إنّ الشفاعة بمعنى الوساطة وهي تناقض قول الله: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (سورة الزلزلة 7 - 8).

تقرير الشبهة:  إنّ القول بالشفاعة يتناقض مع قانون {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.

: اللجنة العلمية

جواب الشبهة إجمالاً:

 إنّ قانون الشفاعة ليس مناقضاً لقانون الجزاء يوم الحساب، لأنّ الشفاعة مقيدة بأنْ يكون لدى المشفوع له عمل يؤهله لذلك، وليس هي مطلقة.

جواب الشبهة بالتفصيل:

أولاً: إنّ الشفاعة مُجمع عليها عند جميع الديانات من اليهودية والمسيحية والإسلامية، ولستُ أدري من أي الديانات أو المذاهب مَنْ أشكل بذلك.

ثانياً: إنّ الشفاعة مُجمع عليها بين أهل الإسلام، وقد صرح القرآن الكريم بذلك في عدة آيات، لا مجال لسردها كلها، بل نذكر واحدة فقط وهي قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (سورة الإسراء 79)، واتّفق المفسّرون على أنّ المقصود من المقام المحمود هو مقام الشفاعة.

ثالثاً: إنّ معنى الشفاعة عندنا لا يشمل من قطع كل علائقه بالله تعالى، وفكّ كل عرى التواصل مع الشريعة، فإن هذا الفرد لا يمكن أنْ تشمله الشفاعة أبداً، لأنّ معنى الشفاعة لا يمكن أنْ يشمله، إذ معنى الشفاعة لغة هو: من شَفَعَ شفعاً، الشيء صيّره شفعاً أي زوجاً بأن يضيف إليه مثله، يقال كان وتراً فشفعهُ بآخر، فمعنى الشفاعة يَفترض أنْ يكون لدى المشفوع له عمل مقبول، ثم يأتي الشافع فيكمله.

رابعاً: من خلال ما بيّناه سابقا يتضح أنّ الشفعة مقيدة وليستْ مطلقة، والذي يتنافى مع قانون الحساب الأخروي هو الشفاعة المطلقة التي هي باطلة بالإجماع.

خامساً: نحن على يقينٍ تام لو لم يكنْ للشفاعة عين ولا أثر في الإسلام لأشكل علينا بأنّ الدين الإسلامي دينٌ قاسي، ويتعامل مع أتباعه بعنف وقسوة.

خلاصة الجواب: 

1- إنّ الشفاعة مُجمع عليها عند كلّ الديانات السماوية. 

2- إنّ معنى الشفاعة لا يتناقض مع قانون العقاب، لأنها ليستْ مطلقة، بل تَفرض أنْ يكون للمشفوع له عمل يستحق به أنْ يشفع له الشفيع.