها وتُمنَعَ إرثَها ويُظلمَ بعلُها ويُكسرَ ضلعُها وأمّا إبنُ عمّكَ فيُظلمُ ويُمنعُ حقّه ويُقتل ، وأمّا الحسنُ فإنّهُ يُظلمُ ويُمنَعُ حقّه ويُقتلُ بالسّمِّ ، وأمّا الحُسينُ فإنّهُ يُظلمُ ويُمنعُ حقّه وتُقتلُ عترتُه وتطؤهُ الخيولُ ويُنهبُ رحلُه وتُسبى نساؤه وذراريه ويُدفنُ مُرمّلاً بدمِه ويدفنُه الغرباءُ. فبكيتُ وقلتُ وهَل يزورهُ أحدٌ ؟ قالَ يزورهُ الغرباءُ قلتُ : فما لمَن زارَهُ منَ الثّوابِ ؟ قالَ : يُكتبُ لهُ ثوابُ ألفِ حجّةٍ وألفِ عُمرةٍ كلّها معكَ ، فضحكَ . (بحارُ الأنوارِ للعلّامةِ المجلسي : 98 / 44 .) 

22- الصّدوقُ : حدّثنا محمّدٌ بنُ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ الوليدِ ( رضيَ اللهُ عنه ) ، قالَ : حدّثنا أحمدُ بنُ إدريسَ ومحمّدٌ بنُ يحيى العطّارِ جميعاً ، عن محمّدٍ بنِ أحمدَ بنِ يحيى بنِ عمران الأشعري ، قالَ : حدّثنا أبو عبدِ اللهِ الرّازي ، عنِ الحسنِ بنِ عليٍّ بنِ أبي حمزةَ ، عَن سيفٍ بنِ عُميرةَ ، عَن محمّدٍ بنِ عُتبةَ ، عن محمّدٍ بنِ عبدِ الرّحمنِ ، عَن أبيهِ ، عن عليٍّ بنِ أبي طالب ( عليه السّلام ) ، قالَ : بينا أنا وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ عندَ رسولِ اللهِ ( صلّى اللهُ عليه وآله ) ، إذ إلتفتَ إلينا فبكى ، فقلتُ : ما يُبكيكَ يا رسولَ اللهِ ؟ فقالَ : أبكي ممّا يُصنَعُ بكُم بعدي . فقلتُ : وما ذاكَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : أبكي مِن ضربتِكَ على القرنِ، ولطمِ فاطمةَ خدّها ، وطعنةِ الحسنِ في الفخذِ ، والسّمِّ الذي يُسقى ، وقتلِ الحُسينِ . قالَ : فبكى أهلُ البيتِ جميعاً ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ، ما خلقنا ربُّنا إلّا للبلاءِ! قالَ: أبشِر يا عليُّ ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَد عهدَ إليَّ أنّه لا يُحبّكَ إلّا مُؤمنٌ ، ولا يُبغضُكَ إلّا منافقٌ . (الأمالي للشّيخِ الصّدوق ص 197 .)

23- روى المجلسيُّ : عنِ السّيّدِ إبنِ طاووس في زوائدِ الفوائدِ ، والشّيخِ حسنٍ بنِ سليمان في كتابِ المُحتضرِ واللّفظُ هنا للأخيرِ قالَ : نقلتُه مِن خطِّ الشّيخِ الفقيهِ عليٍّ بنِ مظاهرَ الواسطيّ بإسنادٍ مُتّصلٍ عَن مُحمّدٍ بنِ العلاءِ الهمدانيّ الواسطيّ ويحيى بنِ مُحمّدٍ بنِ جريحٍ البغداديّ قالا : تنازعنا في إبنِ الخطّابِ فاشتبهَ علينا أمرُه ، فقصدنا جميعاً أحمدَ بنَ إسحاقَ القُمّيّ ، صاحبَ أبي الحسنِ العسكريّ (ع) ، فروى لهُم عنِ الإمامِ الهادي (ع) عنِ الإمامِ العسكريّ : -أنَّ حُذيفةَ روى عنِ النّبيّ (ص) حديثا مُطوّلاً يخبرُ النّبيُّ (ص) فيه حذيفةَ بنَ اليمانِ عن أمورٍ ستجري بعدَه ، ثمَّ قالَ حذيفةُ وهوَ يذكرُ أنّهُ رأى تصديقَ ما سمعَه - : قالَ حذيفةُ : ثمَّ قامَ رسولُ اللهِ (ص) فدخلَ إلى بيتِ أمِّ سلمةَ ورجعتُ عنهُ وأنا غيرُ شاكٍّ في أمرِ الشّيخِ ، حتّى ترأّسَ بعدَ وفاةِ النّبيّ (ص) وإتبع الشّرَّ وعادَ الكفرَ ، وإرتدَّ عنِ الدّين ، وتشمّرَ للمُلكِ ، وحرّفَ القرآنَ ، وأحرقَ بيتَ الوحي، وأبدعَ السّننَ وغيّرَ المِلّةَ وبدّلَ السّنّةَ وردَّ شهادةَ أميرِ المؤمنينَ عليه السّلام، وكذّبَ فاطمةَ بنتَ رسولِ اللهِ (ص) وإغتصبَ فدكاً ، وأرضى المجوسَ واليهودَ والنّصارى ، وأسخطَ قرّةَ عينِ المُصطفى ولم يُرضِها ، وغيّرَ السّننَ كلّها ، ودبّرَ على قتلِ أميرِ المؤمنينَ (ع) - إلى أن قالَ - ولطمَ وجهَ الزّكيّةِ ... (بحارُ الأنوار : 31 / 126 ، المُحتضر للحسنِ بن سليمان ص89 - 98 .) 

 

وهذهِ الرّواياتُ وغيرُها مِن غيرِ طريقِ سُليمٍ بنِ قيسٍ الهلالي .