ما التفسير العقائدي لاستحواذ واحتكار اليهود للذهب والمال على مر الزمان ؟
ما التفسير العقائدي لاستحواذ واحتكار اليهود للذهب والمال على مر الزمان ؟سمعت قولا بان الشيطان اعطى لهم مادة تحول الحديد الى ذهب!هل يمكنكم تبيان هذا الامر ؟وهل ورد احاديث في كتبنا عن هذا الامر ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
السبب في ذلك عدم إيمانهم بالآخرة، فكلما ضعف تصديق الإنسان بوجود حياة أخرى يثاب فيها او يعاقب تجده يحرص على حياته الدنيا، وبذا يصرح الشيخ الطوسي في تفسيره: " لان من لايؤمن بالبعث، والنشور، يكون حرصه على البقاء في الدنيا اكثر ممن يعتقد الثواب، والعقاب". التبيان في تفسير القرآن: ج1، ص357.
وقد بين القرآن الكريم هذا السبب عندما كذب دعوتهم بأنهم القوم الناجون يوم القيامة دون غيرهم، فطالبهم بتمني الموت إن كانوا صادقين، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)، البقرة: 94 ـ 96. فلو كانوا صادقين في أنهم الناجون خاصة دون الآخرين فليتمنوا الموت، وهذا يعني أنهم لا يؤمنون بالآخرة. كما أن تشبيههم بالمجوس فيه دلالة واضحة على أنهم لا يؤمنون بالآخرة، فالمقصود من قوله تعالى: (مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا)، في الآية الكريمة هم المجوس الذين لا يؤمنون بالحياة الأخرى، كما ورد في تفسير الإمام العسكري (ع): "(ومن الذين أشركوا) قال تعالى: هؤلاء اليهود(أحرص الناس على حياة) وأحرص(من الذين أشركوا) على حياة يعني المجوس لانهم لا يرون النعيم إلا في الدنيا، ولا يأملون خيرا في الآخرة، فلذلك هم أشد الناس حرصا على حياة"، تفسير الإمام العسكري: ص444.
فيعلم منه ان حرصهم على الحياة الدنيا، واكتنازهم الذهب والفضة، منشأه عدم الإيمان بالاخرة.
اترك تعليق