مَن هيَ زرقاءُ اليمامة؟

مَن هيَ زرقاءُ اليمامة، وهل فعلاً لها محاولةٌ لاغتيالِ السيّدةِ آمنة بنتِ وهب (ره)؟

الجواب :

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،

زرقاءُ اليمامةِ شخصيّةٌ عربيّةٌ جاهليّة، نجديّةٌ مِن جديس مِن أهلِ اليمامة، ويقالُ أنّها كانَت تُبصرُ الشَعَرةَ البيضاءَ" في اللبنِ وترى الشخصَ مِن على يومٍ وليلة. وسُمّيَت بزرقاءِ اليمامةِ لزُرقةِ عينيها، وهيَ امرأةٌ يهوديّةٌ ذاتُ بصيرةٍ وكهانةٍ وعلمٍ منَ التوراةِ بمبعثِ النبيّ العربيّ (ص)، كانَت زرقاءُ اليمامةِ سيّدةَ قومِها لجبروتِها واستبدادِها وقتلِها لمَن يخالفُ أمرَها أو يعارضُها وقد كانَت ذاتَ إبلٍ وأموالٍ وجواهرَ هائلةٍ!

‏علمَت الزرقاءُ بقُربِ مولدِ النبيّ العربيّ (ص)، واستشارَت الكاهنَ سطيح وأخبرَته بعزمِها على قتلِ آمنةَ بنتِ وهب وهيَ حاملٌ بالنبيّ (ص)، فأخبرَها سطيحٌ أنّه محالٌ، فمعَه الأملاكُ والأفلاك، وهوَ يقصدُ أنَّ النبيّ (ص) محروسٌ بربِّه والملائكةِ، ولكنّها أصرّت وذهبَت إلى مكّةَ وأغدقَت الأموالَ على الناسِ وقابلَت عبدَ المُطّلِب وأبو طالب وهنّأتهم بالنبيّ القادمِ مَكراً.

‏ثمَّ قامَت بالبحثِ عن آمنةَ فأخبروها بأنّهُ محظورٌ على الجميعِ مقابلتُها سوى أقربائها وماشطتِها (ماشطةَ شعرِها)!

‏فذهبَت زرقاءُ اليمامةِ إلى ماشطةِ آمنةَ وأغدقَت عليها الهدايا وأغرَتها بعشرينَ جملاً مُحمّلاً إن هيَ نفّذَت أمرَها في آمنة!!!

‏وكانَ اسمُ الماشطةِ تكنى، ولكنّها رفضَت! فزادَت الزرقاءُ بعددِ الجِمال!

‏فوافقَت تكنى بشرطِ أن تعرفَ حيلةَ الخلاصِ مِن بني هاشم إذا سمِعوا صوتَ آمنة!!

‏فطمأنَتها الزرقاءُ وقالَت سأعملُ وليمةً وأنحرُ الإبلَ والبقرَ وأجمعُ الناسَ وأمنحُ للجميعِ الخمرَ وتُضرَبُ الدفوف ! فاستأمنَت تكنى للخطّةِ! فأعطَتها الزرقاءُ خنجراً مسموماً بسمٍّ سريعِ المفعول اشترَته بغالي الأثمان! فأخذَته تكنى وذهبَت إلى آمنة، فقالَت آمنة: هل سبقَ وزجرتُك أو آذيتُك لتتأخّري عنّي! فقالَت لا يا مولاتي، فأعطَتها ظهرَها لتُمشّطَ شعرَها، فأخرجَت الخنجرَ؛ فضربَ يدَها جبريلُ عليهِ السلام، فطارَ الخنجرُ بالجدارِ فصاحَت آمنة، ووقعَت تكنى مغشيّاً عليها!

‏فأقبلَ عبدُ الله والدُ الرسولِ وجدُّه وعمُّه عليهِ السلام ولم يعلموا بموضوعِ الزّرقاءِ حتّى أفاقَت تكنى وأخبرَتهم فركبوا خيلَهم ولكِن بعدَ أن هربَت الزرقاء!.

وبعد: فهذهِ قصّةُ زرقاءِ اليمامةِ باختصار، ومَن أرادَ المزيدَ والتفصيل، فليرجِع إلى [كتابِ بحارِ الأنوارِ للعلّامةِ المجلسيّ (ج15/ص301 – 318)]. ودمتُم سالِمين.