أريد احاديث نبوية في فضل شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) وصفاتهم
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،
إنّ الأحاديثَ الواردةَ في فضلِ شيعةِ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السّلام) وصفاتِهم كثيرةٌ ومتنوّعةٌ، أوردَها الفريقانِ ـ السنّةُ والشيعةُ ـ في مصادرِهم، وجملةٌ وافرةٌ منها هيَ أحاديثُ نبويّةٌ، نذكرُ منها:
1ـ روى الشيخُ الصفّارُ في [بصائرِ الدرجاتِ ص104] والشيخُ الصّدوقُ في [فضائلِ الشيعةِ ص31] عن الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السّلام)، عن أبيهِ (عليه السّلام)، عن جدِّه (عليهِ السّلام)، قالَ: « قالَ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله): يا عليُّ لقد مُثِّلَت لي أمّتي في الطينِ حتّى رأيتُ صغيرَهم وكبيرَهم أرواحاً قبلَ أن يخلقَ الأجساد، وإنّي مررتُ بكَ وبشيعتِك فاستغفرتُ لكم، فقالَ عليٌّ: يا نبيَّ اللهِ زِدني فيهم، قالَ: نعم، يا عليُّ تخرجُ أنتَ وشيعتُك مِن قبورِكم ووجوهُكم كالقمرِ ليلةَ البدرِ، وقد فُرّجَت عنكُم الشدائد، وذهبَت عنكُم الأحزان، تستظلّونَ تحتَ العرشِ، يخافُ الناسُ ولا تخافون، ويحزنُ الناسُ ولا تحزنون، وتُوضعُ لكُم مائدةٌ والناسُ في الحساب ».
الثاني: روى الشيخُ البُرقي في [المحاسنِ ج1 ص179] بإسنادِه عن أبي جعفرٍ الباقرِ (عليهِ السّلام) قال: « بينا رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) في نفرٍ مِن أصحابِه فيهم عليٌّ بنُ أبي طالب (عليهِ السّلام)، فقالَ: يخرجُ قومٌ مِن قبورِهم وجوهُهم أشدُّ بياضاً منَ القمر، عليهم ثيابٌ أشدُّ بياضاً منَ اللبن، عليهم نعالٌ مِن نورٍ شركُها مِن ذهب، فيؤتونَ بنجائبَ مِن نور، عليها رحائلُ مِن نور، أزمّتُها سلاسلُ مِن ذهب، وركبُها مِن زبرجد، فيركبونَ عليها حتّى يصيروا أمامَ العرش، والناسُ يهتمّونَ ويغتمّونَ ويحزنونَ وهُم يأكلونَ ويشربون، فقالَ عليٌّ (عليهِ السّلام): مَن هُم يا رسولَ الله؟ فقالَ: أولئكَ شيعتُك وأنتَ إمامُهم ».
الثالثُ: روى الشيخُ البُرقي في [المحاسنِ ج1 ص181] بإسنادِه عن الإمامِ أبي جعفرٍ الباقرِ (عليهِ السّلام) قالَ: « قالَ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله): إنَّ عن يمينِ العرشِ قومٌ وجوهُهم مِن نورٍ على منابرَ مِن نور يغبطهم النبيّونَ ليسوا بأنبياء ولا شُهداء، فقالوا: يا نبيَّ اللهِ وما ازدادوا هؤلاءِ منَ اللهِ إذا لم يكونوا أنبياءَ ولا شهداء إلّا قرباً منَ الله؟ قالَ: أولئكَ شيعةُ عليٍّ وعليٌّ إمامُهم ».
الرابعُ: روى الشيخُ الصفّارُ في [بصائرِ الدرجاتِ ص106] عن أبي جعفرٍ (عليهِ السّلام) قال: « قالَ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) لعليٍّ: إنَّ ربّي مثّلَ لي أمّتي في الطينِ وعلّمني أسماءَهم كلّها كما علّمَ آدمَ الأسماءَ كلّها، فمرَّ بي أصحابُ الرّاياتِ، فاستغفرتُ لكَ ولشيعتِك، يا عليُّ إنَّ ربّي وعدَني في شيعتِك خصلةً، قلتُ: وما هيَ يا رسولَ الله؟ قال: المغفرةُ لمَن آمنَ منهم واتّقى، لا يغادرُ منهُم صغيرةً ولا كبيرة، ولهُم تبدّلُ سيّئاتُهم حسنات ».
الخامسُ: روى الحافظُ الطبرانيّ في [المُعجمِ الكبيرِ ج1 ص319] بإسنادِه عن أبي رافعٍ: « أنَّ النبيَّ (صلّى اللهُ عليهِ [وآله] وسلّم) قالَ لعليٍّ: أنتَ وشيعتُك تردونَ عليَّ الحوضَ رواء مرويّين، مُبيضّة وجوهُكم، وإنَّ عدوّكَ يردونَ عليَّ ظماءَ مُقبحين »، ونقلَه الهيثميُّ في [مجمعِ الزوائدِ ج9 ص131]، والزرنديّ الحنفيّ في [نظمِ دررِ السّمطين ص92]، وغيرُهم.
السادسُ: روى الحافظُ الطبريّ في [التفسيرِ ج30 ص335] بإسنادِه عن أبي الجارود، عن محمّدٍ بنِ عليّ {أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ}، فقالَ النبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله): « أنتَ يا عليُّ وشيعتُك ».
ونقلَ الحاكمُ الحسكانيّ في [شواهدِ التنزيلِ ج2 ص459ـ473] في تفسيرِ الآيةِ أكثرَ مِن عشرينَ روايةً تفيدُ أنّها نزلَت في أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السّلام) وشيعتِه، مِنها ما رواهُ بإسنادِه عن أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السّلام) قالَ: « حدّثني رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) وأنا مُسنِدُه إلى صدري فقالَ: يا عليُّ أما تسمعُ قولَ اللهِ عزَّ وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ} هُم أنتَ وشيعتُك، وموعدي وموعدُكم الحوض، إذا اجتمعَت الأممُ للحسابِ تُدعونَ غُرّاءَ مُحجّلين ».
وغيرُ ذلكَ منَ الأحاديثِ الكثيرة، ويستحسنُ مراجعةُ رسالةِ (فضائلِ الشيعة) للشيخِ الصّدوقِ إذ أوردَ فيها 45 حديثاً، ورسالتُه الأخرى (صفاتُ الشيعة) التي أوردَ فيها 71 حديثاً، وكتابُ (بشارةِ المُصطفى لشيعةِ المُرتضى) للمُحدّثِ الطبريّ، الذي جمعَ فيه مئاتِ الرواياتِ التي تخصُّ منزلةَ التشيّعِ ودرجات الشيعة، وكتابُ (الشيعةِ في أحاديثِ الفريقين) للسيّدِ مُرتضى الأبطحيّ الذي أوردَ فيه أكثرَ مِن ثمانمائةِ رواية.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق