ماذا لو لم تُغصب الخلافة مِن أصحابِها الأئمّةِ عليهم السّلام ؟
وردَ في الأحاديثِ أنَّ الأرضَ لا تخلو مِن حُجّةٍ، السّؤالُ: إذا سارَت الأمورُ بشكلٍ طبيعيٍّ ولم تُسلَب الخلافةُ مِن أصحابِها الأئمّةِ عليهم السّلام.. فمَن هوَ الحُجّةُ بعدَ الإمامِ المهدي إذا توفّيَ ولم تحدُث الغَيبة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قبلَ الجوابِ عَن هذا السّؤالِ الفرضيّ نذكرُ بعضَ النّقاط:
1ـ إنّ عددَ الأئمّةِ إثنا عشرَ إماماً إلى يومِ القيامة، لا يزيدونَ ولا ينقصون، كما وردَ في الرّواياتِ المتواترةِ عنِ النّبي (ص) وأهلِ البيتِ (ع).
2ـ قالَ تعالى: { وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ } [الأعراف 96]. وقالَ تعالى: { وَأَن لَوِ استَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسقَيناهُم ماءً غَدَقاً } [الجنّ 16].
3ـ لو ثُنيَتِ الوسادةُ لآلِ محمّدٍ (ع) لانتشرَ منهم علومٌ كثيرةٌ، ولوصلَ التطوّرُ العلميُّ والصحّيُّ والعمرانيُّ ذروتَه، وانتشرَت قوانينُ الصحّةِ الإسلاميّة، ولطالَت أعمارُ النّاس، ولأوجدَ اللهُ البركةَ في أعمارِهم وحياتِهم.
4ـ مِن عقائدِ الشيعةِ التي ثبتَت بالرّواياتِ المتواترةِ عندَهم عقيدةُ الرّجعة.
5- لا تخلو الأرضُ مِن حجّة.
بالنّظرِ إلى هذهِ النّقاطِ نقول:
لو لم تُغصَب الخلافةُ مِن أهلِ البيتِ عليهم السّلام، فيُحتمَلُ قويّاً أن يُعمّرَ كلُّ إمامٍ مئاتِ السّنين، فيحكمُ كلُّ واحدٍ منهم فترةً زمنيّةً طويلةً، فإنَّ وفاتَهم (ع) لم تكُن طبيعيّةً، فإنّهم ما منهم إلّا مسمومٌ أو مقتول، ولو قُدّرَ لهم أن يعيشوا بشكلٍ طبيعيٍّ – بلا قتلٍ ولا سمٍّ - لطالت أعمارُهم أكثرَ منَ المُتعارفِ، وليسَ هذا ببعيدٍ، إذ قوانينُ الصحّةِ لا تمنعُ مِن طولِ العُمرِ إذا عاشَ الإنسانُ ظروفاً أفضلَ منَ التي نعيشُها حاليّاً.
وبناءً عليه: فإمّا أن يكونَ الإمامُ المهدي (عج) آخرَ الأئمّةِ، وتتصلَ أيّامُه بيومِ القيامة، فتكونُ الرّجعةُ لغيرِهم، في زمان دولتهم.
وإمّا أن يرجعَ الأئمّةُ (ع) بعدَ الإمامِ المهدي (عج)، كما هوَ الحالُ في حالةِ غصبِ الخلافة.
النّتيجةُ: لا وجودَ لأئمّةٍ غيرِ الأئمّةِ الإثني عشرَ إماماً بعدَ رسولِ اللهِ (ص) إلى يومِ القيامة.
والحمدُ للهِ ربّ العالمين.
اترك تعليق