من الذي كسر ضلع مولاتي الزهراء عليها السلام؟

مَن الذي كسرَ ضلعَ مولاتي الزّهراء عليها السلام؟

الجوابُ:

تواترَتِ الرواياتُ مِن طرقِ الفريقين أنّ رجالَ السقيفةِ هجموا على دارِ فاطمةَ الزهراء وأميرِ المؤمنين (عليهما السلام)، وقد اعترفَ الناصبيّ ابنُ تيمية بهذهِ الحقيقة – مع إنكارِه للحقائق – أنّهم كبسوا بيتَها وكشفوهُ واقتحموه. (منهاجُ السنّة: 8 / 291).

وأنّها رحلَت منَ الدّنيا شهيدةً مقتولة، على أثرِ ذلكَ الإعتداءِ عليها بالضّرب، وكانَ مِن آثارِ ذلكَ الضربِ كسرُ ضلعِها، واسودادِ متنِها، وسقوطِ جنينِها، واحمرارِ وجهِها وعينيها، ومرضَت على أثرِ الإعتداء، فصارَت طريحةَ الفراش، إلى أنْ خرجَت منَ الدّنيا مقتولةً شهيدة. 

وأمّا كسرُ ضلعِها: فقد استفاضَت الرواياتُ في كتبِ الشيعةِ الإماميّة، أنَّ الزهراءَ (ع) كسرَ ضلعَها لمّا هجموا على دارها، وروى الجوينيُّ الشافعي (ت 730 هـ) روايةَ كسرِ الضلع في كتابِه فرائدُ السّمطين بسندِه عن سعيدٍ بنِ جبيرٍ عن عبدِ الله بنِ عبّاس عن النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) قالَ: وأمّا ابنتي فاطمة فإنّها سيّدةُ نساءِ العالمين منَ الأوّلينَ والآخرين، وهيَ بضعةٌ منّي، وهيَ نورُ عيني، وهيَ ثمرةُ فؤادي، وهيَ روحي التي بينَ جنبيّ، وهيَ الحوراءُ الأنسيّة ... وإنّي لمّا رأيتّها ذكرتُ ما يُصنعُ بها بعدي، كأنّي بها وقد دخلَ الذلُّ بيتَها وانتهكَت حرمتُها، وغُصِبَ حقّها، ومُنعَت إرثها، وكُسرَ جنبُها، وأسقطَت جنينَها، وهيَ تُنادي: يا محمّداه فلا تُجاب، وتستغيثُ فلا تغاث ... (فرائدُ السّمطين، للجويني الشافعي: 2 / 35)

والروايةُ رواها الشيخُ الصّدوق أيضاً في كتابِه الأمالي، ص 176.

وأمّا مَن الذي كسرَ ضلعَها؟ 

فالذينَ قاموا بذلكَ هُم السقيفةُ المشؤومةُ، وبأمرِ الخليفةِ الأوّل، ومباشرةِ الخليفةِ الثاني، وفعل قنفذ العدويّ مولى عمرَ بنِ الخطّاب، هوَ الذي ضربَها حتّى كسرَ جنبها، كما نصّت على ذلكَ الروايات.

قالَ سليمٌ بنُ قيس الهلالي: سمعتُ سلمانُ الفارسي فقالَ: - ونقلَ كلاماً طويلاً عنه إلى أن قال –

وقد كانَ قنفذُ لعنَه اللهُ ضربَ فاطمةَ عليها السلام بالسّوط - حينَ حالَت بينَه وبينَ زوجِها وأرسلَ إليه عُمر: ( إن حالَت بينَك وبينَه فاطمة فاضرِبها ) - فألجأها قنفذُ لعنَهُ الله إلى عضادةِ بابِ بيتِها ودفعَها، فكسرَ ضلعَها مِن جنبها، فألقَت جنيناً مِن بطنِها، فلم تزَل صاحبةَ فراشٍ حتّى ماتتْ صلّى اللهُ عليها مِن ذلكَ شهيدةً . (كتابُ سُليمٍ بنِ قيس - تحقيقُ محمّد باقر الأنصاري - ص 153).

وروى الطبريُّ بسندٍ صحيحٍ عن أبي بصيرٍ عن أبي عبدِ الله الصّادق (عليهِ السلام) قالَ: وكانَ سببُ وفاتِها أنَّ قُنفذاً مولى عُمر لكزَها بنعلِ السّيفِ بأمرِه، فأسقطَت مُحسناً، ومرضَت مِن ذلكَ مرضاً شديداً... (دلائلُ الإمامةِ للطبري، ص134).

وسيعلمُ الذينَ ظلموا آلَ محمّدٍ أيّ منقلبٍ ينقلبون.