هل تركَ النبيُّ الأكرمُ (صلّى اللهُ عليهِ و آله) شيئاً مُبهماً حتّى يبيّنَه الأئمّةُ عليهم السّلام مِن بعده؟ وإلّا فما دورُ الأئمّةِ عليهم السّلام في ذلك؟ وأقصدُ ما يتعلّقُ بتفسيرِ القُرآنِ والرواياتِ التفسيريّة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قبلَ الإجابةِ المُباشرةِ لابدَّ منَ الإشارةِ إلى وجودِ ثلاثِ حقائقَ متداخلةٍ ومتكاملةٍ فيما بينَها وهيَ وجودُ رسولٍ، ووجودُ رسالةٍ، ووجودُ أمّةٍ مُخاطبةٍ بتلكَ الرّسالة، والإسلامُ بوصفِه خطاباً صالِحاً لكلِّ زمانٍ ومكان لا يُفهَم إلّا مِن خلالِ رؤيةٍ تتعاملُ معَ هذهِ الأمورِ الثلاثةِ على أنّها حقائقُ عابرةٌ للتاريخ، أمّا إذا تمَّ التعاملُ على أنّها أمورٌ تاريخيّةٌ محكومةٌ بالزمنِ الذي وُجدَت فيه، فحينَها تصبحُ رسالةً خاصّةً وبرسولٍ خاصٍّ ولأمّةٍ خاصّة لا يمكنُ تعميمُها لكلِّ الأممِ وفي جميعِ الأزمنة، فالقولُ بخلودِ رسالةِ الإسلامِ وصلاحيّتِه لكلِّ الأزمنة، قولٌ غيرُ واضحٍ ما لم تتّضِح الخصائصُ التي تسمحُ للرّسالةِ بالديمومةِ والاستمرار.
وعليهِ فإنَّ الخصائصَ التي تُحقّقُ المسارَ المُستقبليَّ للرّسالةِ تُعدُّ مِن أهمِّ مكوّناتِ نفسِ الرّسالةِ، فمِن جهةِ الرّسولِ لابدَّ أن يستمرَّ دورُه القياديّ والتعليميّ والتربويّ لهذهِ الأمّةِ، وهذا لا يتحقّقُ إلّا بوجودِ إمامٍ معصومٍ يُمثّلُ الامتدادَ الحقيقيَّ لقيادةِ الرسولِ للأمّة. ومِن جهةِ الرّسالةِ لابدَّ أن تكونَ نصوصُها لها القدرةُ على الجري والانطباقِ على كلِّ المُتغيّراتِ التي يفرضُها الزمانُ، فالنصُّ القرآنيُّ يُشرقُ كلَّ يومٍ بمعانٍ جديدةٍ ويضيفُ كلَّ يومٍ معارفَ لم تكُن معروفة، ولا يمكنُ إرجاعُ معاني القرآن ومعارفِه إلى فترةٍ تاريخيّةٍ مُحدّدة. أمّا مِن جهةِ الأمّةِ فهيَ بطبعِها متفاوتةٌ في فهمِها للنصوصِ وبحاجةٍ دائمةٍ لمَن يضبطُ فهمَها ويرشدُ فكرَها، ومِن هنا كانَ منَ المُستغربِ جدّاً الاعتراضُ على دورِ الإمامِ المعصومِ مِن بابِ أنَّ رسولَ اللهِ لم يترِك لهُ ما يفعله أو يقوله، فما دامَ هناكَ حاجةٌ لاستمرارِ الدورِ التربويّ والتعليمي للرّسولِ، وما دامَت نصوصُ الرسالةِ تتعاملُ معَ وقائعَ جديدة، وما دامَت الأمّةُ في حاجةٍ لمَن يُرشدُها للفهمِ الصحيحِ لا يمكنُ الاستغناءُ عن الإمامِ الذي يرسمُ هذا المسارَ المُستقبليَّ للرّسالة.
صحيحٌ أنَّ تبليغَ الرّسالةِ حصلَ في زمنٍ تاريخيٍّ مُعيّنٍ، إلّا أنّهُ مِن غيرِ الصّحيحِ أن يكونَ ذلكَ الزمنُ حاكِماً على معاني الرّسالةِ ومضامينِها؛ لأنَّ الزمانَ يتغيّرُ والأحوالُ تتبدّلُ والموضوعاتُ تتجدّد، وكلُّ ذلكَ لا يمكنُ معالجتُه بتفسيراتٍ كانَت مناسبةً لواقعٍ غيرِ الواقعِ الجديد، وبما أنَّ القرآنَ خاطبَ كلَّ الأزمنةِ لابدَّ أن تكونَ تفسيراتُه أيضاً لكلِّ الأزمنة، فكيفَ نتصوّرُ وجودَ تفسيرٍ واحدٍ يعالجُ كلَّ المُستحدثاتِ وفي كلِّ الحقبِ التاريخيّة؟ فحتّى لو لم نقُل بوجودِ إمامٍ معصومٍ فإنَّ الأمّةَ لا يمكنُها الاكتفاءُ بتفسيراتِ رسولِ اللهِ (ص) وإنّما هيَ في حاجةٍ دائمةٍ للنظرِ في كتابِ اللهِ ومحاولةِ فهمِه وتفسيرِه، ولذا نجدُ أنَّ واقعَ المُسلمينَ بجميعِ مدارسِهم ومذاهبِهم لهُم تفاسيرُهم ومعارفُهم التي لا يمكنُ نسبتُها لتفسيراتِ الرّسولِ بشكلٍ مُباشر.
ونحنُ بذلكَ لا نتجاوزُ وجودَ ثوابتَ عابرةٍ للأزمان، فالثوابتُ تُمثّلُ الأصولَ العامّةَ والقيمَ الكليّةَ للإسلام، إلّا أنَّ تلكَ الثوابتَ توجبُ علينا مُلاحقةَ الواقعِ المُتغيّرِ ومعرفةَ رؤيةِ الإسلامِ فيه، وهذا ما نحتاجُه منَ التفاسيرِ في العادة، وقد يُفسّرُ لنا هذا الأمرَ عدمُ تفسيرِ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) لكلِّ آياتِ القرآن، وما رواهُ جميعُ المُسلمينَ مِن تفسيراتِ الرّسولِ للقرآنِ لا يتجاوزُ نماذجَ محدودةً، ولذا نجدُ أنَّ أهلَ السنّةِ يعتمدونَ كثيراً على أقوالِ الصحابةِ والتابعينَ في تفسيراتِهم المأثورة، ويعملونَ بالرّأي في تفسيراتِهم الاجتهاديّة، ومِن هُنا لا يختصُّ هذا السؤالُ بمَن يقولُ بإمامةِ أهلِ البيتِ (عليهم السّلام) وإنّما يشملُ السؤالُ جميعَ المُسلمين، والفرقُ بينَ الشيعةِ وغيرِهم منَ المذاهب، أنَّ الشيعةَ لا تعترفُ إلّا بأقوالِ المعصومينَ، بينَما المذاهبُ الأخرى جعلَت لنفسِها علماءَ وأئمّةً واتّبعوهم في تفسيراتِهم عقائديّاً وفقهيّاً.
فحاجةُ الأُمّةِ للإمامِ المعصومِ هيَ لبيانِ مضامينِ هذهِ الرّسالة، دونَ الانحرافِ عن حقائقِ الدينِ ومعالمِه، فهُم الجهةُ الموثوقةُ والقدوةُ المعصومة، والعترةُ الطاهرةُ التي أذهبَ اللهُ عنها كلَّ رجسٍ وعيب، ولذا أوجبَ اللهُ علينا اتّباعَهم وأخذَ الدينِ عنهم، فلا يمكنُ الاكتفاءُ بالنصِّ دونَ مرجعيّةٍ لفهمِ ذلكَ النص، قالَ تعالى: (فاسأَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إن كُنتُم لاَ تَعلَمُونَ) وأهلُ البيتِ (عليهم السّلام) هُم المصداقُ الأتمُّ لأهلِ الذكرِ الذينَ يجبُ أن نسألَهم ونتعلّمَ منهم، كما لا يمكُننا الوقوفُ على
الحقيقةِ العمليّةِ للإسلامِ من دونِ وجودِ مثالٍ يجسّدُ لنا تلكَ الحقائقَ في صورةٍ حسّيّةٍ، وبالتالي لا نكونُ قد تجاوزنا الواقعَ إذا قُلنا: أنَّ الإمامَ هوَ التطبيقُ العمليُّ للإسلامِ والتجسيدُ الحقيقيّ للرّسالة.
فقد بيّنَ رسولُ اللهِ لمَن كانَ معَه أصولَ الإسلامِ ومُرتكزاتِه الأساسيّةَ وأحكامَه العباديّةَ بمقدارِ ما بهِ نجاتُهم في الآخرة، وكذلكَ بيّنَ لهم ما يحتاجونَه فيما يُصلحُ حياتهم بحسبِ الظرفِ التاريخي الذي كانوا فيه، وما يحمله الإسلامُ مِن سعةٍ في معارفِه وعُمقٍ في حقائقِه يدعونا إلى عدمِ حصرِه بمستوىً واحدٍ منَ التفسير، ولذا قالَ رسولُ اللهِ عن القرآنِ: (هوَ الفصلُ ليسَ بالهزل، ولهُ ظهرٌ وبطن، فظاهرُه حكمٌ وباطنُه علمٌ، ظاهرُه أنيقٌ وباطنُه عميقٌ، له نجومٌ وعلى نجومِه نجوم، لا تُحصى عجائبُه ولا تُبلى غرائبُه)، وعليهِ ما زالَ البابُ مفتوحاً لتنهلَ الأمّةُ من حقائقِ القرآنِ ومعارفِه، فحقائقُ الإسلامِ ليسَ لها حدٌّ تقفُ عندَه قالَ تعالى: (يَرفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجَاتٍ) ومِن هُنا لا يمكنُ القولُ أنَّ الرسولَ تركَ شيئاً مُبهماً لم يُبيّنه، وفي نفسِ الوقتِ لا يمكنُ القولُ أنَّ رسولَ اللهِ أغلقَ البابَ أمامَ علومِ القرآنِ ومعارفِه.
وإذا تمَّ الرجوعُ إلى المعارفِ التي بيّنَها الأئمّةُ مِن أهلِ البيتِ (عليهم السّلام) وما جاءنا عنهم مِن كنوزٍ لوقفَ العقلُ أمامَهم بكلِّ إعزازٍ وإكرام، ومعَ ذلكَ تريدُ هذهِ الأمّةُ أن تحرمَ نفسَها مِن تلكَ المعارفِ بحُجّةِ أنَّ ما رواهُ الصّحابةُ عَن الرسولِ يكفينا؟
ولتقريبِ الصورةِ نضربُ لذلكَ مثلاً، فما وصلَ إلينا مِن رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) في تفسيرِ سورةِ الإخلاصِ روايةٌ يذكرها المُفسّرونَ في سببِ نزولِ هذهِ السّورة وهيَ: (روى عطاءٌ عن ابنِ عبّاس، قالَ: قدمَ وفدُ نجران، فقالوا: صِف لنا ربّكَ أمِن زبرجدٍ أو ياقوت، أو ذهبٍ، أو فضّة؟ فقالَ: إنَّ ربّي ليسَ مِن شيءٍ لأنّهُ خالقُ الأشياء فنزلَت: (قُل هوَ اللهُ أحد) قالوا: هوَ واحدٌ، وأنتَ واحد، فقالَ: ليسَ كمثلِه شيء، قالوا: زِدنا منَ الصّفة، فقالَ: (اللهُ الصّمد) فقالوا: وما الصّمد؟ فقالَ: الذي يصمدُ إليهِ الخلقُ في الحوائج، فقالوا: زِدنا فنزلَ: (لم يلِد) كما ولدَت مريم: (ولم يُولد) كما ولدَ عيسى: (ولم يكُن لهُ كفواً أحد) يريدُ نظيراً مِن خلقِه) (الفخرُ الرّازي، التفسيرُ الكبير، ج 32، ص 160)
تدلُّ هذهِ الروايةُ على أنَّ الرسولَ فسّرَ لهُم بحسبِ حاجتِهم وبمقدارِ حالِ المُخاطب، وعليهِ يمكنُ أن يكونَ هناكَ تفسيرٌ آخر يتناسبُ معَ ظرفٍ ومخاطبٍ مختلفين، ولذا نجدُ أنَّ أميرَ المؤمنين (عليهِ السّلام) عندَما سألَه رجلٌ عن تفسيرِ هذهِ السّورةِ قال: (هوَ اللَّهُ أحدٌ بلا تأويلِ عدد، الصمدُ بلا تبعيضِ بدد، لم يلِد فيكونُ موروثاً هالكاً، ولم يُولد فيكونُ إلهاً مُشاركاً، ولم يكُن لهُ مِن خلقِه كفواً أحد) حيثُ نجدُ أنَّ الإمامَ أضافَ أموراً سكتَ عنها رسولُ اللهِ لكونِها غيرَ مناسبةٍ في حينِها، فالأحدُ بلا تأويلِ عددٍ أو الصّمدُ بلا تبعيضِ بدد، قد تكونُ مناسبةً لمُخاطبٍ غيرِ المُخاطبِ الأوّل.
وعندَما سألَه ثانٍ في ما يتعلّقُ بالتوحيدِ قالَ له: (قَبلَ كُلِّ شَيءٍ لَا يُقَالُ شَيءٌ قَبلَهُ، وَبَعدَ كُلِّ شَيءٍ لَا يُقَالُ لَهُ بَعدٌ، شَاءَ الأَشيَاءَ لَا بِهِمَّةٍ، دَرَّاكٌ لَا بِخَدِيعَةٍ، فِي الأَشيَاءِ كُلِّهَا غَيرُ مُتَمَازِجٍ بِهَا، وَلَا بَائِنٌ مِنهَا، ظَاهِرٌ لَا بِتَأوِيلِ المُبَاشَرَةِ، مُتَجَلٍّ لَا بِاستِهلَالِ رُؤيَةٍ، نَاءٍ لَا بِمَسَافَةٍ، قَرِيبٌ لَا بِمُدَانَاةٍ، لَطِيفٌ لَا بِتَجَسُّمٍ، مَوجُودٌ لَا بَعدَ عَدَمٍ، فَاعِلٌ لَا بِاضطِرَارٍ، مُقَدِّرٌ لَا بِحَرَكَةٍ، مُرِيدٌ لَا بِهَمَامَةٍ، سَمِيعٌ لَا بِآلَةٍ، بَصِيرٌ لَا بِأَدَاةٍ، لَا تَحوِيهِ الأَمَاكِنُ، وَلَا تَضمَنُهُ الأَوقَاتُ، وَلَا تَحُدُّهُ الصِّفَاتُ، وَلَا تَأخُذُهُ السِّنَاتُ، سَبَقَ الأَوقَاتَ كَونُهُ، وَالعَدَمَ وُجُودُهُ، وَالِابتِدَاءَ أَزَلُهُ- بِتَشعِيرِهِ المَشَاعِرَ عُرِفَ أَن لَا مَشعَرَ لَهُ، وَبِتَجهِيرِهِ الجَوَاهِرَ عُرِفَ أَن لَا جَوهَرَ لَهُ، وَبِمُضَادَّتِهِ بَينَ الأَشيَاءِ عُرِفَ أَن لَا ضِدَّ لَهُ، وَبِمُقَارَنَتِهِ بَينَ الأَشيَاءِ عُرِفَ أَن لَا قَرِينَ لَهُ، ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلمَةِ، وَاليُبسَ بِالبَلَلِ وَالخَشِنَ بِاللَّيِّنِ، وَالصَّردَ بِالحَرُورِ، مُؤَلِّفٌ بَينَ مُتَعَادِيَاتِهَا، وَمُفَرِّقٌ بَينَ مُتَدَانِيَاتِهَا، دَالَّةً بِتَفرِيقِهَا عَلَى مُفَرِّقِهَا، وَبِتَألِيفِهَا عَلَى مُؤَلِّفِهَا، وَذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَى- وَ مِن كُلِّ شَيءٍ خَلَقنا زَوجَينِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ، فَفَرَّقَ بَينَ قَبلٍ وَبَعدٍ لِيُعلَمَ أَن لَا قَبلَ لَهُ وَلَا بَعدَ لَهُ، شَاهِدَةً بِغَرَائِزِهَا أَن لَا غَرِيزَةَ لِمُغرِزِهَا، مُخبِرَةً بِتَوقِيتِهَا أَن لَا وَقتَ لِمُوَقِّتِهَا، حَجَبَ بَعضَهَا عَن بَعضٍ لِيُعلَمَ أَن لَا حِجَابَ بَينَهُ وَ بَينَ خَلقِهِ، كَانَ رَبّاً إِذ لَا مَربُوبَ،
وَإِلَهاً إِذ لَا مَألُوهَ، وَعَالِماً إِذ لَا مَعلُومَ، وَسَمِيعاً إِذ لَا مَسمُوعَ) (الكافي، ج1، ص 138- 139)
وعليهِ فإنَّ الرسالةَ ليسَت معارفَ جامدةً وحقائقَ محدودةً، بل هيَ معارفُ مُمتدّةٌ بامتدادِ الحقائقِ لا يمنعُها حدٌّ ولا يحبسُها سقفٌ، فكيفَ بعدَ ذلكَ نسألُ عن حاجةِ الأمّةِ لمثلِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السّلام).
وبهذا لا يكونُ الرسولُ قد تركَ أمراً مُبهماً وفي نفسِ الوقتِ تركَ بابَ العلمِ مفتوحاً، كما أنّهُ تركَ توضيحَ بعضِ الأمورِ التي لم تكُن قد حدثَت بعد، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ فالعلمُ بالأشياءِ موقوفٌ على وجودِها وظهورِها، وما شهدَتهُ الأمّةُ مِن فتنةٍ وحوادثَ عظامٍ بعدَ وفاةِ رسولِ الله وما زالَت مؤثّرةً على إسلامِ الأمّةِ ووحدتِها لخيرُ دليلٍ على حاجةِ الأمّةِ للإمامِ المعصومِ الذي يرشدُها، ولذا كانَ الاحتماءُ بأهلِ البيتِ والوقوفُ في صفّهم هو الضامنُ للهُدى والاستقامةِ، ومِن هُنا تستمرُّ الحاجةُ الدائمةُ لتفسيرِ القرآنِ وإنزالِه على كلِّ التحدّياتِ المعرفيّةِ والموضوعاتِ الاجتماعيّةِ والهمومِ الحضاريّة، وأهلُ البيتِ (عليهم السّلام) وفي طولِ الحقبةِ التاريخيّةِ التي كانوا فيها علّموا شيعتَهم كيفيّةَ الاستفادةِ منَ القرآنِ وأرسوا لهُم قواعدَ العلمِ والمعرفةِ في كلِّ بابٍ مِن أبوابِ الإسلام.
اترك تعليق