ما معنى (ولا تُمسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعتَدُوا)؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،هذهِ الآيةُ الكريمةُ وردَت في كتابِ اللهِ تعالى في سورةِ البقرة. قالَ تعالى: {وَإِذَا طَلَّقتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمسِكُوهُنَّ بِمَعرُوفٍ أَو سَرِّحُوهُنَّ بِمَعرُوفٍ وَلَا تُمسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعتَدُوا وَمَن يَفعَل ذَلِكَ فَقَد ظَلَمَ نَفسَه} [البقرة: 231]. وموردُ هذه الآيةِ هوَ النهيُ والتحذيرُ مِـمّا كان يفعلهُ بعضُ رجالِ المُسلمين معَ نسائهِم المُطلّقاتِ في أجلِ عدّةِ الطلاق، إذ كانَ المُطلِّقُ يتركُ المُعتدّةَ حتّى يُشارفَ الأجلُ، ثُمَّ يُراجعُها ليطوّلَ العدّةَ عليها، وليسَ لهُ فيها حاجةٌ، فَنُهِيَ عن ذلكَ بهذهِ الآية. وقد أكّدَ ذلكَ أئمّةُ أهلِ البيتِ عليهم السلام طِبقاً للرّواياتِ الواردةِ عنهم، التي مِنها ما وردَ في كتابِ مَن لا يحضرُه الفقيهُ للصّدوق (ره) (3/501 )، إذ قالَ: روى المُفضّلُ بنُ صالح ، عن الحلبيّ، عن أبي عبدِ اللَّه - عليه السّلام - قالَ : سألتُه عن قولِ اللَّه - عزّ وجلّ : « ولا تُمسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعتَدُوا . » . قالَ : الرّجلُ يطلَّقُ حتّى إذا كادَت أن يخلو أجلُها راجعَها، ثمّ طلَّقها، يفعلُ ذلكَ ثلاثَ مرّات. فنهى اللَّهُ - عزّ وجلّ - عن ذلك. وفي كتابِ مَن لا يحضرُه الفقيهُ أيضاً ( 1/501 ) قالَ: روى البزنطيّ، عن عبدِ الكريمِ بنِ عمرو، عن الحسنِ بنِ زياد ، عن أبي عبدِ اللَّه - عليهِ السّلام - قالَ : لا ينبغي للرّجلِ أن يُطلَّقَ امرأتَه ، ثمّ يراجعها، وليسَ له فيها حاجةٌ ثمّ يطلَّقَها . فهذا الضّرارُ الَّذي نهى اللَّهُ عنه إلَّا أن يُطلَّقَ ثمّ يراجعُها وهو ينوي الإمساك . « ومَن يَفعَل ذلِكَ فَقَد ظَلَمَ نَفسَهُ » بتعريضِها للعقاب. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق