ممكن الردُّ على دعوى أنَّ اللهَ نزلَ على الحُسين في يومِ عاشوراء؟
الجوابُ:
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،
أوّلاً: لم نعثُر على روايةٍ تفيدُ نزولَ اللهِ تعالى على الإمامِ الحُسين (عليهِ السلام) في يومِ عاشوراء. وأمّا ما يُحكى مِن أنَّ اللهَ تعالى قبضَ روحَ الإمامِ (عليهِ السلام) فهوَ ـ معَ أنّه لا يستلزمُ النزولَ ـ غيرُ مرويٍّ في المصادِر، فلا اعتبارَ به.
وثانياً: لو سلّمنا ورودَ روايةٍ تفيدُ أنَّ اللهَ نزلَ على الحُسين في يومِ عاشوراء أو غيرِ عاشوراء، أو نزلَ على غيرِه، ولو سلّمنا أنّها رواياتٌ مُعتبرَةٌ سنداً، فإنّ المُحكَّمَ في أمثالِ ذلك هوَ توجيهُها بإرادةِ نزولِ الرّحمةِ أو النّصرِ أو المُلكِ أو غيرِ ذلك، ممّا يتناسبُ معَ الاعتقادِ بتنزيهِ اللهِ تعالى عن الجسمِ والحدِّ والمكانِ والجهةِ وغيرِ ذلك مِن صفاتِ المَخلوقين، فإنَّ اللهَ تعالى مُنزّهٌ عن صفاتِ المَخلوقين، كما دلّت الأدلّةُ اليقينيّةُ منَ الكتابِ والسّنّةِ والعقل، فإنَّ هذهِ الرواياتَ تُعدُّ متشابهاتٍ قِبالَ هذهِ الأدلّةِ اليقينيّةِ المُحكمة، والقاعدةُ تقتضي ردَّ المُتشابهِ إلى المُحكَم، كما هوَ الحالُ في الآياتِ الكريمةِ التي ظاهرُها إثباتُ اليدِ والوجهِ والساقِ وغيرِ ذلك، فإنّه ينبغي فهمُها ومعرفةُ معانيها وفقَ قاعدةِ المُحكمِ وهوَ أنّ اللهَ تعالى {ليسَ كمثلِه شيء}.
اترك تعليق