62

ماهي صفات الصديق وكم مره ذكر الصديق في القرآن؟

الجواب :

الجوابُ:

الصديقُ لُغةً هوَ مَن صدقَ في مودّتِه لك.

قالَ الراغبُ: والصداقةُ: صدقُ الاعتقادِ في المودّةِ، وذلكَ مُختصٌّ بالإنسانِ دونَ غيرِه ((مفرداتُ ألفاظِ القرآن (1/ 575)).

أمّا صفاتُ الصديق: 

فهيَ أن يكونَ نصوحاً لصديقِه مُخلصاً له بارّاً به حافظاً له في سِرّهِ وعلانيتِه، قالَ أميرُ المؤمنين عليهِ السلام: (لاَ يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلاَث: فِي نَكبَتِهِ، وَغَيبَتِهِ، وَوَفَاتِهِ). نهجُ البلاغة (31/ 7)

وقالَ عليهِ السلام: (مَن دعاكَ إلى الدارِ الباقيةِ وأعانكَ على العملِ، فهوَ الصديقُ الشفيق). غررُ الحِكم و دُررُ الكلم (ص: 290).

وقالَ الإمامُ الحسنُ بنُ علي عليهما السلام: ( اِصحَب مَن إذا صحبتَه زانَك، وإذا خدمتَه صانَك، وإذا أردتَ منهُ معونةً أعاَنك، وإن قُلتَ صدّقَ قولَك، وإن صُلتَ شدَّ صولك، وإن مددتَ يدَك بفضلٍ مدّها، وإن بدَت عنكَ ثلمةٌ سدّها، وإن رأى منكَ حسنةً عدّها، وإن سألتَه أعطاكَ، وإن سكتَّ عنهُ إبتداك، وإن نزلَت إحدى المُلمّاتِ بهِ ساءك). ميزانُ الحِكمة - الريشهري (5/ 189)

قالَ الشاعر:

صاحِب أخا ثقةٍ تحضى بصُحبتِه

          فالطبعُ مُكتسبٌ مِن كلِّ مصحوب

كالريحِ أخذةٌ ممّا تمرُّ به

          نتناً منَ النتنِ أو طيباً منَ الطيب

أمّا عددُ المرّاتِ التي ذُكرَ الصديقُ فيها في القرآن.

فقد جاءَت كلمةُ ” الصديقِ ” فى القرآنِ مرّتين فقط .

المرّةُ الأولى: قولهُ تعالى: (لَيسَ عَلَى الأَعمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الأَعرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُم أَن تَأكُلُوا مِن بُيُوتِكُم أَو بُيُوتِ آبَائِكُم أَو بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُم أَو بُيُوتِ إِخوَانِكُم أَو بُيُوتِ أَخَوَاتِكُم أَو بُيُوتِ أَعمَامِكُم أَو بُيُوتِ عَمَّاتِكُم أَو بُيُوتِ أَخوَالِكُم أَو بُيُوتِ خَالَاتِكُم أَو مَا مَلَكتُم مَّفَاتِحَهُ أَو صَدِيقِكُم) ( النور 61).

المرّةُ الثانية: قولهُ تباركَ وتعالى (فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ). (الشعراء 101) 

أمّا الصاحبُ: فهوَ منَ الصُّحبةِ والرفقةِ وهيَ غيرُ الصداقةِ فليسَ كلُّ صاحبٍ صديق، لأنَّ الصّحبةَ مِن كُثرِ المُلازمة.

قالَ الرّاغب: (الصاحبُ الملازمُ إنساناً كانَ أو حيواناً، أو مكاناً، أو زماناً. ولا فرقَ بينَ أن تكونَ مُصاحبتُه بالبدن - وهوَ الأصلُ والأكثر - أو بالعنايةِ والهِمّة، ولا يقالُ في العُرفِ إلّا لمَن كثُرَت مُلازمَته، ويقالُ للمالكِ للشيء: هوَ صاحبُه، وكذلكَ لمَن يملِكُ التصرّفَ فيه). (مفرداتُ ألفاظِ القرآن 1/ 567).

وأمّا المرّاتُ التي ذُكرَ الصاحبُ فيها في القرآنِ فكثيرةٌ، تربو على التسعينَ مورِداً.

ومِن خلالِ ما قدّمناهُ مِن صفاتِ الصديقِ نعرفُ كيفيّةَ المُحافظةِ على الصّديق، وذلكَ بأن نُحافِظَ على صديقنا في السرِّ والعلانية وأن ننصحَ له ونمدَّ له يدَ العون إن احتاجَ إليها.