هل هناكَ نصوصٍ مُتّفقٌ على صحّتِها بينَ الشيعةِ والسنّة على إمامةِ أهلِ البيت (ع) ؟
السلام عليكمورحمة الله وبركاته
لا نعلمُ ما هوَ مرادُكم منَ السؤالِ بشكلٍ دقيق. فإن كانَ مرادُكم منَ الاتّفاقِ هو الاتّفاقُ على صحّتِها بينَ الشيعةِ والسنّة، فالنصوصُ عديدة. وإن كانَ مرادُكم منَ الصحّةِ هوَ الاتّفاقُ على صحّتِها بينَ الشيعةِ أنفسِهم، فأيضاً النصوصُ كثيرة. مقدّمةٌ: صحّةُ السندِ مُقدّمةٌ للوثوقِ بصدورِ الخبرِ عادةً، وهوَ يورثُ الظنَّ أو الاطمئنانَ بالصدورِ إن تجرّدَ منَ القرائنِ، ولكن قد يحتفُّ الخبرُ بالقرائنِ الدالّةِ على القطعِ بصدورِه، أو كانَ الخبرُ متواتراً، فهوَ مقطوعُ الصدور. فالخبرُ إن كانَ متواتراً، أو آحاداً محفوفاً بالقرائنِ، فهوَ أعلى رتبةً منَ الخبرِ الصحيحِ الآحاد، إذ المتواترُ والمحفوفُ قطعيُّ الصدور، والآحادُ ظنّي. بعدَ هذهِ المقدّمةِ نقول: إن كانَ مرادُكم منَ الاتّفاقِ هوَ الاتّفاقُ على صحّتِها بينَ الشيعةِ والسنّة، فالنصوصُ عديدةٌ متواترة. النصّ الأوّلُ: حديثُ الغدير: فهوَ حديثٌ صحيحٌ متواترٌ، نقطعُ أنّ رسولَ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) قالَه، ولو عرضناهُ على أيّ عربيٍّ سليم، يفهمُ منهُ الإمامةَ والخلافةَ بعدَ النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) لعليٍّ (عليهِ السلام). النصُّ الثاني: حديثُ المنزلةِ: وهوَ حديثٌ صحيحٌ متواتر أيضاً، ففي هذا الحديثِ يثبتُ النبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) لعليٍّ (عليهِ السلام) جميعَ المنازلِ التي كانَت لهارونَ مِن موسى، ومنها الخلافة. النصُّ الثالث: حديثُ الثقلين: فهوَ حديثٌ صحيحٌ متواتر، وفيها يخبرُ النبيُّ (ص) أنّ المرجعيّةَ العلميّةَ والدينيّةَ والسياسيّة والعسكريّة، لأهلِ بيتِه (عليهم السلام)، وعليٌّ بنُ أبي طالب (عليهِ السلام) سيّدُ أهلِ البيت. وبضمِّ هذا الحديثِ إلى الحديثِ الصحيحِ أنّ الخلفاءَ بعدَ النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) إثنا عشرَ خليفةً، وهو حديثٌ متواترٌ – بمجموعِ ما رواهُ الشيعةُ والسنّةُ – يتقرّرُ أنّ الخلفاءَ الإثني عشرَ مِن عترةِ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله). ولا ينطبقُ هذا على غيرِ أئمّتِنا (عليهم السّلام). وإن كانَ مرادُكم منَ الصحّةِ هوَ الاتّفاقُ على صحّتِها بينَ الشيعةِ أنفسِهم، فأيضاً النصوصُ متواترةٌ، نذكرُ بعضَها: الحديثُ الأوّل: روى الصدوقُ بسندٍ صحيحٍ، قالَ: حدّثنا أحمدُ بنُ زيادٍ بنِ جعفرٍ الهمداني قالَ : حدّثنا عليٌّ بنُ إبراهيم بنِ هاشمٍ عن أبيهِ عن محمّدٍ بن أبي عميرٍ عن غياثٍ بنِ إبراهيمَ عن الصادقِ جعفرٍ بنِ محمّدٍ عن أبيهِ محمّدٍ بنِ عليٍّ عن أبيهِ عليٍّ بنِ الحُسين عن أبيهِ الحسينِ بنِ عليّ عليهِ السّلام قالَ : سُئلَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السلام عن معنى قولِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله: إنّي مُخلّفٌ فيكم الثقلين كتابَ اللهِ وعترتي، مَن العترةُ؟ فقالَ : أنا والحسنُ والحسينُ والأئمّةُ التسعةُ مِن ولدِ الحُسين تاسعُهم مهديّهم وقائمُهم لا يفارقونَ كتابَ اللهِ ولا يفارقُهم حتّى يردوا على رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله حوضَه . (عيونُ أخبارِ الرّضا: 1 / 60، كمالُ الدينِ، ص249، معاني الأخبار، ص90). الحديثُ الثاني: روى الكلينيّ بسندٍ صحيحٍ، قالَ: محمّدٌ بنُ يحيى ، عن أحمدَ بنِ محمّدٍ بنِ عيسى، عن الحسنِ بنِ محبوب، عن إسحاقَ بنِ غالبٍ، عن أبي عبدِ اللهِ عليهِ السلام في خطبةٍ له يذكرُ فيها حالَ الأئمّةِ عليهم السلام و صفاتهم : أنَّ اللهَ عزَّ وجل أوضحَ بأئمّةِ الهُدى مِن أهلِ بيتِ نبيّنا عن دينِه، وأبلجَ بهم عن سبيلِ منهاجِه ، وفتحَ بهم عن باطنِ ينابيعِ علمِه ، فمَن عرفَ مِن أمّةِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآله واجبَ حقِّ إمامِه ، وجدَ طعمَ حلاوةِ إيمانِه ، وعلمَ فضلَ طلاوةِ إسلامِه ، لأنَّ اللهَ تباركَ وتعالى نصبَ الإمامَ علماً لخلقِه ، وجعلَه حُجّةً على أهلِ موادّه وعالمِه ، وألبسَه اللهُ تاجَ الوقار ، وغشّاهُ مِن نورِ الجبّار ، يمدُّ بسببٍ إلى السماءِ ، ولا ينقطعُ عنهُ موادّه ، ولا ينالُ ما عندَ اللهِ إلا بجهةِ أسبابِه ، ولا يقبلُ اللهُ أعمالَ العبادِ إلا بمعرفتِه ، فهوَ عالمٌ بما يردُ عليه مِن مُلتبساتِ الدّجى ، ومعميّاتِ السننِ ، ومشبهاتِ الفتن ، فلم يزَل اللهُ تباركَ وتعالى يختارُهم لخلقِه مِن ولدِ الحُسينِ عليهِ السلام مِن عقبِ كلِّ إمامٍ ، يصطفيهم لذلكَ ويجتبيهم ، ويرضى بهم لخلقِه ويرتضيهم ، كلّما مضى منهُم إمامٌ نصبَ لخلقِه مِن عقبِه إماماً ، علماً بيّناً ، وهادياً نيّراً ، وإماماً قيّماً ، وحجّةً عالماً ، أئمّةً منَ الله ، يهدونَ بالحقِّ وبهِ يعدلون ، حججُ اللهِ ودُعاتُه ورعاتُه على خلقِه ، يدينُ بهديهم العباد وتستهلُّ بنورِهم البلاد ، وينمو ببركتِهم التلاد ، جعلهم اللهُ حياةً للأنام ، ومصابيحَ للظلام ، ومفاتيحَ للكلام ، ودعائمَ للإسلام ، جرَت بذلكَ فيهم مقاديرُ اللهِ على محتومهافالإمامُ هوَ المُنتجبُ المُرتضى ، والهادي المُنتجى ، والقائمُ المُرتجى ، اصطفاهُ اللهُ بذلكَ واصطنعَه على عينِه في الذرِّ حينَ ذرأه ، وفي البريّةِ حينَ برأه ، ظلاً قبلَ خلقِ نسمةٍ عن يمينِ عرشِه ، محبوّاً بالحكمةِ في علمِ الغيبِ عندَه ، اختارَه بعلمِه ، وانتجبَه لطُهرِه ، بقيّةٌ مِن آدمَ عليهِ السلام وخيرةٌ مِن ذريّةِ نوح ، ومصطفى مِن آلِ إبراهيم ، وسلالةٌ مِن إسماعيل ، وصفوةٌ مِن عترةِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآله لم يزَل مرعيّاً بعينِ الله ، يحفظُه ويكلؤه بسترِه ، مطروداً عنهُ حبائلُ إبليسَ وجنودِه ، مدفوعاً عنهُ وقوبُ الغواسقِ ونفوثُ كلِّ فاسقٍ ، مصروفاً عنهُ قوارفُ السوء ، مُبرّءاً منَ العاهاتِ ، محجوباً عن الآفاتِ ، معصوماً منَ الزلّاتِ ، مصوناً عن الفواحشِ كلّها ، معروفاً بالحلمِ والبرِّ في يفاعِه ، منسوباً إلى العفافِ والعلمِ والفضلِ عندَ انتهائِه ، مُسنداً إليهِ أمرُ والدِه ، صامتاً عن المنطقِ في حياتِه . فإذا انقضَت مدّةُ والدِه ، إلى أن انتهَت بهِ مقاديرُ اللهِ إلى مشيئتِه ، وجاءَت الإرادةُ منَ اللهِ فيهِ إلى محبّتِه ، وبلغَ مُنتهى مدّةِ والدِه عليهِ السلام فمضى وصارَ أمرُ اللهِ إليهِ مِن بعدِه ، وقلّدَه دينَه ، وجعلَه الحُجّةَ على عبادِه ، وقيّمَه في بلادِه ، وأيّدَه بروحِه ، وآتاهُ علمَه ، وأنبأهُ فصلَ بيانِه ، واستودعَه سرّه ، وانتدبَه لعظيمِ أمرِه ، وأنبأهُ فضلَ بيانِ علمِه ، ونصبَه علماً لخلقِه ، وجعلَه حُجّةً على أهلِ عالمِه ، وضياءً لأهلِ دينِه ، والقيّمَ على عبادِه ، رضيَ اللهُ بهِ إماماً لهم ، استودعَه سرّه ، واستحفظَه علمَه ، واستخبأهُ حكمتَه واسترعاهُ لدينِه وانتدبَه لعظيمِ أمرِه ، وأحيا بهِ مناهجَ سبيلِه وفرائضَه وحدودَه ، فقامَ بالعدلِ عندَ تحيّرِ أهلِ الجهل ، وتحييرِ أهلِ الجدلِ ، بالنورِ الساطعِ ، والشفاءِ النافع ، بالحقِّ الأبلج ، والبيانِ اللائحِ مِن كلِّ مخرج ، على طريقِ المنهجِ ، الذي مضى عليهِ الصادقونَ مِن آبائِه عليهم السلام ، فليسَ يجهلُ حقَّ هذا العالمِ إلّا شقيٌّ ، ولا يجحدُه إلّا غويٌّ ، ولا يصدُّ عنهُ إلّا جريّءٌ على اللهِ جلَّ وعلا . (الكافي للكُليني: 1 / 203 رقم 2). الحديثُ الثالث: روى الكلينيّ بسندٍ صحيحٍ، قالَ: عليٌّ بنُ إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابنِ أبي عُمير ، عن عُمرَ بنِ أذينة ، عن زرارةَ والفضيلِ بنِ يسار ، وبكيرٍ بنِ أعين ومحمّدٍ بنِ مسلم وبريدٍ بنِ معاوية وأبي الجارودِ جميعاً عن أبي جعفرٍ عليهِ السلام قالَ : أمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ رسولَه بولايةِ عليٍّ وأنزلَ عليه " إنّما وليّكم اللهُ ورسولُه والذينَ آمنوا الذينَ يقيمونَ الصلاةَ ويؤتونَ الزكاة " وفرضَ ولايةَ أولي الأمرِ ، فلم يدروا ما هيَ ، فأمرَ اللهُ محمّداً صلّى اللهُ عليهِ وآله أن يُفسّرَ لهم الولايةَ ، كما فسّرَ لهم الصلاةَ ، والزكاةَ والصومَ والحجَّ ، فلمّا أتاهُ ذلكَ منَ الله ، ضاقَ بذلكَ صدرُ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله وتخوّفَ أن يرتدّوا عن دينِهم وأن يكذّبوهُ فضاقَ صدرُه وراجعَ ربّه عزَّ وجل فأوحى اللهُ عزّ وجل إليه " يا أيّها الرسولُ بلّغ ما أنزلَ إليكَ مِن ربّك وإن لم تفعَل فما بلّغتَ رسالتَه واللهُ يعصمُك منَ الناس " فصدعَ بأمرِ اللهِ تعالى ذكرُه فقامَ بولايةِ عليٍّ عليهِ السلام يومَ غديرِ خم ، فنادى الصلاةَ جامعةً وأمرَ الناسَ أن يبلّغَ الشاهدُ الغائب . - قالَ عمرُ بنُ أذينة : قالوا جميعاً غيرَ أبي الجارود - وقالَ أبو جعفرٍ عليهِ السلام : وكانَت الفريضةُ تنزلُ بعدَ الفريضةِ الأخرى وكانَت الولايةُ آخرَ الفرائضِ ، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجل " اليومَ أكملتُ لكُم دينَكم وأتممتُ عليكُم نعمتي " قالَ أبو جعفرٍ عليهِ السلام : يقولُ اللهُ عزَّ وجل : لا أنزلُ عليكم بعدَ هذهِ فريضةً ، قد أكملتُ لكُم الفرائضَ . (الكافي للكُليني: 1 / 289). الحديثُ الرابع: الصدوقُ: حدّثنا غيرُ واحدٍ من أصحابِنا قالوا : حدّثنا أبو عليٍّ محمّدٌ بنُ همام قالَ : حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ جعفر ، عن أحمدَ بنِ هلال ، عن محمّدٍ بنِ أبي عمير ، عن سعيدٍ بنِ غزوانَ عن أبي بصيرٍ ، عن أبي عبدِ اللهِ عليهِ السلام عن آبائِه صلواتُ اللهِ عليهم قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله : إنَّ اللهَ عزَّ وجل اختارَ منَ الأيّامِ الجُمعة ، ومنَ الشهورِ شهرُ رمضان ، ومنَ الليالي ليلةُ القدر ، واختارَني على جميعِ الأنبياء ، واختارَ منّي عليّاً وفضّلَه على جميعِ الأوصياءِ ، واختارَ مِن عليٍّ الحسنَ والحُسين ، واختارَ منَ الحسينَ الأوصياءَ مِن ولده ، ينفونَ عن التنزيلِ تحريفَ الغالينَ وانتحالَ المُبطلينَ وتأويلَ المُضلّين ، تاسعُهم قائمُهم و ( هو ) ظاهرُهم وهوَ باطنهم . (كمالُ الدينِ للصّدوق، ص281). ورواهُ النعماني في الغيبةِ، ص73، قالَ: أخبرنا محمّدٌ بنُ همام ، قال : حدّثنا أبي وعبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ الحميري ، قالَ : حدّثنا أحمدُ بنُ هلال ، قالَ : حدّثن محمّد بن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي عبد الله (عليه السلام) (الغيبة للتعماني ص73ورواهُ الجوهري في مُقتضبِ الأثرِ قالَ: حدّثنا أحمدُ بنُ محمّدٍ بنِ يحيى العطّارِ القمّي ، قالَ : حدّثنا أبو العبّاسِ : عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ الحميري ، قالَ : حدّثنا أحمدُ بنُ هلال قالَ : حدّثنا محمّدٌ بنُ أبي عميرٍ سنةَ أربعٍ ومائتين قالَ : حدّثني سعيدٌ بنُ غزوانَ عن أبي بصيرٍ عن أبي عبدِ اللهِ عليه السلام مثله بزيادةٍ: "وهوَ أفضلُهم" (مُقتضبُ الأثرِ للجوهري، ص9). ورواه الطوسي، قالَ: محمّدٌ بنُ عبدِ اللهِ بنِ جعفرٍ الحميري عن أبيه ، عن أحمدَ بنِ هلال العبرتائي ، عن ابنِ أبي عمير ، عن سعيدٍ بنِ غزوان ، عن أبي بصيرٍ ، عن أبي عبدِ اللهِ عليهِ السلام. (الغيبةُ للطوسي، ص142). ورواهُ الطبري في دلائلِ الإمامةِ، قالَ: أخبرَني أبو الحسنِ عليٌّ بنُ هبةِ الله ، قالَ : حدّثنا أبو جعفرٍ محمّدٌ بنُ عليٍّ بنِ الحُسين بنِ موسى القمّي ، عن أبيهِ ، عن سعدٍ بنِ عبدِ الله ، عن يعقوبَ بنِ يزيد ، عن محمّدٍ بنِ أبي عمير ، عن سعيدٍ بنِ غزوان ، عن أبي بصيرٍ ، عن أبي عبدِ الله ( عليهِ السلام ) مثله. (دلائلُ الإمامةِ للطبري، ص453). ورواهُ الكراجكي قالَ: وما رواهُ ابنُ أبي عميرٍ عن سعيدٍ بنِ غزوان عن أبي بصيرٍ عن أبي عبدِ الله عن آبائِه (ع). (الاستنصارُ للكراجكي، ص8). وسندُ الحديثِ صحيحٌ. الحديثُ الخامس: الكُليني بسندٍ صحيح، قالَ: عليٌّ بنُ إبراهيم ، عن أبيه . عن ابنِ أبي عُمير ، عن سعيدٍ بنِ غزوان ، عن أبي بصيرٍ ، عن أبي جعفرٍ عليهِ السلام قالَ : يكونُ تسعةُ أئمّةٍ بعدَ الحُسينِ بنِ علي ، تاسعُهم قائمُهم . (الكافي للكُليني: 1 / 533، والخصالُ للصّدوق، ص419، عن أبيهِ عن عليٍّ بنِ ابراهيم، وكمالُ الدينِ للصّدوق، ص350، بسندِه عن أحمدَ بنِ هلال عن ابنِ أبي عمير، الغيبةُ للنّعماني، ص95، مِن طريقِ الكليني، والإرشادُ للمُفيد، ص347، عن ابنِ قولويه عن الكُليني، والإستنصارُ للكراجكي، ص17، عن المفيدِ عن ابنِ قولويه عن الكُليني، ودلائلُ الإمامةِ للطبري، ص453، بسندِه عن الحميري عن أحمدَ بنِ هلال عن ابنِ أبي عمير، والغيبةُ للطوسي، ص140، عن جماعةٍ، عن عدّةٍ عن الكليني). الحديثُ السادس: روى الصدوقُ بسندٍ صحيحٍ عن عبدِ اللهِ بنِ جندبَ عن موسى بنِ جعفرٍ عليهما السلام أنّه قالَ : تقولُ في سجدةِ الشكر : " اللهمَّ إنّي أشهِدُك وأشهِدُ ملائكتَك وأنبيائَك ورسلَك وجميعَ خلقِك أنّك [ أنتَ ] اللهُ ربّي ، والإسلامُ ديني ، ومحمّدٌ نبيّي ، وعليٌّ والحسنُ والحسين ، وعليٌّ بنُ الحسين ، ومحمّدٌ بنُ علي ، وجعفرٌ بنُ محمّد ، وموسى بنُ جعفر ، وعليٌّ بنُ موسى ، ومحمّدٌ بنُ علي ، وعليٌّ بنُ محمّد ، والحسنُ بنُ علي ، والحجّةُ بنُ الحسنِ بنِ علي أئمّتي بهم أتولى ومِن أعدائِهم أتبرّء ، اللهمَّ إنّي أنشدُكَ دمَ المظلومِ - ثلاثاً - اللهمَّ إنّي أنشدُكَ بإيوائِك على نفسِك لأعدائِك لتهلكنّهم بأيدينا وأيدي المؤمنين ، اللهمّ إنّي أنشدُكَ بإيوائِك على نفسِك لأوليائِك لتظفرنّهم بعدوِّك وعدوّهم أن تُصلّي على محمّدٍ وعلى المُستحفظينَ مِن آلِ محمّدٍ ثلاثاً وتقول : اللهمّ إنّي أسألكَ اليُسرَ بعدَ العُسر ثلاثاً ، ثمَّ تضعُ خدّكَ الأيمنَ على الأرضِ وتقول : يا كهفي حينَ تُعييني المذاهب وتضيقُ عليَّ الأرضُ بما رحبت ، ويا بارئَ خلقي رحمةَ بي وكنتَ عن خلقي غنيّاً صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد ، وعلى المُستحفظينَ مِن آلِ محمّدٍ ثلاثاً ، ثمَّ تضعُ خدّكَ الأيسرَ على الأرضِ وتقول : يا مذلَّ كلِّ جبّار ، ويا معزَّ كلِّ ذليل ، قد وعزّتِك بلغَ [ بي ] مجهودي ثلاثاً ، ثمَّ تعودُ للسجودِ وتقول : مائةَ مرّةٍ " شكراً شكراً " ثمَّ تسألُ حاجتَك إن شاءَ الله. (مَن لا يحضرُه الفقيه: 1 / 329). وإسنادُ الصدوقِ الى عبدِ اللهِ بنِ جندبَ هو : محمّدٌ بنُ عليّ ماجيلويه (الذي أكثرَ منَ الروايةِ عنهُ مُترضّياً عليه) عن عليٍّ بنِ ابراهيم عن ابراهيمَ بنِ هاشم. ورواهُ الكُليني أيضاً بسندٍ صحيحٍ في الكافي: 3 / 325، والطوسيّ في مصباحِ المُتهجّد، ص238. الحديثُ السابع: روى الكلينيّ بسندٍ صحيحٍ، قالَ: عدّةٌ مِن أصحابِنا ، عن أحمدَ بنِ محمّدٍ البرقي ، عن أبي هاشمٍ داودَ بنِ القاسمِ الجعفري ، عن أبي جعفرٍ الثاني عليهِ السلام قالَ أقبلَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السلام ومعهُ الحسنُ بنُ عليٍّ عليهِ السلام وهوَ مُتّكئٌ على يدِ سلمانَ فدخلَ المسجدَ الحرام فجلسَ إذ أقبلَ رجلٌ حسنُ الهيئةِ واللباسِ فسلّمَ على أميرِ المؤمنينَ ، فردَّ عليهِ السلام فجلسَ ، ثمَّ قال : يا أميرَ المؤمنينَ أسألُكَ عن ثلاثِ مسائلَ إن أخبرتَني بهنَّ علمتُ أنَّ القومَ ركبوا مِن أمركَ ما قضى عليهم وأنهم ليسوا بمأمونينَ في دُنياهم وآخرتِهم وإن تكُن الأخرى علمتُ أنّكَ وهُم شرعٌ سواء .فقالَ لهُ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام سلني عمّا بدا لك ، قالَ : أخبِرني عن الرجلِ إذا نامَ أينَ تذهبُ روحُه وعن الرجلِ كيفَ يذكرُ وينسى ؟ وعن الرجلِ كيفَ يشبهُ ولدُه الأعمامَ والأخوال ؟ فالتفتَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السلام إلى الحسنِ فقالَ : يا أبا محمّدٍ أجِبه ، قالَ : فأجابَه الحسنُ عليهِ السلام فقالَ الرجلُ أشهدُ أن لا إلهَ إلّا الله ولم أزَل أشهدُ بها وأشهدُ أنَّ محمّداً رسولُ الله ولم أزَل أشهدُ بذلكَ وأشهدُ أنّكَ وصيُّ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله والقائمُ بحُجّتِه - وأشارَ إلى أميرِ المؤمنينَ - ولم أزَل أشهدُ بها وأشهدُ أنّكَ وصيُّه والقائمُ بحُجّتِه - وأشارَ إلى الحسنِ عليهِ السلام - وأشهدُ أنَّ الحُسينَ بنَ عليٍّ وصيُّ أخيهِ والقائمَ بحُجّتِه بعدَه وأشهدُ على عليٍّ بنِ الحُسين أنّهُ القائمُ بأمرِ الحُسين بعدَه وأشهدُ على محمّدٍ بنِ عليّ أنّهُ القائمُ بأمرِ عليٍّ بنِ الحُسين وأشهدُ على جعفرٍ بنِ محمّد بأنّهُ القائمُ بأمرِ محمّد وأشهدُ على موسى أنّهُ القائمُ بأمرِ جعفرٍ بنِ محمّد وأشهدُ على عليٍّ بنِ موسى أنّهُ القائمُ بأمرِ موسى بنِ جعفر وأشهدُ على محمّدٍ بنِ علي أنّه القائمُ بأمرِ عليّ بنِ موسى وأشهدُ على عليّ بنِ محمّد بأنّهُ القائمُ بأمرِ محمّدٍ بنِ علي وأشهُد على الحسنِ بنِ علي بأنّه القائمُ بأمرِ عليٍّ بنِ محمّد وأشهدُ على رجلٍ مِن ولدِ الحسنِ لا يُكنّى ولا يُسمّى حتّى يظهرَ أمرُه فيملأها عدلاً كما مُلئَت جوراً والسلامُ عليكَ يا أميرَ المؤمنين ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ، ثمَّ قامَ فمضى. فقالَ أميرُ المؤمنينَ : يا أبا محمّدٍ اتّبِعه فانظُر أينَ يقصدُ فخرجَ الحسنُ بنُ عليّ عليهما السلام فقالَ : ما كانَ إلّا أن وضعَ رجلَه خارجاً منَ المسجدِ فما دريتُ أينَ أخذَ مِن أرضِ الله ، فرجعتُ إلى أميرِ المؤمنينَ عليهِ السلام فأعلمتُه ، فقالَ : يا أبا محمّدٍ أتعرفُه ؟ قلتُ : اللهُ ورسولُه وأميرُ المؤمنينَ أعلم ، قالَ: هوَ الخضرُ عليهِ السلام . وحدّثني محمّدٌ بنُ يحيى ، عن محمّدٍ بنِ الحسنِ الصفّار ، عن أحمدَ بنِ أبي عبدِ الله ، عن أبي هاشمٍ مثله سواء. قالَ محمّدٌ بنُ يحيى : فقلتُ لمُحمّدٍ بنِ الحسن : يا أبا جعفرٍ وددتُ أنَّ هذا الخبرَ جاءَ مِن غيرِ جهةِ أحمدَ بنِ أبي عبدِ الله قالَ : فقالَ : لقد حدّثني قبلَ الحيرةِ بعشرِ سنين . (الكافي للكُليني: 1 / 545). ورواهُ الصدوقُ قالَ: حدّثنا أبي ومحمّدٌ بنُ الحسنِ بنِ أحمد بنِ الوليدِ رضيَ اللهُ عنهما قالا : حدّثنا سعدٌ بنُ عبدِ اللهِ وعبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ الحميري ومحمّدٌ بنُ يحيى العطّار وأحمدُ بنُ إدريسَ جميعاً قالوا : حدّثنا أحمدُ بنُ أبي عبدِ اللهِ البُرقي قالَ : حدّثنا أبو هاشمٍ داودُ بنُ القاسم الجعفري. (عيونُ أخبارِ الرّضا: 1 / 67، وكمالُ الدين، ص313). ورواهُ النعماني قالَ: أخبرنا عبدُ الواحدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ يونسَ الموصلي ، قالَ : حدّثنا محمّدٌ بنُ جعفر ، قالَ : حدّثنا أحمدُ بنُ محمّدٍ بنِ خالد ، قالَ : حدّثنا أبو هاشمٍ داودُ بنُ القاسمِ الجعفري. (الغيبةُ للنعماني، ص66). ورواهُ الطبري قالَ: وحدّثني أبو المُفضّلِ محمّدٌ بنُ عبدِ الله قالَ : حدّثني أبو النجمِ بدر بنُ الطبرستاني قالَ : حدّثني أبو جعفرٍ محمّدٌ بنُ علي قالَ : رويَ عن أبي جعفرٍ الثاني (عليهِ السلام). (دلائلُ الإمامةِ للطبري، ص174). وروى عليٌّ بنُ ابراهيمَ قطعةً منهُ في تفسيرِه عن أبيهِ عن أبي هاشمٍ داود بنِ القاسمِ الجعفري عن الإمامِ الجواد (ع). (تفسيرُ القمّي: 2 / 249). وقالَ الكراجكي: ومِن ذلكَ حديثُ الخضرِ (ع) ومجيئُه إلى أميرِ المؤمنينَ (ع) وسؤالهُ عن مسائلَ وأمرُه لولدِه الحسنِ (ع) بالإجابةِ عنها فأجابَ فأعلنَ الخضرُ (ع) بحضرةِ الجماعةِ الإقرارَ باللهِ وبرسولِه و بأميرِ المؤمنينَ والأئمّةِ الإثني عشرَ مِن بعدِه واحداً واحداً بأسمائِهم والحديثُ مشهورٌ بينَ الشيعةِ مُجمعٌ على صحّتِه عندَ الطائفةِ الإماميّةِ أخبرَنا الشيخُ المفيدُ أبو عبدِ اللهِ محمّدٌ بنُ محمّدٍ بنِ النعمان قالَ أخبرَنا الشيخُ أبو القاسمِ جعفرٌ بنُ محمّدٍ بنِ قولويه وأبو الحُسينِ محمّدٌ بنُ محمّدٍ بنِ الحسنِ بنِ الوليد جميعاً عن محمّدٍ بنِ يعقوبَ عن عدّةٍ مِن أصحابِنا عن أحمدَ بنِ محمّدٍ بنِ عيسى عن البُرقي عن أبي هاشمٍ داود بنِ القاسمِ الجعفري عن أبي جعفرٍ الثاني (ع). (الاستنصارُ للكراجكي، ص31)الحديثُ الثامن: روى الصدوقُ بسندٍ صحيحٍ قال: حدّثنا أبي رضيَ اللهُ عنه قال : حدّثنا سعدٌ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي خلف قالَ : حدّثني يعقوبُ بنُ يزيد ، عن حمّادَ بنِ عيسى ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسكان ، عن أبانَ بنِ تغلب ، عن سُليمٍ بنِ قيسٍ الهلالي ، عن سلمانَ الفارسي رحمَه الله قالَ : دخلتُ على النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله وإذ الحسينُ عليهِ السلامُ على فخذيه وهوَ يقبّلُ عينيهِ ويلثمُ فاه ، وهوَ يقول : أنتَ سيّدٌ ابنُ سيّد ، أنتَ إمامٌ ابنُ إمام أبو الأئمّة ، أنتَ حُجّةٌ ابنُ حُجّة أبو حُججٍ تسعةٍ مِن صُلبك ، تاسعُهم قائمُهم. (الخصالُ للصّدوق، ص475، كمالُ الدين، ص262) ورواهُ الجوهريّ بسندِه عن شهرٍ بنِ حوشب ، عن سلمانَ الفارسي قال : كنّا مع رسولِ الله صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلمّ والحسينُ بنُ عليّ عليهما السلام على فخذِه ، إذ تفرّسَ في وجهِه وقالَ : يا أبا عبدِ الله أنتَ سيّدٌ مِن سادة ، وأنَت إمامٌ بنُ إمام ، أخو إمامٍ أبو أئمّةٍ تسعة تاسعُهم قائمُهم ، أعلمُهم أحكمُهم أفضلهم. (مقتضبُ الأثر للجوهري، ص8 – 9).ويؤيّدُه: ما رواهُ الخزّارُ القمّي بسندِه عن زيدٍ بنِ عليّ عن أبيهِ عليٍّ بنِ الحسينِ ، عن عمّتِه زينبَ بنتِ عليّ عليهِ السلام ، عن فاطمةَ عليها السلام قالَت : كانَ دخلَ إليَّ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم عندَ ولادَتي الحُسينَ عليهِ السلام ، فناولتُه إيّاه في خرقةٍ صفراء ، فرمى بها وأخذَ خرقةً بيضاء ولفّه فيها ثمَّ قال : خُذيه يا فاطمة فإنّه إمامٌ ابنُ إمام أبو الأئمّةِ التسعةِ ، مِن صُلبهِ أئمّة أبرارٌ والتاسعُ قائمهم . (كفايةُ الأثرِ للخزّارِ القمّي، ص194). وما رواهُ الخزّارُ القمّي بسندِه عن عطيّةَ العوفي ، عن أبي سعيدٍ الخدري قالَ : سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم يقولُ للحُسينِ عليهِ السلام : أنتَ الإمامُ ابنُ الإمامِ وأخو الإمام ، تسعةٌ مِن صُلبكَ أئمّةٌ أبرار والتاسعُ قائمُهم . (كفايةُ الأثرِ للخزّار القمّي، ص28). وما رواهُ الخزّار بسندِه عن نصرٍ بنِ مزاحم ، قالَ حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ إبراهيم ، قالَ حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن عليٍّ ابنِ الحُسين ، عن الحسينِ بنِ عليٍّ عليهم السلام ، قالَ كانَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم يقولُ فيما بشّرني به : يا حسينُ أنتَ السيّدُ ابنُ السيّدِ أبو السادةِ تسعةٌ مِن ولدِك أئمّةٌ أمناء التاسعُ قائمُهم أنتَ الإمامُ ابنُ الإمامِ أبو الأئمّةِ تسعةٌ مِن صُلبِك أئمّةٌ أبرار والتاسعُ مهديّهم يملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً يقومُ في آخرِ الزمانِ كما قمتُ في أوّله . (كفايةُ الآثر، ص176). وما رواهُ المفيدُ، قالَ: أبو جعفرٍ محمّدٌ بنُ أحمد العلوي قالَ : حدّثني أحمدُ بنُ عليّ بنِ إبراهيمَ بنِ هاشمٍ عن أبيه ، عن جدّه إبراهيمَ بنِ هاشم ، عن حمّاد بنِ عيسى ، عن أبيه ، عن الصادقِ عليهِ السلام قالَ : قال سلمانُ الفارسي - رحمةُ اللهِ عليه - : رأيتُ الحسينَ بنَ عليّ صلواتُ اللهِ عليهما في حِجرِ النبي صلّى اللهُ عليهِ وآله وهوَ يُقبّلُ عينيه ويلثمُ شفتيه ويقولُ : أنتَ سيّدٌ بنُ سيّد أبو سادة ، أنتَ حُجّةٌ ابنُ حُجّة أبو حُجج ، أنتَ الإمامُ ابنُ الإمامِ أبو الأئمّةِ التسعةِ مِن صُلبك ، تاسعُهم قائمُهم. (الاختصاصُ للمُفيد، ص207). وغيرُها منَ الأحاديثِ الكثيرة.
اترك تعليق