شبهة: أن الموت ليس أمراً وجودياً حتى يخلقه الله.
نص الشبهة: إن الله يقول في القرآن خلق الموت والحياة، فهل الموت أمر وجودي حتى يخلقه الله؟ {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وهو العزيز الغفور}1
تقرير الشبهة:
الشبهة واضحة لا تحتاج الى بيان؛ لوضوح أنّ الموت أمر عدمي، فما معنى أنّ الله خلق الموت، وهل العدم أمر وجودي حتى يخلق؟
جواب الشبهة:
هذا الاشكال ناتج من عدم الفهم الحقيقي لمعنى كلمة (الخلق)، فإنّ معناها التقدير وليس الإيجاد، ومن أراد التأكد فليراجع معاجم اللغة العربية.2
ثانياً: إنّ الموت بمفهومه الإسلامي، هو عملية إنتقال من عالم الى آخر، وليس هو أمر عدمي، أو هو عملية تحول من الوجود الى العدم المحض كما يتصوره المستشكل، لذلك يمكن أن يكون مخلوقا، لأنّه أمر وجودي ،فكما أنّ إنشاء الخلق أمر وجودي، لأنّه تبارك وتعالى أوجدهم من عالم الى عالم الوجود.
فكذلك الموت، فإنّ الله تقدس اسمه قد أوجدهم من عالم الى عالم آخر.
ثالثاً: لو سلّمنا بأنّ الموت هو أمر عدمي محض، لكنّا لا نسلّم بأنّه لا يمكن أن يخلق، بل هو ممكن الخلق لكن باعتبار استمراره، وذلك لأنّ الإنسان مسبوق بالعدم بالضرورة، ولما تعلقت الإرادة الإلهية بإيجاده وجد وانتهى ذلك العدم، أي انقطع استمراره، فإذا أراد الله تعالى أن يميت ذلك الشخص، كان هذا الموت هو استمرار لذلك العدم، وهو بيد الله تعالى بلا إشكال، فإذا أماته الله تعالى فهذا يعني أنه تبارك وتعالى قد سمح لذلك العدم بالنسبة لهذا الشخص بالاستمرار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الملك 2
2 - كتاب العين للخليل بن احمد الفراهيدي مادة (خلق) وكتاب مفردات الراغب الاصبهاني نفس المادة وكذلك معجم مقاييس اللغة لابن فارس
اترك تعليق