كيفَ يتمُّ غسل وتكفين الائمة(ع) بعد رجوعهم مع الامام المهدي (عج)؟
1065ـ الأئمّةُ المعصومونَ (عليهم السلام) لمّا يرجعوا بعدَ الإمامِ المهديّ أيضاً يموتونَ، إذا ماتوا كيفَ يتمُّ غسلُهم وتكفينُهم معَ أنّ المعصومَ لا يُغسّلُه إلّا معصوم؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،لإيضاحِ الجوابِ ينبغي تمهيدُ مقدّمةٍ في بيانِ أمورٍ ثلاثة: الأوّل: وردَت الرواياتُ أنّ المعصومَ لا يلي أمرَه إلّا المعصومُ، وهيَ رواياتٌ مُستفيضة، وردَت بألسنةٍ مُتعدّدة، كـ« الصدّيقُ لا يغسّلُه إلّا الصدّيق » [الكافي ج1 ص459، عللُ الشرائع ج1 ص184]، « الإمامُ لا يلي أمرَه إلّا الإمام » [اختيارُ معرفةِ الرّجال ج2 ص764، إثباتُ الوصيّة ص207]، « لا يلي الوصيَّ إلّا الوصيّ » [الكافي ج8 ص206، تفسيرُ العيّاشي ج2 ص281]، « الأئمّةُ يغسّلُ بعضُهم بعضاً » [إثباتُ الوصيّة ص198]، « الإمامُ لا يغسّلُه إلّا الإمام » [الكافي ج1 ص382]، وغيرُ ذلك. الثاني: البراهينُ الدالّةُ على عدمِ خلوِّ الأرضِ منَ الحُجّةِ والإمام، وقد جاءَت في ذلكَ رواياتٌ كثيرةٌ بألسنةٍ متنوّعة، كـ« لو بقيَت الأرضُ بغيرِ إمامٍ لساخت » [بصائرُ الدرجاتِ ص508، الإمامةُ والتبصرةُ ص30، الكافي ج1 ص179، عللُ الشرائع ج1 ص196]، « لو أنّ الإمامَ رُفعَ منَ الأرضِ ساعةً لماجَت بأهلِها كما يموجُ البحرُ بأهلِه » [بصائرُ الدرجات ص508، الكافي ج1 ص179]، « لو لم يبقَ في الأرضِ إلّا اثنانِ لكانَ أحدُهما الحُجّة » [بصائرُ الدرجات ص507، الإمامةُ والتبصرة ص28، الكافي ج1 ص179، عللُ الشرائع ج1 ص197]، « لو لم يبقَ في الأرضِ إلّا اثنانِ لكانَ أحدُهما الحُجّة، ولو ذهبَ أحدُهما بقيَ الحُجّة » [بصائرُ الدرجات ص508]، « إنَّ آخرَ مَن يموتُ الإمام، لئلّا يحتجَّ أحدٌ على اللهِ (عزّ وجلّ) أنّهُ تركَه بغيرِ حُجّةٍ للهِ عليه » [الكافي ج1 ص180، الإمامةُ والتبصرة ص30، عللُ الشرائع ج1 ص196]، وغيرُها. الثالثُ: زمانُ الرجعةِ يمتدُّ مِن ظهورِ الإمامِ المُنتظر (عجّلَ اللهُ فرجه) إلى آخرِ الدنيا، وهيَ عدّةُ أضعافِ عُمرِ الدّنيا من زمنِ النبي آدمَ (عليهِ السلام) إلى ظهورِ الإمامِ (عجّلَ اللهُ فرجَه)، ويرجعُ النبيُّ الأكرمُ (صلّى اللهُ عليه وآله) والأئمّةُ (عليهم السلام)، تارةً بشكلٍ مُتعاقبٍ وأخرى بشكلٍ مجموعي. إذا عرفتَ هذا نقول: مفادُ الأمرِ الأوّلِ أنّ الإمامَ لا يلي أمرَه إلّا الإمام، ومفادُ الأمرِ الثاني عدمُ خلوِّ الأرضِ منَ الحُجّةِ وإلّا لساخَت ولقامَت ساعتُها وقيامتُها، ومفادُ الأمرِ الثالث أنّ زمانَ الرّجعةِ ليسَ قصيراً كما قد يُتوهَّمُ بل يمتدُّ إلى آخرِ الدنيا، ويتعاقبُ الأئمّةُ والمعصومونَ (عليهم السلام) في الرجوعِ للدّنيا، وحينئذٍ يظهر: أنّ المعصومَ الذي يرحلُ عن الدنيا في زمانِ الرجعةِ يلي أمرَه المعصومُ الذي يرجعُ إلى الدنيا، فيغسلهُ ويُكفّنُه ويدفنُه، وهكذا.. إلى أن يشاءَ اللهُ أن يقيمَ الساعة، فيكونُ آخرُ مَن يموت هو الإمامُ المعصوم فلا يكونُ بعدَه أحدٌ منَ البشر، وحينَها ينتهي عمرُ الدنيا وتقومُ الساعة. والحمدُ للهِ ربّ العالمين.
اترك تعليق