ما الفارق بين تقرير المعصوم (ع) والتقية؟

الجواب :

السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،

منَ المعلومِ أنَّ السنّةَ هيَ « قولُ المعصومِ وفعلُه وتقريرُه »، والفارقُ بينَ قولِ المعصومِ (عليهِ السلام) وفعلِه وبينَ تقريرِه: أنَّ القولَ والفعلَ صادرانِ عن المعصومِ نفسِه، بينَما التقريرُ هوَ أن يكونَ القولُ أو الفعلُ صادِراً عن غيرِ المعصومِ بمحضرِه الشريف، فيسكتُ عنهُ مع توجّهِه إليهِ وعلمِه به، ويشترطُ أن يكونُ المعصومُ بحالةٍ يسعُه تنبيهُ الفاعلِ لو كانَ مُخطِئاً. 

فسكوتُ المعصومِ عن البيانِ والتنبيهِ يُسمّى تقريراً للفعل، وإقراراً عليه، وإمضاءً له؛ لأنّ سكوتَ المعصومِ عن البيانِ ظاهٌر في إقرارِه لهُ على قولِه أو فعلِه؛ إذ لو كانَ كلامُ الغيرِ ليسَ صحيحاً بأن كانَ مُحرّماً أو فيهِ خللٌ لكانَ على المعصومِ ردعُه ونهيُه عنهُ وإرشادُه إلى الصّواب، وذلكَ مِن بابِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المُنكَر وإرشادِ الجاهلِ وتعليمِه. 

ومنَ الواضحِ أنَّ التقيّةَ ـ حينئذٍ ـ تُعتبرُ إحدى الموانعِ عن استكشافِ إمضاءِ المعصومِ مِن سكوتِه؛ لأنّه يشترطُ في التقريرِ أن يكونَ بوسعِ المعصومِ البيانُ لكنَّه لا يبيّنُ، فإنّه في حالةِ التقيّةِ والخوفِ والضررِ لا يسعُ المعصومَ البيانُ والرّدع، لهذا تكونُ التقيّةُ مانعةً عن استكشافِ رضا المعصومِ وإمضائِه فيما لو سكتَ عن فعلِ الغير. 

إذَن: التقيّةُ تعدُّ إحدى الموانعِ عن استكشافِ إمضاءِ المعصومِ وتقريرِه مِن سكوتِه عن قولِ أو فعلِ الغيرِ فيما لو كانَ الظرفُ ظرفَ تقيّةٍ.