61

ما هو الفرق بين الرواية والحديث ؟

الجواب :

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،

الجوابُ: إنَّ المعروفَ بينَ جُمهورِ أهلِ العلم منَ المُحدِّثينَ مِن جميعِ المذاهبِ الإسلاميَّةِ (السُّنَّةِ والشِّيعةِ) أنَّهم لا يُفرّقونَ بينَ هذهِ المُصطلحاتِ، فهيَ عندَهم مترادفةٌ، أي: أنَّها بمعنىً واحدٍ في الاستعمالِ، فيصحُّ أن تقولَ على سبيلِ المثالِ: وردَ في حديثٍ كذا وكذا، أو وردَ في خبرٍ كذا وكذا، أو وردَ في روايةٍ كذا وكذا. وكذلكَ في مقامِ الجرحِ والتعديل ، فإنّكَ ترى أهلَ العلمِ في مُصنّفاتِهم يستعملونَ عبارةَ: هذا المُحدّثُ ثقة أو ضعيف، وتارةً هذا الراوي ثقةٌ أو ضعيف.

ولكنَّ بعضَ المُصنِّفينَ في علمِ الحديثِ منَ المُتأخِّرينَ حاولَ أن يوجدَ اختلافاً بينَ هذهِ المُصطلحاتِ، فقالَ: إنَّ الحديثَ هوَ خصوصُ القولِ الصّادرِ عنِ المعصومِ ( نبيّاً كانَ المعصومُ أم إماماً من أئمَّةِ أهلِ البيتِ - عليهمُ السَّلامُ -)، وإنَّ الخبرَ هوَ خصوصُ القولِ الصّادرِ عن غيرِ المعصومِ، وإنَّ الروايةَ هيَ الخبرُ المُنتهي إلى المعصومِ (ع)، ولذا قيلَ لمَن يشتغلُ بالتَّواريخِ: الأخباريُّ، ولمَن يشتغلُ بالسُّنَّةِ: المُحدِّثُ. [ينظر: دروسٌ في علمِ الدرايةِ للشيخِ أكرم بركات العامليّ، ص23 وما بعدَها، ومقياسُ علمِ الروايةِ للشيخِ علي أكبر المازندرانيّ، ص35 وما بعدَها].

ولا يترتّبُ على هذا الاختلافِ شيءٌ ما، لأنّكَ تجدُ كثيراً منَ المُحدِّثينَ والفقهاءِ يستعملونَ الخبرَ والروايةَ والحديثَ بمعنىً واحدٍ، سواءٌ كانَ ذلكَ في كلامِهِم أم في مصنَّفاتِهِم. ودمتُم سالِمينَ.