35

هناك أذكار يلتزم بها طرق الصوفية التيجانية وهو ذكر خاص بعدد معين يذكر صباحا ومساء ( استغفار وصلاة على النبي وقل هو الله ) ماهو رأي الشيعة فيه ؟

الجوابُ: 

هناكَ مجموعةٌ منَ الأذكارِ التي يؤدّيها المُنتسِبُ للطريقةِ التجانيّة، وتُعتبَرُ هذهِ الأذكارُ بحُكمِ الوجوب لمَن تعاهدَ على اتّباعِ الطريقة، فمَن فاتَهُ أداؤها وجبَ عليهِ القضاء، وتنقسمُ هذهِ الأذكارُ إلى أورادٍ ووظائف، والوِردُ عندَهم يتكوّنُ مِن ثلاثةِ أذكارٍ يُؤدّيها المُنتسِبُ صباحاً ومساءً، وهيَ الاستغفارُ مائةَ مرّةٍ، والصلاةُ على النبيّ مائةَ مرّة، ويُفضّلُ أن تكونَ بصيغةِ صلاةِ الفاتحِ المرويّةِ عن شيخِهم أحمدَ التجاني، وهيَ: (اللهمَّ صلِّ على سيّدِنا مُحمّدٍ الفاتحِ لِما أُغلِق، والخاتمِ لِما سبق، ناصر الحقِّ بالحقِّ، الهادي إلى صِراطِكَ المُستقيم، وعلى آلِه حقَّ قدرِه ومِقدارِه العظيم)، ومِن ثمَّ يختمُ ذكرَه بالتهليلِ (لا إلهَ إلّا الله) مائةَ مرّةٍ، ووقتُ هذهِ الأورادِ بعدَ صلاةِ الصّبحِ إلى الزوال، وفي المساءِ مِن بعدِ صلاةِ العصرِ إلى العشاء، ومَن فاتَه هذا الوقتُ وجبَ عليهِ القضاء، فيقضي وردَ الصُّبحِ بعدَ الزوالِ إلى المغرب، ويقضي وردَ المساءِ مِن بعدِ صلاةِ العشاءِ إلى الفجر.

أمّا الوظيفةُ وهيَ في اليومِ مرّةٌ واحدة والمُنتسِبُ للطريقةِ التجانيّةِ مختارٌ بأن يقومَ بها صباحاً أو مساءً وإذا قامَ بها في الوقتينِ فهوَ أفضل، وهيَ الاستغفارُ بالقول: (أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لاَ إلهَ إلاّ هُوَ الحيَّ القيومَ) يُردّدُها ثلاثينَ مرّة. ومِن ثمَّ صلاةُ الفاتحِ خمسَ مرّات، ثمَّ لا إلهَ إلّا الله مائةَ مرّةٍ، ومِن ثمَّ صلاةٌ خاصّةٌ تُسمّى بجوهرةِ الكمال كما تُسمّى أيضاً الصلاة الغوثيّة يتمُّ ترديدُها اثنتي عشرة مرّة، وهيَ كالتالي: (اللَّهُـمَّ صَـلِّ وَسَلِّـم عَـلَى عَيـنِ الـرَّحـمَـةِ الرَّبَّــانِـيَـةِ، وَاليَاقُـوتَـةِ المُتَـحَقِّـقَـةِ الحَـائِطَةِ بِمَـركَزِ الفُـهُومِ والمَعَـانِي، وَنُـورِ الأَكـوَانِ المُتَـكَوِّنَـةِ الآدَمِـي صَـاحِبِ الحَـقِّ الـرَّبَّانِي، البَرقِ الأَسطَعِ بِمُزُونِ الأَربَاحِ المَالِئَةِ لِكُلِّ مُتَعَرِّضٍ مِنَ البُحُورِ وَالأَوَانِي، وَنُـورِكَ اللاَّمِعِ الـذِي مَـلأتَ بِهِ كَونَكَ الحَـائِطِ بِأَمكِنَةِ المَـكَانِي، اللَّهُـمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلَى عَينِ الحَقِّ التِي تَتَجَلَّى مِنهَا عُرُوشُ الحَقَـائِقِ. عَيــنِ المَـعَارِفِ الأَقـوَمِ صِـرَاطِـكَ التَّـــامِّ الأَسـقَــمِ. اللَّهُـمَّ صَـلِّ وَسَلِّـم عَلَى طَلعَةِ الحَـقِّ بَالحَـقِّ الكَـنزِ الأَعـظَمِ. إِفَـاضَتِـكَ مِنـكَ إِلَيــكَ إِحَـاطَـةِ النُّـورِ المُطَــلسَــمِ. صَلَّـى اللهُ عَلَيـهِ وَعَـلَى آلِـهِ، صَـلاَةً تُعَرِّفُنَـا بِـهَا إِيَّـــاهُ) ووقتُ أداءِ الوظيفةِ هوَ اليومُ والليلة، ووقتُ قضائِها اليومُ التالي وما بعدَه لمَن لهُ عُذرٌ شرعي.

 وقد أوردَ التجانيّةُ عَن شيخِهم أحمدَ التجاني فضائلَ كثيرةً لهذهِ الأورادِ والوظائف، وبخاصّةٍ لصلاةِ الفاتحِ والجوهرةِ الكاملة، وكلُّ ذلكَ لم يثبُت بدليلٍ وسندٍ صحيحٍ إلى رسولِ الله، وكلُّ ما يذكرُه التجانيّةُ هوَ أنَّ شيخَهم أحمدَ التجاني قد التقى بالنبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله، لقاءً حسيّاً مادّيّاً وليسَ مناميّاً وعلّمَه هذه الأوراد، وهذا النوعُ منَ الأخبارِ لا يمكنُ الوثوقُ به أو الاعتمادُ عليه، فرسولُ الله قد بيّنَ كلَّ ما يحتاجُه المؤمنُ مِن أمورِ العبادةِ ولم يُلزِمنا بأذكارٍ مُعيّنة وفي أوقاتٍ مُحدّدة، صحيحٌ يجوزُ للإنسانِ أن يذكُرَ اللهَ بشكلٍ مُطلَقٍ إلّا أنَّ الالتزامَ بوِردٍ ووظيفةٍ ثابتةٍ وفي وقتٍ ثابتٍ بحيثُ يجبُ القضاءُ إذا فاتَه هذا الوقتُ لا يخلو منَ التشريعِ المُحرّمِ شرعاً.