ما المُرادُ مِن مقطعِ زيارةِ الإمامِ المهديّ (عج) السّلامُ عليكَ يا شريكَ القرآن؟
السلامُ عليكُم ورحمة الله،
هذه العبارةُ مُستفادةٌ مِن حديثِ الثقلينِ الثابتِ عن رسولِ اللهِ (ص) أنّه قالَ: تركتُ فيكم ما إن تمسّكتُم بهِ لن تضلّوا كتابَ اللهِ وعترتي أهلَ بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.
وفي حديثٍ آخرَ صحيحٍ عن النبيّ (ص) أنّه قال: المهديُّ مِن عترتي مِن ولدِ فاطمة.
ومِن هنا فحديثُ الثقلينِ يأمرُنا ويحثّنا – معاشرَ المُسلمين - على اتّباعِ العترةِ - الذينَ هُم أئمّةُ أهلِ البيتِ عليهم السلام - والتمسّكِ بأقوالِهم وأفعالِهم، فهم القرآنُ الناطق، لذا قرنَهم النبيّ (ص) بالقرآنِ العظيمِ وضمِنَ لمَن تمسّكَ بهم الأمنَ منَ الضلال، إذ إنّ كلَّ واحدٍ منَ العترةِ ومنهم الحجّةُ المهديّ المُنتظر (عج) يُعـدُّ شريكَ القرآنِ مِن جهةِ العبارةِ التي نصّها: (وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض)، إذ أفادَت هذهِ الفقرةُ منَ الحديثِ بوجودِ تلازمٍ واقترانٍ صريحٍ بينَ القرآنِ العظيمِ والعترةِ الطاهرة، ذلكَ بأنّ معنى (لن يفترقا)، إنّهما لن يفترقا مِن حيثُ معنى الكلامِ المقصودِ منهما، إذ ما دامَ المرادُ منَ التمسّكِ بالقرآنِ العظيم هوَ الأخذُ بتعاليمِه، فكذلكَ التمسّكُ بالعترةِ الطاهرةِ مِن أهلِ البيتِ هوَ الأخذُ بتعاليمِهم، إذ إنّ تعاليمَهم هيَ نفسُها التعاليمُ المأخوذةُ منَ القرآنِ العظيم، فهُما - إذن - مِن هذهِ الجهةِ يُعَـدّان شيئاً واحداً، فلذا كلُّ ما يثبتُ للقرآنِ العظيمِ يثبتُ لشريكِه وقرينِه منَ العترةِ الطاهرة. فافهَم وتبصّر.
اترك تعليق