هل هناك خطأ في قوله تعالى: " وَجَنَّةٍ عَرضُهَا كَعَرضِ السَّمَاءِ وَالأَرضِ"؟

في قولِه تعالى (سَابِقُوا إِلَىٰ مَغفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا كَعَرضِ السَّمَاءِ وَالأَرضِ أُعِدَّت لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ) [الحديد: 211]. إذا نظَرنا إلى نصِّ الآيةِ كما هوَ (دونَ تأويل) نجدُ أنَّ هناكَ خطأً علميّاً؛ فوصفُ عرضِ الجنّةِ بعرضِ السماواتِ والأرض كما لو تصفُ عرضَها بعرضِ روسيا ومدينةٍ فيها؟ فما فائدةُ المدينة !! فالأرضُ حبّةُ رملٍ بالمُقارنةِ بحجمِ السماواتِ أيّ الكون.

: الشيخ معتصم السيد احمد

الجوابُ:

لم يتّضِح لنا الخطأُ العلميّ الذي يحاولُ السائلُ الإشارةَ إليه، فالآيةُ منَ الأساس ليسَت في مقامِ بيانِ حقيقةٍ علميّةٍ حتّى نتحقّقَ منَ الخطأ والصّوابِ فيها، وإنّما تهدفُ إلى إيصالِ رسالةٍ للإنسانِ مضمونُها تشويقهُ للجنّة، فعرضُ الجنّةِ الذي وصفَ في الآيةِ بأنّهُ كعرضِ السماءِ والأرضِ ليسَ إلّا تعبيراً عن كمالِ وروعةِ الجنّة، وبالتالي فإنَّ الآيةَ تؤكّدُ على أنَّ الجنّةَ لا تحدُّها المسافاتُ كما أنَّ كمالَها وجمالَها لا تحدُّه الأوصاف.

أمّا المقارنةُ بينَ السماواتِ والأرض فهيَ غيرُ منظورةٍ للآية، فالآيةُ لم تُقارِن بينَ حجمِ الأرضِ بالنسبةِ لحجمِ السماوات، وإنّما أرادَت أن تكشفَ للإنسانِ بعضَ جوانبِ عظمةِ الجنّة، فوصفَت له عرضَها بعرضِ السماواتِ والأرض، ومنَ الطبيعيّ أن تكونَ الأرضُ أحدَ طرفي المسافة؛ وذلكَ لأنّها الأقربُ للإنسانِ فلابدَّ أن تكونَ نقطةَ البدايةِ أو النهايةِ لتقديرِ المسافةِ بالنّسبةِ للإنسان.