من النبي التى غسلته الملائكة؟

: الشيخ عباس الجشعمي

أخي السّائلَ الكريم لم يثبُت لنا مِن جهةِ النقلِ أنَّ نبيّاً مِن أنبياءِ اللهِ تعالى قد غسّلَتهُ الملائكة، نعَم هذا ثابتٌ مِن جهةِ النقلِ لاثنينِ مِن صحابةِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليهِ وآله.

أحدُهما حمزةُ بنُ عبدِ المُطّلبِ عمُّ النبيّ الأكرم صلّى اللهُ عليهِ وآله. 

قالَ ابنُ حجرٍ في الفتح: (وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ وَغَيرُه مِن حَدِيثِ اِبنِ عَبَّاس بِإِسنَادٍ لَا بَأس بِهِ عَنهُ قَالَ " أُصِيبَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ وَحَنظَلَةُ بنُ الرَّاهِبِ وَهُمَا جُنُبٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : رَأَيتُ المَلَائِكَةَ تُغَسِّلهُمَا). (فتحُ الباري لابنِ حجر ج4/ 414)

والثاني هوَ حنظلةُ بنُ أبي عامرٍ غسيلُ الملائكة الذي استشهدَ في معركةِ أحد. قالَ الشيخُ الصّدوقُ رحمَه الله: (واستشهدَ حنظلةُ بنُ أبي عامرٍ الرّاهب بأُحدٍ فلم يأمُر النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآله بغسلِه، وقالَ: رأيتُ الملائكةَ بينَ السماءِ والأرض تغسلُ حنظلةَ بماءِ المُزنِ في صِحافٍ مِن فضّةٍ وكانَ يُسمّى غسيلَ الملائكة. (مَن لا يحضرُه الفقيه - للشيخِ الصّدوق (1/ 159).

وقصّةُ مقتلِ الصّحابيّ الجليلِ حنظلة معروفةٌ، قالَ القاضي النّعمانُ بنُ محمّدٍ المغربي: (وكانَ أبو سُفيانَ قد بارزَ يومَ أُحدٍ حنظلةَ بنَ أبي عامرٍ غسيلَ الملائكة فصرعَهُ حنظلة، فأتاهُ ابنُ شعوب فأعانَ عليهِ فقتلَه أبو سفيان ونجا أبو سفيان). (المناقبُ والمَثالب (126/ 1).

ودُمتَ في حفظِ اللهِ وحُسنِ تأييدِه.