لو أنّ نبيًاً أُرسل إلى الصين، وقال لنا أنّ عنده معجزة وهي أنّه أتى بكتاب صيني لا يمكن لأحد أنْ يأتي بمثله، فماذا ستفعلون؟

تقرير الشبهة: ماذا تقولون لو أنّ الله بعث نبياً صينياً، وجاء بكتاب باللغة الصينية بعنوان معجزة، لا يمكن لأي أحد أنْ يأتي بمثله، فهل ستؤمنون به أم لا؟

: اللجنة العلمية

جواب الشبهة إجمالاً: 

إن هذا السؤال من فرض المحال، لأنّ لازم القول بالإيمان بالنبي الجديد تكذيب نبوة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإنّه قد أكد أنّه خاتم الأنبياء والمرسلين، فكيف يمكننا أنْ نصدّق بنبيٍ يأتي بعده (صلى الله عليه واله)؟ إنه المُحال بعينه.

جواب الشبهة بالتفصيل:

أولاً: إنّ لازم القول بتصديق النبي الجديد تكذيب نبوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الثابتة بالقطع واليقين، وقد ثبت لنا كذلك أنّها النبوة الخاتمة، وأنّه (صلى الله عليه وآله) لا نبي بعده.

ثانياً: إنّ عدم تصديقنا بمن يدّعي النبوة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنّما جاء عن علم ويقين، وليس عناداً وتعالياً على قوميّة، فنحن أُمة شعارها {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات 13).

ثالثاً: إنّ منْ قطع بشيء فكيف يمكنه أنْ يقطع بنقيضه؟ فمن قطع بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الخاتم، فكيف يمكنه أنْ يقطع بأنّه (صلى الله عليه وآله) ليس الخاتم، وأنّ هنالك نبي آخر هو الخاتم، أ ليس هذا هو الإيمان بالمتناقضين الذي أطبق العقل والعقلاء قاطبة على بطلانه واستحالته.

رابعاً: إنّ هذا النبي الجديد إما أنْ يحصل لنا القطع بنبوته، أو لا يحصل، فإنْ كان الأول، لزم المُحال الذي بيّناه في ثالثاً، وإنْ كان الثاني، فلا أثر ولا قيمة لدعوى لا دليل عليها، بل كيف يمكن لدعوى لا دليل عليها أنْ تُقارع دعوى ثابتة بالقطع واليقين؟ 

خامساً: إنّ خاتميّة الرسالة المحمدية ثابتة بشهادة كل الشرائع التي سبقت الإسلام، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} (الصف 6).

خلاصة الجواب:

1- إنّ تصديق النبي الجديد يَلزم منه تكذيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي ثبتت له الرسالة الخاتمة بالقطع واليقين.

2- إنّ تصديق النبي الجديد يَلزم منه الإيمان والتصديق بوقوع المتناقضين، فهل يمكن الأحد أنْ يصدق بأنّه موجود وغير موجود في نفس الزمان والمكان؟، إنّه المُحال بعينه.

3- إنّ خاتمية رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثابتة بشهادة الرسالات السابقة (اليهودية والمسيحية).