53

هل يرجع الإمام المهدي(عج) في الرجعة بعد استشهاده ؟

الجواب :

السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، 

لم نعثُر على روايةٍ تنصُّ على رجعةِ الإمامِ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه) بالخصوصِ في زمانِ الرجعةِ بعدَ أن يرحلَ عَن الدنيا، ولكِن تُوجدُ جملةٌ منَ الرواياتِ التي يمكنُ أن يُستفادَ مِنها أنّه (عجّلَ اللهُ فرجَه) ممَّن يرجعُ إلى الدنيا..

مِنها: الرواياتُ الواردةُ في أنَّ الرجعةَ ثابتةٌ لكلِّ مَن محضَ الإيمانَ مَحضاً، ومنَ الواضحِ أنّها تصدقُ على الإمامِ (عجّلَ اللهُ فرجه)، ففي الروايةِ عن أبي عبدِ الله (عليهِ السلام): « إنَّ الرجعةَ ليسَت بعامّة، وهيَ خاصّةٌ، لا يرجعُ إلّا مَن محض الإيمانَ مَحضاً أو محضَ الشركَ مَحضاً ». [مختصرُ بصائرِ الدرجات ص24]، وفي روايةٍ أخرى عنه (عليهِ السلام): « ليسَ أحدٌ منَ المؤمنينَ قُتلَ إلّا ويرجعُ حتّى يموت، ولا يرجعُ إلّا مَن محضَ الإيمانَ مَحضاً ومحضَ الكُفرَ محضاً ». [مختصرُ بصائرِ الدرجات ص43]، وغيرُها.

ومِنها: الرواياتُ الواردةُ في أنّ ثبوتَ الرجعةِ للأئمّة (عليهم السلام)، وهوَ عامٌّ يشملُ صاحبَ العصرِ والزمان (عجّلَ اللهُ فرجَه)، وهيَ رواياتٌ كثيرة، مِنها ما رويَ في [تفسيرِ القُمّي ج2 147] عن الإمامِ السجّادِ (عليهِ السلام) ـ في قولِه تعالى: {إنَّ الذي فرضَ عليكَ القرآنَ لرادُّكَ إلى معاد} قالَ: « يرجعُ إليكُم نبيّكم وأميرُ المؤمنينَ والأئمّة ».

ومِنها: ما وردَ في زيارةِ آلِ ياسين، الصادرةِ عن الناحيةِ المُقدّسةِ (عجّلَ اللهُ فرجَه)؛ إذ وردَ فيها ـ كما في [المزارِ الكبيرِ للمَشهدي ص570] ـ: « أُشهدُكَ يا مولاي أنّي أشهدُ أن لا إلهَ إلّا الله، وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمّداً عبدُه ورسوله، لا حبيبَ إلّا هوَ وأهلُه، وأنَّ أميرَ المؤمنينَ حُجّتُه، وأنّ الحسنَ حُجّتُه وأنَّ الحُسينَ حُجّته.. » إلى أن يقولَ: « وأنَّ الحسنَ بنَ عليٍّ حُجّتُه، وأنتَ حُجّته، وأنَّ الأنبياءَ دعاةٌ وهداةُ رشدكم، أنتُم الأوّلُ والآخرُ وخاتمتُه، وأنَّ رجعتَكم حقٌّ لا شكَّ فيها، يومَ لا تنفعُ نفساً إيمانُها لم تكُن آمنَت مِن قبل، أو كسبَت في إيمانِها خيراً، وأنَّ الموتَ حقّ.. ». 

وهذهِ الزيارةُ ظاهرةٌ وواضحةُ الدلالةِ على أنَّ الإمامَ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه) ممَّن يرجعُ إلى الدنيا؛ إذ وردَ فيها: « وأنَّ رجعتَكم حقٌّ لا شكَّ فيها »، وهذا خطابٌ لسائرِ المعصومينَ (عليهم السلام) أثناءَ الخطابِ لصاحبِ العصرِ والزمان (عجّلَ اللهُ فرجَه)، فإنَّ أصلَ الزيارةِ للإمامِ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه) وفي أثنائِها تحوّلَ الخطابُ لسائرِ المعصومينَ (عليهم السلام) ومِن جُملتِهم المهديُّ (عجّلَ اللهُ فرجه)؛ بدلالةِ الشهادةِ له بالحُجّيّةِ في قوله: « وأنَّ الحسنَ بنَ عليّ حُجّتُه، وأنتَ حُجّتُه »، ثمَّ يقول: « أنتُم الأوّلُ والآخرُ وخاتمتُه، وأنَّ رجعتَكم حقٌّ لا شكَّ فيها ».