متى يضطر الإمام المهدي (عجل الله فرجه) إلى استعمال المعجزات؟

.ـ متى يُضطرُّ الإمامُ المهديّ (عجّلَ اللهُ فرجَه) إلى استعمالِ المُعجزات؟

الجوابُ: 

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُه،

لا يخفى أنَّ اللهَ تباركَ وتعالى كلّفَ الإمامَ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه) بأن يملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلئَت ظُلماً وجوراً، وأن يفتحَ مشارقَ الأرضِ ومغاربَها حتى لا يبقى مكانٌ إلّا نُوديَ فيه بالأذان، ويكونُ الدينُ كلُّه للهِ تعالى، وتقامُ الدولةُ الإلهيّةُ في المعمورة، وبذلكَ يتحقّقُ حلمُ الأنبياءِ والأوصياء (عليهم السلام). 

والإمامُ (عليهِ السلام) بطبيعةِ الحال كما سيستعملُ القُدراتِ العاديّة لتحقيقِ هذهِ المُهمّةِ كذلكَ سيستعملُ القدراتِ الغيبيّةَ أعني الإعجازيّةَ الخارقةَ للعادةِ البشريّة، فالهدفُ هوَ تحقيقُ هذه الغايةِ الشريفة ـ أي نشرُ العدالةِ الإلهيّة ـ سواءٌ بالأساليبِ العاديّةِ أو الإعجازيّة. 

وفي ذاكَ الزمانِ سيكونُ قد انتشرَ الفسادُ والجورُ في العالم، وينبغي للإمامِ (عليهِ السلام) مواجهةُ كثيرٍ بل أكثرُ أصحابِ القوّةِ والنفوذِ في العالم؛ لأنّه لا يمكنُ تحقيقُ الهدفِ الذي جاءَ به (عليهِ السلام) إلّا بإفشالِ مُخطّطاتِهم وأغراضِهم التي يترتّبُ عليها نشرُ الفسادِ والظلمِ أكثر. 

ويبدأ الأمرُ باجتماعِ قادةِ جيشِه، أعني الثلاثمائة والثلاثةَ عشر الذينَ يجتمعونَ عندَه بشكلٍ إعجازيّ، ونصرةِ الملائكةِ له، وغيرِ ذلك منَ الأمورِ الخارجةِ عن العادةِ والمألوف، والإمامُ سيستعملُ الطريقَ الإعجازيّ حيثُما لا يحقّقُ الطريقُ العاديّ غايتَه المنشودة، أي بسط العدلِ والقسطِ في العالم. 

نعم، لا يخفى على أحدٍ أنّ العلومَ البشريّةَ تتطوّرُ كلَّ يوم، وستكونُ في وقتِ الظهورِ قد بلغَت تطوّراً كبيراً، وربّما تكونُ بعضُ الأشياء غير العاديّةِ الآن أموراً طبيعيّةً وعاديّةً في ذلكَ الوقت، كما أنّ جملةً منَ الأمورِ كانَت غيرَ عاديّةٍ في زمانٍ سابق وأضحَت أموراً عاديّةً وطبيعيّةً في هذا الزمان، كالاتّصالِ الصوتيّ والمرئيّ.