ما الفرقُ بينَ المُعجزةِ والكرامة؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،إنّ الفرقَ بينَ المُعجزةِ والكرامة يتبيّنُ فيما يلي: وهوَ أنّ الإتيانَ بالعملِ الخارقِ للعادةِ الذي يقترنُ معَ دعوى النبوّةِ، ويتّفقُ معَ الادِّعاء، يُسمّى (مُعجزةً). وأمّا إذا صدرَ العملُ الخارقُ للعادةِ مِن عبدٍ للهِ صالح لم يدّعِ النبوّةَ سُمّيَ (كرامةً). وممّا يشهدُ بأنَّ عبادَ اللهِ الصالحينَ مِن غيرِ الأنبياءِ قادرونَ أيضاً على الإتيانِ بالأعمالِ الخارقةِ للعادة، نزولُ مائدةٍ سماويّةٍ على السيّدةِ مريم أمّ النبيّ السيّد المسيح (عليهِ السلام)، وانتقالِ عرشِ بلقيس ملكةِ سبأ في سُرعةٍ خاطفةٍ منَ اليمنِ إلى فلسطين على يدِ فردٍ بارزٍ مِن أنصارِ النبيّ سُليمان، وهوَ (آصفُ بنُ برخيا) وقد أخبرَ القرآنُ الكريمُ بكِلا الحَدَثين، إذ قالَ في شأنِ مريم: * (كلّما دخلَ عليها زكريّا المحرابَ وجدَ عندَها رزقاً) [آل عمران: 37]. وقالَ حولَ حادثةِ عرشِ بلقيس أيضاً: (وقالَ الذي عندَه علمٌ منَ الكتاب أنا آتيكَ بهِ قبلَ أن يرتدَّ إليكَ طرفُك) [النمل: 40]. [ينظر: كتابُ العقيدةِ الإسلاميّةِ على ضوءِ مدرسةِ أهلِ البيت (ع)، ص123)]. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق