هل القنوتُ في صلاةِ الصُّبحِ بدعةٌ ؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،أمّا رأيُ الشيعةِ الإماميّةِ فالقنوتُ عندَهم مُستحبٌّ في صلاةِ الصُّبحِ وغيرِها كما هوَ واضحٌ في كتبِهم الاستدلاليّةِ وفتاواهم التي ذكروها في الرسائلِ العمليّة، وأمّا بقيّةُ المذاهبِ الإسلاميّةِ فالقنوتُ عندَهم جائزٌ فقط عندَ النوازلِ. أي إذا نزلَت فيهم نازلةٌ ما جازَ القنوت، وأمّا إذا لم تكُن هناكَ نازلةٌ فقد اختلفوا في ذلكَ، فالأحنافُ لا يجيزونَ ذلكَ وأمّا الشافعيّةُ والمالكيّةُ فيجيزونَ، وأمّا الذينَ أفتوا بأنّ القنوتَ بدعةٌ في صلاةِ الصّبحِ فهُم مِن رؤوسِ الوهابيّةِ مِن أمثالِ ابنِ باز ونحوه، ولا عجبَ مِن ذلكَ لأنّ ديدنَ هؤلاءِ التكفيرُ والتبديعُ لكثيرٍ منَ المسائلِ كما هوَ معروفٌ عنهم، معَ أنّ مسألةَ القنوتِ لا تستدعي ذلك، لأنّ حقيقةَ القنوتِ إنّما هوَ دعاء، والأمرُ فيه سهلٌ، خصوصاً إذا كانَ السّؤالُ يُوجّهُ إلى أهلِ العلم مِن بقيّةِ المذاهبِ الإسلاميّةِ الأخرى، وأمّا إذا وجّهَ السؤالُ إلى الوهابيّةِ فسوفَ تتعقّدُ المسألة، ويكونُ السّائلُ في حيرةٍ مِن أمرِه، لأنّ هؤلاءِ قد سلكوا مسلكاً بعيداً عن مسلكِ أهلِ العلمِ كما هوَ معروفٌ. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق