هل هناكَ أمثلةٌ قرآنيّةٌ على القضاءِ الإلهيّ المحتومِ والمُعلّق ؟
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنّ علمَ اللهِ تباركَ وتعالى ينقسمُ باعتبارِ المعلومِ لأقسامٍ، منها:
الأوّلُ: العلمُ بتحقّقِ الأشياءِ خارجاً حتماً، وقد أخبرَ بهِ مخلوقاتِه وعبادَه كلٌّ بحسبِه، والأوفرُ حظّاً مِن ذلكَ أشرفُ مخلوقاتِه وهوَ خاتمُ النبيّينَ ثمّ أوصياؤه المعصومونَ، ويعبّرُ عنهُ بـ(اللوحِ المحفوظِ) وبـ(القضاءِ المحتوم).
الثاني: العلمُ بالمُلازماتِ وتحقّقِ الأشياءِ في الخارجِ لولا المشيئةُ على خلافِها، وقد أخبرَ بهِ جلَّ شأنه لأوليائِه، ويعبّرُ عنهُ بـ(القضاءِ المُعلّق) و(الموقوف).
والأمثلةُ التطبيقيّةُ وفيرةٌ جدّاً لهذينِ النّوعينِ في القرآنِ الكريمِ والسنّةِ المُطهّرة..
فمنَ القضاءِ المحتومِ الآياتُ الواردةُ بشأنِ المعادِ وأحوالِها وغيرُ ذلكَ ممّا يُعتبرُ سنّةً إلهيّةً حتميّةً لا تبديلَ فيها ولا تغيُّر، يقولُ اللهُ تعالى: {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحوِيل} [فاطِر: 43]، ويقولُ تعالى: {لَهُمُ البُشرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآَخِرَةِ لَا تَبدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ} [يونس: 64]، ويقولُ تعالى: {إِذَا جَاء أَجَلُهُم فَلاَ يَستَأخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَستَقدِمُونَ} [يونس: 49]، وغيرُ ذلك.
ومنَ القضاءِ المُعلّق: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم} [الرعد: 11]، وقوله: {وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرضِ} [الأعرافُ: 96]، وقوله حكايةً عن النبيّ نوحٍ (عليه السّلام): {استَغفِرُوا رَبَّكُم إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرسِلِ السَّمَاءَ عَلَيكُم مِّدرَارًا * وَيُمدِدكُم بِأَموَالٍ وَبَنِينَ وَيَجعَل لَّكُم جَنَّاتٍ وَيَجعَل لَّكُم أَنهَارًا} [نوح: 10ـ12]، وغير ذلك.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق