ماهو مناط حب الإمام علي (ع) ؟

ماهو مناط حب الإمام علي (ع) الذي ذكره في نهج البلاغة؟

الجواب :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

جاءَ في نهجِ البلاغةِ في الحكمةِ رقم ١١٧: (هلكَ فيَّ رجلان: محبٌّ غالٍ، ومُبغِضٌ قال)، وفي الحكمةِ رقم ٤٦٩: (يهلكُ فيَّ رجلان: محبٌّ مُفرّط وباهتٌ مُفتَر)، وجاءَ في الخُطبةِ رقم١٢٥: (سيهلكُ فيَّ صِنفان: محبٌّ مُفرّط، يذهبُ بهِ الحبُّ إلى غيرِ الحق، ومُبغِضٌ مُفرّطٌ يذهبُ به البُغضُ إلى غيرِ الحق. وخيرُ الناسِ فيَّ حالاً النمطُ الأوسطُ فالزموه)، وبذلكَ يكونُ أميرُ المؤمنينَ (عليهِ السلام) قد جعلَ مناطَ حُبِّه يقعُ وسطاً بينَ الإفراطِ والتفريط.

 والمرادُ بالغلوِّ هوَ تجاوزُ الحدِّ في الحبِّ كمَن يدّعي ما لا يصحُّ ادّعاؤه فيه، كادّعاءِ حلولِ اللاهوتِ فيه، ففي الحديثِ عن رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله): واللهِ، لولا أنّي أشفقُ أن تقولَ طوائفٌ مِن أمّتي فيكَ ما قالَت النّصارى في ابنِ مريم، لقلتُ فيكَ اليومَ مَقالاً لا تمرُّ بأحدٍ منَ الناسِ إلّا أخذوا الترابَ مِن تحتِ قدميكَ للبركة)، فقد بيّنَ هذا الحديثُ بعضَ مظاهرِ الغلوّ وهوَ القولُ في عليّ (عليهِ السلام) ما قالَت النصارى في عيسى بنِ مريم (عليهِ السلام)، وقد حدثَ ذلكَ بالفعل حيثُ ألهَته بعضُ الطوائفِ المُنحرفة.

والمرادُ منَ المُبغضِ القالي هوَ المُمعِنُ في الجفاءِ والناصبُ لهُ العداءَ مثلَ الخوارجِ الذينَ ما زالَت بقاياهُم إلى اليوم، كما يشملُ أيضاً كلَّ مَن يتحاملُ عليه ويتعصّبُ ضدَّه وينكرُ فضائلَه.