لماذا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصطحب معه بناته؟
السّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،
لا يخفى أنَّ هجرةَ النبيّ الأعظمِ صلّى اللهُ عليهِ وآله حصلَت حينَما عزمَ المُشركونَ على قتلِه وهدرِ دمِه بينَ القبائلِ ورصدِ الرّجالِ لمراقبته وإغتيالِه.. ففي وسطِ هذا الجوِّ الأمنيّ الحسّاسِ خرجَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله مِن بيتِه مِن بينِ الذينَ ترصّدوا لقتلِه وهوَ يتلو آياتِ القرآنِ، مخلِّفاً في فراشِه أميرَ المؤمنينَ عليهِ السّلام ليُوهِمَ المُشركينَ بأنّهُ ما زالَ في بيتِه.. فالهجرةُ كانَت بغايةِ السريّةِ والكتمان، وقد أعدَّ لها الخطّةَ وأخذَ الحيطةَ والحذرَ، وإتّخذَ طريقاً غيرَ الطريقِ المعهودِ، ولم يُخبِر بأمرِ هِجرتِه إلّا عدّةَ أفرادٍ قد لا يتجاوزُ عددُهم أصابعَ اليدِ، وغيرِ ذلك.
فإذا كان الحالُ هذا يُظهرُ أنّه لا وقعَ للتّساؤلِ عَن علّةِ عدمِ هجرةِ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله بأهلِه وبناتِه إلى المدينةِ؛ إذ ظروفُ الهجرةِ ـ معَ ما كانَت عليهِ منَ الحساسيّةِ والسريّةِ، وإحتفافِها بالمخاطرِ ـ لا تتلاءمُ معَ إصطحابِ الأهلِ كما هوَ واضح.
والحمدُ للهِ ربّ العالمين.
اترك تعليق